الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراحم همزة الوصل بين ماضي الأجداد ومستقبل الأحفاد في «بيت المغني»

التراحم همزة الوصل بين ماضي الأجداد ومستقبل الأحفاد في «بيت المغني»
3 أكتوبر 2010 20:35
فتحت فاطمة المغني مدير مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان وإحدى رائدات العمل التطوعي والبحث التراثي؛ مجالس بيتها مؤخراً؛ بمناسبة يوم المسن، لتضم أجيالاً عدة مع بعضهم بعضاً بهدف إيصال رسالة مهمة للمجتمع تفيد بأهمية وجوب تقدير كبار السن والعطف عليهم ورعايتهم والوفاء لهم، وحرصت جهات عدة على الحضور والمشاركة. وتقوم المغني بدور مهم في التأثير على مختلف المراحل العمرية، من خلال أنشطتها الفاعلة، خاصة في مناسبة يوم المسن، لتؤكد لجميع الحضور أهمية إحاطة المسن والعاجز في شيخوخته بالعون والرحمة داخل الأسرة وخارجها. بدأ البعض في وضع فعالية «يوم المسن العالمي» في أجندة العمل على أنها من 9 سبتمبر، والبعض الآخر كتب أنه يبدأ اعتباراً من 1 أكتوبر، وثمة من بدأ في الاحتفال بالمناسبة بدءاً من أواخر سبتمبر، واستمر لمدة أسبوع. حيث تقام فعاليات ترفيهية وتثقيفية مختلفة في مختلف أنحاء الإمارات، وفي حال كان هناك إنسان يشعر بالواجب أو الوفاء تجاه مسن فإنه سوف يعمل على زيارة دار رعاية المسنين أو العجزة، وهناك سيجد يجد قلة قليلة من البشر تعمل على زيارة المسنين بانتظام من باب رد الجميل. النظرة الحانية في تلك الدور هناك من يزور أحد أصدقاء الوالدين من باب البر بذلك الرجل أو المرأة، لأنه كان ذات يوم ذلك الجار الحبيب والصديق الذي كثير ما أدى واجبات الجيرة والصداقة لأسرة الزائر، وربما كانت تلك الكفين الذابلتين إلا من عروق نافرة قد قامت بطهي وجبة شهية لأسرته أو ربتت بحنان عليه وهو صغير، بينما تنظر في وجوه المسنين الذين لا يعون ما يدور حولهم، ولا يرون من يزور وربما لا يسمعون جيداً، ولكنهم يشعرون بتلك اللمسات والنظرة الحانية التي تمنحها أكف الزوار لهم. الكثير من أولئك العجزة والمسنين لا يجدون من يزورهم إلا كل عدة أشهر وربما لا يجدون أحداً يقوم بزيارتهم! خاصة الذين يعانون أمراض الشيخوخة المتقدمة، ومثل هؤلاء يكون الزائر هو الشخص المستفيد من الزيارة لأن عمله سيكون خالصاً طلباً للثواب والأجر. وذلك ما تحدثت عنه فاطمة المغني في منزلها، عندما استضافت فعالية يوم المسن، شارك «مركز رعاية المسنين» في الشارقة، وشارك في الفعاليات التي نظمها أيضاً «مركز دار رعاية المسنين» في عجمان و«إدارة الرعاية الأسرية- وزارة الشؤون الاجتماعية» في دبي. وعدد من الشخصيات المسؤولة في كلباء وخورفكان وعدد كبير من الأمهات والجدات من كلباء وخورفكان. ردّ الجميل تحدثت فاطمة المغني في جلسة الاحتفال تلك وقالت: «إن الأسرة الإماراتية الشابة مطالبة برد الجميل، ومثلما تحمل الوالدين عبء حاجة الطفل وهو صغير وسهرا عليه وهو يصرخ في وقت من النهار ومن الليل، وقاما بتنظيفه وإطعامه وتربيته، على الأبناء اليوم أن يقوموا برد الجميل لخدمات الوالدين تلك وهما في حال العجر». وأضافت: «كانت الأسرة الإماراتية ولا تزال تعيش في مجتمع أخلاقي ودود متراحم، والشاذ هو ذلك الذي لا يرحم، و«من لا يرحم لا يُرحم» والآباء والأجداد العجزة اليوم بحاجة إلى الرعاية وليسوا بحاجة إلى احتفالية مؤقتة، أو ليوم واحد في العام يحظون فيه بالتقارب مع الأبناء ومع الأحفاد، وأجمل البيوت وأسعد الأسر تلك التي يوجد بها مسن مثل الجد أو الجدة، وهما في راحة نفسية وجسدية بسبب بر الأبناء». وأكدت أنه على كل والد لرجل مسن أو أم أن لا يتخلى عنهما من أجل راحة الزوجة التي ربما تؤثر عليه كي يتخلى عنهما! وعلى الزوجات أن يتقين الله في أقارب الزوج، وأن يتذكرن أنه كما تدين تدان وكما تكونون عليكم. وكذلك على كل زوج أن يشجع زوجته على التواصل مع والديها والإحسان لهما، فقد كانا سبباً من أسباب وجود تلك الزوجة في حياته. الأبناء