الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بركان قديم قد يثور من السعودية بعد خمود دام ألف سنة!

بركان قديم قد يثور من السعودية بعد خمود دام ألف سنة!
3 أكتوبر 2010 20:55
ينتشر حول العالم أكثر من 1500 بركان منها ما هو نشيط ومنها ما هو شبه نشيط، وتقع حوالي 90% من هذه البراكين على حواف الصفائح التكتونية، وتوجد غالبيتها في دائرة الحزام الناري الذي يُعرفُ بشدة نشاطه البركاني والزلزالي ويُصطلح على تسميته بـ «حلقة النار» حول المحيط الهادي. ورغم عدم وجود الدول العربية في مناطق نشيطة بركانياً، إلا أنه توجد بها براكين خامدة قد تثور في أي وقت، خاصةً منها تلك الموجودة حول البحر الأحمر، وتعد المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان العربية عُرضةً للبراكين، إذ يوجد بها 12 حقلاً من حقول الحمم البركانية تمتد على مساحة ثمانين ألف كيلومتر مربع، بالإضافة إلى سبعمائة فوهة بركانية في حرة رهاط جنوب المدينة المنورة، وأربعمائة فوهة بركانية في حرة خيبر واثنتين شمال المدينة، وتتوزع البراكين الأخرى المكتشفة إلى الآن على السودان وسوريا وليبيا واليمن. في عام 2009، ضرب أكثر من 30000 بركان حقل اللافا القديم، مسبباً صدعاً طوله خمسة أميال، وقد كشفت المجسات أن الصهارة البركانية صعدت من جوف الأرض في اتجاه السطح ولم يعد يفصلها عن السطح إلا ميل واحد، وهــو ما يعني أن ثورانها يبقى احتمالاً قائماً، ويقول علماء الزلازل والبراكين إن عشرات الآلاف من الزلازل التي ضربت جانباً من المملكة العربية السعودية بالقرب من مصر سنة 2009 كشفت أن هذه المنطقة قد تصبح نشيطة بركانياً بشكل مفاجئ، ومن شأن قراءات شدة هذه الزلازل التي نجح الباحثون في جمعها أن تساعد على التنبؤ بالوقت الذي قد تثور فيه البراكين مستقبلاً. حرة لونير كان العلماء يعتقدون في السابق أن الجزء الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية هادئ جيولوجياً، إذ لم يُسجَل في هذه المنطقة خلال الألفية الماضية إلا زلازل وبراكين معدودة، ويبدو أن الأمر تغير مؤخراً، إذ شهدت المنطقة ما بين أبريل ويونيو 2009 فقط أكثر من 30,000 زلزال ضربت حقل اللافا القديم المسمى «حرة لونير»، من بينها 19 زلزالاً بقوة 4 درجات وأخرى بقوة أكبر بلغت 5,4 درجة تسببت في تصدع وانشقاق عدد من الجدران بمدينة العيص، وأشارت المجسات وآلات الاستشعار آنذاك إلى أن ثـوران بركان واحد أو أكثر كان أمراً محتمل الحدوث، وهو ما أدى إلى إجلاء 40,000 من سكان المنطقة تحسباً لحدوث ذلك. ثورة حمراء يعد حقل اللافا «حرة لونير» جزءاً من «مقاطعة لافا» التي تبلغ مساحتها 180,000 كيلومتر مربع بدأ تشكلها منذ 30 مليون عام في الفترة التي انشطرت فيها السعودية عن قارة أفريقيا، وتكون صدع نَتَج عنه فيما بعد البحر الأحمر، وكان حقل «حرة لونير» يُعتبر في السابق خامداً بالنظر إلى موقعه على حواف نطاق التشقق القاري الذي يبعد بمئتي كيلومتر عن مركز ثوران البركان النشيط أسفل البحر الأحمر، ويقول جون باليستير، عالم براكين ومدير البرنامج الأميركي لتقديم الدعم عند الكوارث البركانية من خلال تقارير جيولوجية، «إن نطاق تشقق البحر الأحمر هو مكان نشيط جداً قابل لأن تنطلق منه البراكين، إذ تقع على مستوى مركزه السفلي سلسلة من البراكين لا نعرف عنها إلا القليل بسبب وجودها تحت الماء»، ويضيف «عندما تتزحزح القارات وتتباعد مثل ماحصل لقارتي أفريقيا وآسيا، فإن ذلك تنتج عنه اختراقات صهارية على حواف نطاق التشقق». صدوع ونزوح في العدد الأخير من مجلة «نايتشر جيوساينس» البريطانية، أفاد باحثون أنهم اكتشفوا ظهور تصدع يبلغ طوله 3 كيلومترات في المنطقة، تمدد ليصل إلى 8 كيلومترات خلال فترات الزلازل القوية، وبينت صور رادارات الأقمار الاصطناعية أن السبب الرئيس لحدوث هذا الفالق هو اختراق الصهارة وصعودها إلى الأعلى بارتفاع 10 كيلومترات، وبناءً على هذه النتائج التي كُشٍف عنها في 19 يونيو من العام الماضي 2009، توقع الباحثون احتمال حدوث ثوران بركاني وضعف احتمال هزة أرضية بقوة 5 درجات أو أكثر خلال الشهرين التاليين، وقد أدى تراجع النشاط الزلزالي مع نهاية شهر أغسطس 2009 إلى استنتاج العلماء بأن الأزمة قد انتهت، ومن ثم السماح للنازحين بالرجوع إلى مساكنهم وممارسة حياتهم اليومية. اختراق صهاري يقول الباحثون إنه مع صعود الصهارة وكُمونها تحت مستويات لا تبعد عن سطح الأرض أكثر من كيلومترين، أصبح اندلاع البراكين محتمل الحدوث في أي لحظة، وهو ما يتطلب من السلطات أن تظل دوماً على أتم الأهبة والاستعداد، ويقول باليستر «من المحتمل جداً حدوث اختراقات إضافية للصهارة، بل واندلاع براكين في هذه المنطقة»، ويضيف باليستر «إن الحرص على قياس الزلازل في السعودية بدرجة عالية من الدقة سيُتيح للعلماء التنبؤ بثوران أية براكين مستقبلاً». ترددات زلزالية تتولد الزلازل البركانية عادةً من مزيج من الموجات الزلزالية ذات ترددات عالية ومنخفضة، وتحمل في طياتها مؤشرات إلى وقت احتمال ثوران البركان. وتصبح هذه الإشارات فاترةً بسبب طبيعة الأرض التي تمر بها، لكن زلازل شبه الجزيرة العربية يمكن كشفها من خلال الصخور البلورية الموجودة في المنطقة بشكل واضح وجلي. وعندما تكون الموجات الزلزالية منخفضة التردد خلال الزلزال، فإن ذلك يعني أن الصهارة تتدفق تحت الأرض، أما حينما تكون هذه الموجات عالية التردد، فإن ذلك يدل على حدوث تصدع للصخور البلورية، وتزامن ذلك مع زحف الصهارة واتجاهها نحو سطح الأرض، ويختم باليستر بالقول «إن فهم دلالات هذه الإشارات يساعد بما لا يدع مجالاً للشك على التنبؤ بشدة الكوارث الأرضية وقوة تدميرها، سواءً كانت زلازل أو براكين». عن «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©