الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشامسي: الطموح والاجتهاد والانضباط المهني تقود إلى الجوائز

الشامسي: الطموح والاجتهاد والانضباط المهني تقود إلى الجوائز
3 أكتوبر 2010 20:36
رسم طريق حياته بوضوح منذ صغر سنه، وبعد تخرجه في الجامعة بات يحلم ويطمح إلى أن يكون مراقباً جوياً في المطار يتولى مهام ليست بالسهلة تتعلق بتوجيه الطائرات والتحكم بحركتها عبر إعطائها الإذن بالإقلاع أو الهبوط على أرض المطار مما يحفظ سلامتها وسلامة من تحمله. إنه الشاب محمد علي الشامسي مدير أول مراقبة الحركة الجوية في مطارات دبي الذي حقق نجاحات متعاقبة في المراقبة الجوية، والاختراع الذي أنجزه مؤخراً في مجال عمله ليكون رسالة وأنموذجاً مشرفاً للشباب الإماراتي والعربي على حد سواء. يحار كثير من الشباب في رسم مسار حياتهم بعد نجاحهم في الثانوية العامة ويتيهون بين رغباتهم ورغبات أهاليهم في اختيار دراستهم الجامعية والاختصاصات التي يستندون عليها في مستقبلهم وعملهم إلى حد كبير. هذا الأمر لم يكن بتلك الصورة مع الشاب الإماراتي الطموح محمد علي الشامسي الذي رسم طريق حياته بوضوح منذ صغره وسعى بعد دراسته للتصدي لمهام جسيمة تتعلق بعالم الطيران والإقلاع أو الهبوط بأمان وسلامة. المراقبة الجوية تحقق حلم الشامسي عبر التحاقه بكلية الإمارات للطيران في دبي، وتلقيه دورات متعددة ومتخصصة في مجال المراقبة الجوية، أهلته للعمل مساعد مراقب جوي. ونظراً لتميزه في هذه الوظيفة وتخطيه امتحانات ذات معايير معقدة تقيم كفاءته وتقيس درجات ذكائه وسرعة بديهته، وما إلى ذلك، تم اختياره للالتحاق بدورات أخرى مكثفة ترقى بها إلى ضابط مراقبة الحركة الجوية. وبعد سنوات من المثابرة والعمل الجاد والفوز بجوائز عدة تلفت مدى ما يملكه الشامسي من شخصية مبدعة واثقة من نفسها لا ترضى بأقل من أن تكون نجمة تسبح في فضاء النجوم، يترجمها وصوله إلى منصب مدير أول مراقبة الحركة الجوية في مطارات دبي. يقول الشامسي 26 عاماً- مشيراً إلى نجاحاته المتعاقبة التي حققها في المراقبة الجوية، وعن الاختراع الذي حققه مؤخراً في مجال عمله: “نجاحي وليد طموح وتعب واجتهاد وانضباط وأداء متزن للعمل قمت به بأمانة وإخلاص، فقبل أن أترقى وأصبح مديراً لم أكن موظفاً أو ضابطاً عادياً يؤدي عمله ويغادر منه دون أن يكون له بصمات فيه تتجلى في السعي لتطوير العمل واقتراح تحسينات ومشاريع وابتكار آليات جديدة تفيد في مجال المراقبة الجوية. وهي سلوكيات لفتت أنظار المسؤولين عني ودفعتهم نحو تشجيعي”. التميز والنجاح يعتقد الشامسي بأن الموظف الموجود في الميدان أقدر على اقتراح حلول للمشاكل والحالات الطارئة التي يواجهها، لأنه يعيش في قلبها، ويدرك ما يناسبها، يقول في ذلك: “لقد حظيت بتشجيع الإدارة أكثر من مرة لدى اقتراحي لطرق جديدة في تطبيق نظام ما، نظراً لاستنادي إلى براهين وحقائق تضمن نجاح العملية، ولإيماني بأفكاري أناقش فيما يخصها بقوة ولا أيأس! فإما أن أكون على حق وصواب فأستفيد من ذلك، أو أكون على خطأ فيتم تصحيح الفكرة فأستفيد أيضاً”. يضيف الشامسي: “لا شك في أن طبيعة عملي الآن بعد أن تسلمت زمام الإدارة اختلفت عن السابق، فعندما كنت ضابطاً في مراقبة الحركة الجوية كنت أتابع حركة الطائرات وأوجهها من وإلى المطار لتقلع أو تهبط بسلام، فالمراقبة الجوية تمنع الحوادث بين الطائرات والعوائق الجوية، وتمنع التصادم بين الطائرات على أرض المطار عبر توجيهها للطائرات من وإلى المدرجات والمواقف فتحقق عامل الأمان بين الطائرات، كما تسهل حركتها الجوية بكل انسيابية وانتظام، وتوفر المعلومات اللازمة للطائرات على الأرض وفي الجو لتوفير رحلة آمنة وذات كفاءة عالية، وتعطي أي معلومات تحذيرية قد تتعرض لها الطائرة، وتبلغ الجهات المسؤولة في حال احتياج الطائرة إلى فرق البحث والإنقاذ أو في حال الحوادث لا قدر