الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: الاجتهاد في العبادة والتوبة خير استقبال لشهر رمضان

علماء: الاجتهاد في العبادة والتوبة خير استقبال لشهر رمضان
4 يوليو 2013 19:44
أحمد شعبان (القاهرة) - أكد علماء الدين أن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى، فقد رغب فيه الشرع وحث عليه وجعله أحد أركان الإسلام وأن الصائم يوفى أجره بغير حساب كما جاء في حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك” ولذلك كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستعد لاستقبال هذا الشهر الكريم. ويؤكد الدكتور أحمد الشاعر- أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعد لاستقبال رمضان منذ حلول شعبان الذي قال عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” واشتهر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- صيامه في شهر شعبان أكثر من غيره فعن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: “ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان” حتى يستعد نفسيا وإيمانيا على صيام رمضان شهر الصيام والقرآن والقيام. هدى للناس وقال: والله تعالى خص شهر رمضان بخصائص من أعظمها وأجلها أن الله تعالى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون” سورة البقرة الآية 185 قال بعض المفسرين إن الله تبارك وتعالى عقب بالفاء السببية في هذه الآية الكريمة التي تفيد التعليل ليبين أن سبب اختيار رمضان ليكون شهر الصوم هو إنزال القرآن فيه حيث قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر” سورة القدر الآية 1 ومن المعلوم أن ليلة القدر في رمضان فينبغي للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. ويشير الدكتور خالد أبو جندية- أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر- إلى أنه يجب على المسلم أن يجتهد في الطاعة ويتقرب إلى الله وهو يستعد لاستقبال شهر رمضان وأن يتوب توبة نصوح عن جميع المعاصي والذنوب التي ارتكبها طوال حياته لأن شهر رمضان التوبة والإنابة والرجوع إلى الله. قال تعالى :”يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين أمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير” سورة التحريم الآية 8 والتوبة هنا تعني الإقلاع عن الذنب. تهذيب للأخلاق وأضاف: الصيام من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى فقد رغب الشرع في الصيام وحث عليه وجعله أحد أركان الإسلام العظام وأخبر الله تعالى أن الصيام لا تستغني عنه الأمم لما فيه من تهذيب الأخلاق وتطهير النفوس وحملها على الصبر قال تعالى: “يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” سورة البقرة الآية 183 وقال تعالى: “وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” سورة البقرة الآية 184 وقال تعالى بعد ما ذكر المسارعين إلى الخيرات من الرجال والنساء: “والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما” سورة الأحزاب الآية 35 وعن أبي سعيد- رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: “ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” فالصيام وقاية للمسلم من عذاب الله يوم القيامة كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنما الصيام جنة يستجن بها العبد من النار هو لي وأنا أجزي به” وطريق عظيم للجنة ويشفع لصاحبه يوم القيامة كما بشر بذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث قال :”الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان”. أحب الأعمال لله أدومها ويشير الدكتور السيد أبو الحمايل- أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر- إلى أن كثيرا من الناس يواظبون على العبادات في شهر رمضان أملا في الثواب المضاعف من الله عز وجل ويتكاسلون ويهجرون الصلاة بعد رمضان وينقطعون عن المساجد ولا يهتمون بصلاة الجماعة ويهجرون قراءة القرآن الكريم الذي كانوا يقرأونه في رمضان مع أن رمضان شهر القرآن ومن الناس من يقصر في نوافل العبادات والتي يجب على المسلم أن لا ينقطع عنها في غير رمضان وقد شرع من الصيام والقيام والصدقات وفعل الخير ما يملأ الأوقات ويجعل المسلم موصولا بربه على الدوام في رمضان وغير رمضان ولذلك كان شهر شعبان تدريبا عمليا على القيام بالعبادات في غير رمضان واستعدادا نفسيا وجسديا لاستقبال رمضان فعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل” وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- ينهى أصحابه عن الانقطاع عن العمل الصالح كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: “يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل”. وأضاف: تأتي أهمية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان من أهمية الصيام فهو تشريع حكيم دعت إليه الشرائع السابقة والعقول السليمة فالهدف منه الإمساك عن الشهوات ليستر صاحبه يوم القيامة من النار وحتى يتحقق ذلك يجب أن يخلو الصيام من الفحش في القول والسفه في الفعل ليتوافق ظاهر المرء وباطنه فيكون إمساكا على جميع ما نهى الله عنه وحرمه فليس الصيام عن الأكل والشرب فقط إنما الصيام الحقيقي عن اللغو والرفث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©