السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أعلى معدل للحياة في العالم وأدنى معدل للتكاثر

30 يونيو 2006 01:46
الاتحاد- خاص: ''المعجزة بين أسنان الشيخوخة''· هكذا كتب منذ سنوات قليلة المفكر الاقتصادي والديبلوماسي الأميركي ''جون كينيث غالبريث''·كان مفتوناً بالتجربة اليابانية، وهو أول من قال بأن العدوى ستنتقل إلى ''أولئك الآسيويين القدامى''· انتقلت فعلاً، وتوزعت بين النمور والتنين·· لكن الأرخبيل يواجه أزمة الآن· منتصف هذا القرن تصبح نسبة الذين تخطوا الخامسة والستين 35,7 في المئة· واحدى الصحف تتساءل: امبراطورية أم مأوى للعجزة ؟ حلول تطرح الآن· الروبوت أو الاستنساخ واقامة مزارع بشرية· أليس هذا هو الوجه الآخر للانقراض ؟ الطريف أن ثمة من يقول بتعدد الزوجات·· الإصغاء للقلب وانجاب الأطفال في يوم سابق من هذا العام، ظهر أحد معلقي ''نيهون كيزاي شيمبون'' اليابانية، على شاشة التلفزيون ليسأل: لماذا لا يسمح بتعدد الزوجات في الأرخبيل ؟ النص شديد المرونة في ديانة الشنتو التي تم تحويلها من ديانة عمودية إلى ديانة أفقية· لا مشكلة ''ايديولوجية''، بل أنها مشكلة سيكولوجية، وتاريخة· امرأة ثانية وثالثة وربما عاشرة للساموراي الذي بات مهدداً بالانقراض·· شيء كثير من العهد القديم اندثر مع ثورة ميجي في عام ·1867 والانتقال من الايدولوجي إلى التكنولوجي كتب ''سايوناري كاواباتا'' عن ''عبقرية القلب''· الكاتب الحائزعلى جائزة نوبل والذي انتحر على طريقة السموراي، قال إن مهمة الثقافة هي تشغيل القلب كي ''لا يصبح لنا قلب القردة''· وعلى هذا الأساس، ثمة كاتبة شابة تدعى ''انيالا سوكوبي'' تدعو إلى ''الاصغاء لما يقوله القلب وانجاب الأطفال''· أقلام كثيرة تناولت قضية الشيخوخة في اليابان· كثيرون لم يعودوا يأكلون الكلاب (والقطط)، بل أنهم يقومون بتربيتها· كما في الغرب الكلب يحل محل الولد· يمكن تركه في المنزل والسهر خارجاً· لا ضرورة لارسالة إلى المدرسة أو إلى الجامعة، كما لا هاجس في ايجاد وظيفة له· هذا فضلاً عن أنه لا يطلب· سيارة، ولا هاتف نقال، ولا زورق تزلج· وإذا طلب عشيقة، فإنه يمضي معها وقتاً محدداً للغاية·· اليابانيات الشقراوات لا ينسى الياباني القول إن الكلب لا يحتاج إلى ثياب· ولعل الطريف أن محال بيع الملابس تجهد في عرض المنتجات الجميلة، بما في ذلك الألعاب، لاغراء الأهل الذين ذهبوا، بعيداً، في اللعبة الالكترونية·· رئيس الوزراء ''جونيشيرو كوازومي'' الذي تصفه الصحف الغربية بـ ''البلاي بوي الأصفر'' يدعو مواطنيه إلى التنبه لـ ''الكساد الديموغرافي'' الذي قد يستدرج الملايين من العمال الأجانب للعمل في الأرخبيل· هذه مسألة خطيرة بالنسبة إلى مجتمع طالماً عرف بتماسكه السوسيولوجي، والى حد الانغلاق الثقافي· نسبة اليابانيات المتزوجات من أجانب محدودات جداً، وكذلك نسبة اليابانيين المتزوجين من أجنبيات· ولعل الطريف أن اليابانيات، ورغم المدى التكنولوجي الذي بلغته بلادهن، أقل إقبلاآً من الصينيات على استخدام العدسات الملونة، أو على اجراء عمليات تجميل للظهور بمظهر غربي، ناهيك عن أن القليلات جداً اللواتي يصبغن شعرهن بالأشقر··· ثمة ساموراي وانثى الساموراي· هناك قيم يفترض الحفاظ عليها· إذاً، لماذا هذا التراجع في انجاب الأطفال؟ الثورة التكنولوجية صنعت ''الفرد'' الذي يفكر برصيده في المصرف أكثر مما يفكر برصيده في الحياة· واللافت أنك تجد ذلك الياباني الذي يسأل: ''··· وماذا لو حلت بنا هيروشيما اقتصادية ؟''