الله”. يسترسل مضيفاً: “أما عملي الآن كمدير فيتركز على تطوير العمل وتشجيع الموظفين وصقل مهاراتهم ليتطلعوا إلى التميز والنجاح، ولعلني لم أجد صعوبة في ذلك، نظراً لالتحاقي ببرنامج “قائد” الذي طور فيّ المهارات الإدارية والقيادية، وحدد لي كيف أشق طريقي لأكون مديراً وقيادياً ناجحاً”. دورات وورش عمل يلفت الشامسي إلى أن وصوله لمنصب الإدارة جاء إثر فوزه بجائزة “الموظف المبدع” في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، ونال التكريم عليها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. يوضح الشامسي بعضاً من إنجازاته للفوز بتلك الجائزة ويقول: “شاركت في فريق السيطرة والتحكم في معرض دبي للطيران 2009، وصممت توزيعاً لشاشات الرادار والمعلومات على مكاتب البرج التي يستخدمها المراقب الجوي، وراعيت فيها زوايا النظر ووظائف كل منها وتقليل الجهد. وأيضاً بإضافة مكاتب مشابهة لمكاتب البرج في قسم يحاكي التدريب ليكون أقرب للواقع، وقدمت اقتراحات عديدة لضمان السلامة أثناء انعدام الرؤية (كات 3)، ولتطوير نظام وأجهزة الاتصال بين المراقبين أنفسهم وبين الأقسام الأخرى، واقتراحات لتطوير الممرات الجوية للطائرات الصغيرة والمروحيات التي تعتمد في طيرانها على الرؤية بالعين المجردة”. يسترسل الشامسي مضيفاً: “قمت بزيارات تعريفية إلى الجهات التي لها صلة مباشرة مع الخدمات التي نقدمها، وتشمل المطارات المجاورة، وقمت أيضاً برحلات تعريفية مع طيران الإمارات، ومروحيات الشرطة، وجناح دبي الجوي. والهدف من هذه الزيارات فهم واستيعاب الطرف الآخر لتقديم أفضل خدمة ممكنة. كما واظبت على حضور دورات عدة طورت من خلالها مهاراتي مثل (دورة إدارة المشاريع، مهارات المسؤول، مهارات المحادثة، إدارة المعرفة، أمن المطارات، وورش عمل عن كيفية تطبيق نظام تدريب فعال للمراقبين الجويين. وزرت معارض عدة، وشاركت بمؤتمرات، منها مؤتمر مراقبة الحركة الجوية في دولة قطر، معرض المطارات عام 2007 وعام 2009، معرض الشرق الأوسط للطيران التجاري، معرض العين للاستعراضات الجوية، ومعرض الوظائف وغـيرها، مما ســاهم في صـقل خـبرتي وتعـزيز معلوماتي، وبالتالي فوزي بالجائزة”. تصميم جهاز إلكتروني طموح الشامسي وإنجازاته تفوق عمره بكثير، كان آخرها اختراع يحدثنا عنه ويقول: “ابتكرت تصميماً لجهاز إلكتروني، يهدف إلى التنسيق بين المراقبين الجويين أثناء العمل لتحويل الممر الجوي التابع لمراقب الحركة الأرضية في البرج، واستخدامه لحركة مروحيات الشرطة، وجناح دبي الجوي، فيسهل بذلك التبادل في أي وقت من دون الحاجة للتحدث إلى الطرف الآخر في حين انشغاله بتوجيه الطائرات والتحدث معها عبر الموجات، مما يؤدي إلى انسيابية الحركة الجوية وضمان سلامة الطائرات والمروحيات وتخفيض جهود العمل”. ويضيف: “كما ابتكرت آلية جديدة لمتابعة حركة مركبات أعمال الصيانة وتفتيش المدرجات عند وجودها لتلفت انتباه المراقب الجوي إلى وجودها بوضوح لتفادي إعطاء الطائرة تصريحاً بالهبوط والإقلاع في حال لم تخل السيارة المدرج بعد، ما قد يتسبب في حدوث حالة إرباك أوتقارب، فعملت على هذا المشروع ونفذته باجتهاد وتمويل شخصي ليساعد هذا الابتكار على انسيابية الحركة الجوية ومرونة التعامل وضمان السلامة. ومازلت أوفر القطع عند الحاجة، سواء كان هناك إضافة سيارات جديدة أو فقدان أو تلف أي قطعة من الاختراع. جوائز فاز الشامسي خلال رحلته الوظيفية -على الرغم من صغر سنه- بجوائز عدة، من بينها: “جائزة الموظف المبدع”- في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز. و”جائزة الموظف الرائد”. وكذلك “الموظف النجم”، وأيضاً “النجم العملاق”، وجائزة مسابقة أفضل مقال بعنوان “أفضل لحظة” بمناسبة الاحتفال السنوي بافتتاح مبنى المسافرين (3) الخاص بطيران الإمارات، وجوائز أخرى.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©