عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
تبحث شريحة كبيرة من المتقاعدين في مختلف أنحاء العالم، خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية، عن وجهات تتمتع بإمكانات ومقومات تناسب احتياجاتهم ومتطلباتهم للاستقرار فيها بعد عقود من العمل والجهد. ومع تزايد هذه الاتجاه في السنوات الأخيرة، أخذت حكومات عديدة تهيئ بنيتها التحتية وأنظمتها لاستقطاب المتقاعدين للعيش والاستقرار، مصطحبين معهم عوائلهم وأقرباءهم، في بيئة آمنة ومفعمة بالحيوية والرفاه والاستقرار.
وحددت المؤسسات الدولية المعنية بتنافسية الدول معايير مختلفة تؤهل الدول لتحديد الوجهات الأكثر جذباً للمتقاعدين. وتتضمن المعايير عوامل الأمن والأمان وسهولة الانخراط والتأقلم في المجتمع والبنية التحتية والمنافع والتسهيلات المقدمة، وكذلك سهولة تملك أو استئجار العقارات وتكلفة المعيشة والموقع والمناخ، فضلاً عن عوامل الرعاية الصحية والمرافق الترفيهية ووسائل الراحة.
وبمطابقة معايير المؤشر العالمي للتقاعد، الذي تصدرته كوستاريكا هذا العام كأفضل وجهة مرغوبة للمتقاعدين، بما هو متاح ومتوافر في الإمارات من إمكانات ومقومات وبنية تحتية عالمية، فإنه من المؤكد أنه مع صدور النظام الجديد لتأشيرات المتقاعدين، الذي يمنحهم إقامة طويلة، فإن الإمارات مرشحة لتبوء مكانتها في طليعة هذا المؤشر، خاصة أنها تتصدر المؤشرات العالمية للأمن والأمان والسعادة والتسامح والبنية التحتية والرعاية الصحية وجودة الحياة وسهولة ممارسة الأعمال وسهول الانتقال والترفيه وتوفير وسائل الراحة والحوكة وجودة التشريعات والقوانين وسهولة التملك أو التأجير.
1- الأمن والأمان
تحتل دولة الإمارات المرتبة الثانية في قائمة أكثر الدول أماناً في العالم بعد فنلندا، وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يضم نحو 136 دولة، في الوقت الذي تتبوأ فيه إمارة أبوظبي صدارة مدن العالم أماناً، بعد أن سجلت أقل معدل في عدد الجرائم، وفقاً لتقرير أصدره موقع «نومبيو» الأميركي، المختص في رصد تفاصيل المعيشة بأغلب دول العالم، لتتفوق على 338 مدينة من مختلف قارات العالم، من أهمها، طوكيو اليابانية، وبازل السويسرية، وميونخ الألمانية، وفيينا النمساوية وعاصمة سنغافورة.
وهكذا تمنح الإمارات الشعور بالأمان الذي لا يرتبط فقط بموضوع الأمن والوقاية من الجريمة، بل يتعداه ليشمل كل مناحي الحياة اليومية، من مطاعم وتنقل ومرافق وخدمات. كما توفر فرص الاستثمار المميزة لكبار السن، الذين تقاعدوا في دولهم، ورغبوا في استثمار أموالهم بطريقة سهلة وبسيطة، تضمن لهم الحياة الكريمة.
2- التنوع
تتميز دولة الإمارات بثرائها الواسع واحتضانها مقيمين وزواراً من أكثر من 200 جنسية من أنحاء العالم كافة يعيشون في وئام وتسامح وسعادة رغم اختلاف لغاتهم وأعراقهم ودياناتهم، ورغم ذلك لا يجيدون صعوبة في التأقلم والتواصل فيما بينهم، وهو العامل الذي يندر توفره في وجهات عديدة جاذبة للمتقاعدين.
3-الموقع الجغرافي
يشكل الموقع الجغرافي ومدى قربه من الموطن الأصلي، وارتباطه بشبكة طيران جيدة، أحد أهم العوامل التي تحدد وجهة المتقاعدين، وارتباطه بشبكة طيران؛ لهذا فإن موقع الإمارات الذي يتوسط الشرق والغرب ويربط قرابة ملياري شخص بعدد ساعات طيران تصل إلى 5 ساعات وإلى أكثر من 6 مليارات نسمة برحلات طيران لا تتجاوز 8 ساعات، يؤهل الدولة لتصدر خيارات المتقاعدين.
4-جودة البنية التحتية
تتمتع الإمارات بتوفير بنية تحتية عالمية الطراز في مجالات الحياة اليومية كافة للمتقاعدين سواء من مطارات وشبكة طرق ومواصلات وقطارات وكهرباء ومياه وخدمات مرافق، الأمر الذي يؤهلها لأن تتبوأ المرتبة الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية وفقاً لمؤشر «التنمية الاقتصادية المستدامة 2018».