· الروح لا تنام هذا لأن التنين الذي يقبع على قيد أنملة من الأرخبيل يحقق معدلات نمو مذهلة· الهند كذلك، والأسواق تضيق بالمنتجات، وإن كانت اليابان قد تجاوزت أزمة العقد المنصرم وعاودت الانطلاق اقتصادياً، معتمدة على ما يدعوه أحد خبراء التسويق ''ساكورو تاناكا'' بـ ''حيوية الروح''· تعبير غريب دون ريب إذا ما أخذنا بالاعتبار طبيعة الموضوع· يقول ''تاناكا'' ''الروح في الأرخبيل لا تنام''· هذا منذ بداية الخليقة، وعلى هذا الأساس، فإن ديناميكية الابتكار تظل تعمل دون انقطاع· ليس هناك بلد في العالم يشهد تلك المساحة من الشيخوخة· كان هناك 4,9 في المئة من عدد السكان في عام 1950 يتجاوزون الــ 65 عاماً· الآن، النسبة ارتفعت إلى 20 في المئة، ومن المرتقب أن ترتفع إلى 35,70 في المئة عام ·2050 الامبراطورية تتحول إلى مأوى للعجزة، خصوصاً إذا ما أخذنا بالاعتبار أن معدل الحياة هناك هو الأعلى في العالم 77,9 للرجال و85,1 للنساء، فيما معدل التكاثر هو الأدنى عالمياً: 1,2 ولد في مقابل 4,2 في الشرق الأوسط، فيما يفترض للحفاظ على الايقاع السوي للأجيال الوصول إلى معدل 2,1 ولد، وهو ما يسمح بالتجديد الطبيعي والمتواصل للمجتمع· هذا العام بالذات سيكون العام الأول في التدهور الديموغرافي في اليابان التي يبلغ تعداد سكانها 129 مليوناً تقريباً· المسلسلات العربية والمرأة العاملة رسمياً، يعزى ذلك إلى الأسباب التالية: النساء يتزوجن في عمر متأخر، مراكز الحضانة غير كافية، ودون أن تتوافر سياسة عائلية، هذا في حين تكلف الأسرة الكبيرة مبالغ باهظة، ومرهقة بطبيعة الحال· بدلات السكن مرتفعة، وكذلك التعليم· المرأة التي تزداد امكاناتها العلمية يوماً بعد يوم تشعر بأهمية الرجل، وهي لا يمكن أن تكرس أوقات فراغها، خارج العمل، لخدمته· تقول احداهن: ''رغم كل ما يحصل، لا يزال الرجل يحاول أن يظهر بمظهر الامبراطور''· الامبراطور الصغير بطبيعة الحال· وهذا ما يزعج المرأة التي تستنزف الكثير من طاقتها في العمل· هنا اليابان، ولا مجال للهو أو لتبذير الوقت على طريقة العالم الثالث، على الطريقة التي تظهر في العديد من المسلسلات العربية· في أحد هذه المسلسلات تقوم موظفة ''أنا هنا للزينة''· نماذج لا تحصى من هذا القبيل· يفترض بالمرأة اليابانية أن تثأر· تكفي مهنة واحدة، أن تعمل مثلاً في مصنع لانتاج أجهزة التكييف· المهنة الثانية هي ''الأم''· هذا يعني أن عليها تغيير كل ايقاع حايتها، وأن تحرم الذهاب لتناول العشاء في مطعم، وربما حرمت من النوم أيضاً إذا ما كان الطفل كثير الصراخ· الأفضل البقاء بمنأى عن هذه المشكلة المدمرة· نقيق الضفدع ولعل الطريف هو تكاثر حالات الطلاق في عمر معين· يبلغ الرجل الستين فيحال إلى التقاعد (المعاش)· يلازم المنزل، وهذا يحطم أعصاب المرأة التي لم يكن لها أن تعتاد على ''هذا الضفدع العجوز''· صحيح أن الستين ليست سن الشيخوخة، كون الارهاق في العمل يجعل المتقاعد يظهر على قيد انملة من الشيخوخة· إذا، تتخلص المرأة من ''نقيق الضفدع'' بالطلاق· حل مثالي ما دامت في عمر يتيح لها أن تتمتع بالعيش وحيدة· كثيرات يقتنين الكلاب· هذه تحولت إلى موضة كاسحة في اليابان، كما في الصين التي بدأت تشهد ظهور ثريات بمظاهر الارستقراطية الغربية· مبالغة في الاهتمام بالكلب، وإلى حد حمله إلى قارئة الكف، وربما قارئة الفنجان، بعدما عادت هذه المهنة إلى الانتشار· ومعظم المحترفات وافدات من جمهوريا آسيا الوسطى· بمعنى آخر، فإن الحياة تأخذ منحى استراتيجياً بعيداً عن تيم الماضي· الاسرة تفككت الكترونياً، والعلاقة بين الرجل والمرأة باتت علاقة روتينية جداً، ومع اتساع طبقة الأثرياء، فلا وقت لدى هؤلاء من أجل عائلة فضفاضة· ولد واحد يكفي· ولدان حد أقصى· والأفضل عدم الانجاب من أجل ان لا يتقاسم الأب والأم الحياة مع ذلك الضيف الثقيل· لكن الرجل لا يستطيع أن يتخذ الحائط رفيقاً طوال العمر، أو أن يكون، بتقاعده، عالة على شخص يعمل، فهذا هو الواقع الآن تقريباً· كل شاب يعمل لابد أن يحمل عجوزاً علًى ظهره، حتى وإن ساهمت الخزينة في تمويل جزء من النفقات·· ''أورينت برس''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©