البررة إن مسؤولية الدولة أو الرعاية الأسرية الرسمية تقديم الخدمات العلاجية التي لا تتوافر لدى الأسرة، ومن باب حسن الخلق البر بالأهل والأقارب وزيارتهم والجلوس معهم، إن لم يكن كل يوم فأقل ما يمكن في إجازة الأسبوع، مثل الأسرة التي لديها خال أو خالة أو عم أو احد الأقارب يسكن في منزل منفصل، ولكن الأسرة المثالية تلك التي تحتضن الجد والجدة في الدار ذاتها، وتخصص الوقت للتناوب على رعايتهما. يقول سعيد علاي رئيس المجلس البلدي في خورفكان- أحد حضور الاحتفال الذي حضر مع عدد من أبناء خورفكان، خلال كلمته: «علينا التأكيد على أهمية تطبيق العادات والأخلاق الإسلامية التي تحث على رعاية الوالدين في عمر العجز والشيخوخة، فكل رجل اليوم كان طفلاً عاجزاً في الأمس، وقد حرصت تلك الأم وحرص الأب على تقديم كل الرعاية له حتى يبلغ مراده ومناه، ولذلك من المشين أن نتخلى عنهما في الكبر لأنهما ربما يشكلان عبئاً ما». واسترسل مضيفاً: «إن المجتمع المحلي في خورفكان وفي كلباء لا يوجد به مركز لرعاية المسنين أو العجزة، لأن الأسرة لا تزال تحافظ على الجد أو الجدة ضمن أفراد البيت الواحد، وفي حال المرض أو الحاجة إلى العلاج فإنه ينقل إلى المستشفى ليتلقى العلاج ثم يعود للمنزل. فالمتعارف عليه محلياً ودينياً أن الله يبارك في الأبناء البررة، وفي أعمارهم ووظائفهم وفي رزقهم بسبب إحسانهم للوالدين. وعلى كل أسرة أن تتذكر أن لديها أبناء يراقبون الأحداث التي تدور بشكل يومي، وذات يوم سوف يكبر الأب أو الأم الشابة وسوف تتلقى المعاملة ذاتها التي قدمها أو قدمتها للكبار والعجزة، إلا من رحم الله». رعاية دولية ليس الإسلام وحده الذي يحث على تلك الرعاية والاهتمام. ففي الدول الغربية تتم رعاية كبار السن وتحاول الحكومات فيها ألا يكون هناك مشردون أو وحيدون مهجورون من كبار السن بسبب الأبناء، ومن الجميل أن يكون هناك يوم للاحتفال بالمسن من باب لفت الأنظار إلى هؤلاء الذين كانوا أساس بناء وتربية لكل الأجيال التي كبرت وأصبح لها أسر وأبناء. والأجمل أن يكون كل يوم هو يوم للمسن عن طريق التواصل معه داخل البيت بالحديث والملاطفة والحنو عليه واستثمار أي فرصة لإدخال الفرحة إليه. من هذا المنطلق تقول فوزية طارش- من إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية: «إن من أهم أهداف إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية تنمية فئة كبار السن القادرين على العطاء و تقديم الخدمات المتميزة لهم و دمجهم في المجتمع، وكذلك إبراز دورهم كأفراد لهم قيمتهم المعنوية. ومن أهم الفعاليات التي تقوم الإدارة بتفعيلها هي الاحتفالات بيوم المسن العالمي، كونه يحتوي على تعبير معنوي عن كل ما يكنه كل فرد في المجتمع من حب ورعاية وحنان اتجاه الآباء والأجداد». تضيف: «تعتبر الفعاليات مناسبة للاجتماع معهم في جو مختلف ومتميز وتقديم فقرات ترفيهية وثقافية وتراثية، وتقوم إدارة التنمية بالإشراف على هذه الاحتفالات سواء في الإدارة أو في مراكز رعاية المسنين بعجمان وغيرها، فهو من المراكز التابعة للإدارة، وأيضاً الإشراف على احتفالات مراكز التنمية الاجتماعية البالغ عددها 10 مراكز في الدولة. وذلك من أجل تفعيل دور كل فرد من أفراد المجتمع لخدمة رعاية وخدمة كبار السن». إضاءة مسألة إدماج المسن في نشاطات الأسرة واجب وأمر بديهي، وقد كان ولا يزال يطبق إلى اليوم لدى الكثير من الأسر داخل المجتمع الإماراتي، مثلاً عند الاجتماع اليومي للأسرة في المنزل الواحد، وعند زيارة الأسرة إلى أسرة صديقة لأن المسن ربما لا يستطيع أن يمارس النشاطات البدنية، ولكن المشاركة بالوجود مع أسرته تسعده نفسياً مما يمنحه الشعور بالأمان والسعادة، ويشعر أنه عنصر مهم في حياة أبنائه. كما أن احتكاك الأحفاد مع المسنين يأتي بنتائج جيدة في مسألة السعادة والأمان والإحساس بأهميته كجزء من الأسرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©