5- جودة الحياة
قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلة بنائها ونهضتها على العديد من المعايير الهادفة إلى تحقيق حياة ذات جودة مستدامة، تتوافر فيها كل مسببات الرخاء والسعادة للمواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء، انطلاقاً من الخطوة التي أسس لها الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتبار السعادة أحد أهم الأركان التي يجب أن تتوافر في الحياة الكريمة، أو في الدولة المتقدمة
وأصدر موقع «نمبيو» تقريراً في يناير الماضي، يقيس مستويات المعيشة في 60 دولة، أكد فيه أن الإمارات حلت في المرتبة الأولى عربياً، والـ 21 عالمياً، في مستوى جودة الحياة.
وتعكس الخطط التنموية المستدامة التي تعمل عليها حكومة دولة الإمارات، والرامية إلى تحقيق منسوب عالٍ من الرفاه والأمن والسعادة للمواطنين والمقيمين، مدى اهتمام القيادة الرشيدة بتوفير كل مسببات الراحة والرفاه، والنظر إلى جودة الحياة كمنظومة متكاملة تقوم على إقرار برامج ومبادرات شاملة، تواكب فضلى الممارسات العالمية، وتضمن استدامتها مستقبلاً.
6-السعادة والتسامح
ووفقاً لنتائج تقرير السعادة العالمي لعام 2018، الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، سجلت دولة الإمارات 7.2 نقاط على مؤشر تقييم الحياة بالنسبة للمواطنين، ما يوازي المرتبة الـ11 عالمياً، فيما حافظت في التصنيف العام على المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي، وتقدمت إلى المرتبة الـ20 على مستوى العالم.
7-سهولة ممارسة الأعمال والتملك
يعد تحقيق الشعور بالرضا والسعادة لدى المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات، إحدى أولويات القيادة الحكيمة التي تضع تنمية الإنسان ورفاهيته في صدارة الأهداف الوطنية الاستراتيجية، تماشياً مع «رؤية الإمارات 2021»، التي تستهدف توفير مقومات الرفاه، وتحقيق جودة حياة أفضل للمجتمع، عبر تكريس السعادة كأسلوب حياة، تنطلق من أفضل مستويات يحظى بها الأفراد على صعيد الصحة الذهنية، والجسدية، والعاطفية، ويحظون بعيش رغيد، ونمط حياة متكامل، تعززه الخدمات التي يحصلون عليها، ما ينعكس على انخراطهم في أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، تعبّر عن مقدار السلام الذي يعيشونه، ويجابهون من خلاله المشكلات بمشاعر إيجابية، فينعمون بحياة حافلة بالأمل والسعادة.
ووفقاً لنتائج تقرير السعادة العالمي لعام 2018، الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، سجلت دولة الإمارات 7.2 نقاط على مؤشر تقييم الحياة بالنسبة للمواطنين، ما يوازي المرتبة الـ11 عالمياً، فيما حافظت في التصنيف العام على المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي، وتقدمت إلى المرتبة الـ20 على مستوى العالم.
8-الترفيه وسائل الراحة
توفر الإمارات طيفاً واسعاً من وسائل الراحة والترفيه للمقيمين فيها وللزوار، بعد أن شهدت بنيتها التحتية في السنوات الأخيرة دخول العديد من الأسماء العالمية المختصة في عالم الترفيه مثل «وارنر برازرذ»، وعالم «فيراري»، والعلامات الأخرى في «دبي باركس» وعالم «أي إم جي»، وكذلك متحف لوفر أبوظبي ودار الأوبرا في دبي، وغيرها من الأماكن التي تزيد الخيارات أمام السياح والمقيمين للاستمتاع بها على مدار العام، إضافة إلى ملاعب الجولف المنتشرة في أنحاء الدولة، وتشكل أيضاً عامل جذب مهماً للمتقاعدين.
9- الرعاية الصحية
وحققت الإمارات تقدماً في مؤشر جودة الخدمات الصحية، بناء على عدد من المؤشرات الفرعية المرتبطة بنتائج الرعاية الصحية الأساسية، والبنية التحتية والرعاية الصحية الوقائية، والرضا عن الرعاية الصحية البدنية والذهنية. وتعمل الدولة بالتعاون مع كل الهيئات الصحية المحلية على اعتماد كافة المستشفيات الحكومية والخاصة، وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات، وجودة وكفاءة الكادر الطبي، بالتزامن مع ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل وأمراض السرطان، والأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب، لتحقيق حياة صحية وعمر مديد.
10 - الحوكمة والقوانين
عادة ما يبحث المتقاعد عن المكان الذي يحصل فيه على كافة حقوقه التي يكفلها له قانون الدولة التي يختار العيش بها، ومدى تطبيق هذه الدولة لمبادئ الحوكمة، الأمر الذي يشكل نهجاً راسخاً ضمن منظومة التشريعات والقوانين المعمول بها في دولة الإمارات.
