الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجلات الرقمية تهدد عرش الورقية في استقطاب القراء

المجلات الرقمية تهدد عرش الورقية في استقطاب القراء
2 يوليو 2012
أوضح متخصصون أنه من السهل جداً إصدار المجلات الرقمية على الآي باد، وأصبح يهدد عرش نظيرتها الورقية في نيل اهتمام القراء، مؤكدين أن الأمر يتطلب بعض مهارات التصميم التأسيسية وبعض الوقت ومبلغاً صغيراً من المال يمكن ذلك، وسط اعتراف بأنه سيكون من الأصعب تحقيق أهداف نجاح مثل الصعود في الترتيب المجلة على سلم «نيوز ستاند» الخاص بمجلات آبل، والاستمرار في استقطاب المزيد من القراء وتحقيق أرباح. أبوظبي (الاتحاد)- تناولت الدكتورة سوزان كوري الأستاذة المساعدة في قسم الإعلام الجماهيري في كلية لينفيلد في إطار أبحاثها الأكاديمية عن فئات وسائل الإعلام والمجلات، ثلاث حالات تمثل ثلاث مجلات رقمية مستقلة والتقت بمسؤولين فيها وحاورتهم عن هذه التجربة الجديدة في عالم الإعلام والدروس التي تعلموها وما ينشدونه من تغيرات من أجل تعزيز نشر المجلات على الإنترنت، ونشرت كوري هذه المقابلات على موقع «ميديا شيفت» وقال ميشال الينغ وهو المؤسس الشريك لمجلة«تي آر في آل» للسفر، ومقرها امستردام إن المجلة أصدرت حتى الآن 60 عدداً خصص كل منها للحديث بعمق عن وجهة سفر واحدة وكان غنياً بالصور. بداية التجربة والينغ الذي يصف نفسه بـ «صبي يهوى آبل»كان التقى شريكه جواشيم ويجناند، وهو كاتب ومصور تخصص في السفر وأرادا معاً التعاون وإحداث نقلة في نشر المجلات نحو الأفضل. وفي بداية المجلة كان الينغ مسؤولاً عن التصميم والفريق المعني بالشأن التقني بينما تولى شريكه مسؤولية المحتوى، وهو يرى اليوم أن ما قام به شيء كبير، وقد بدأا التجربة بكل ما فيها من أخطاء ما زال يرتكبها الآخرون، وقاما بإنجاز كل الأمور المتعارف عليها، مثل وضع غلاف وتوفير مواد للمجلة، ونشر عدد مرة كل شهر، وقد حصلا على تطبيق مجاني مع محتوى مدفوع ولم يعجب ذلك أحداً فقررا أن يكون كل شيء مجاناً، وقد صدرت جميع أعداد المجلة بلا تاريخ صدور مما أضاف بعض المغامرة للتجربة. وعن الدروس الأساسية التي تعلمها الشريكان قال الينغ إنهما يفضلان العمل بأقل قدر من التعقيد فالمجلة لا تشغّل 90% من وظائف مجلة مثل مجلة«وود وينغ» من حيث التصميم والبرمجة، ولا يعتقد الينغ أن ذلك يساعد المستخدم، كما أنه لا يعتقد بأن مجلة شهرية تعمل بسبب عدم استخدام القاعدة اللوغارتمية لمخزن آبل«آب ستور» فعندما تنشر إصداراً جديداً يصنفك آبل ستور في مرتبة أعلى في اليوم التالي، أي أنك عندما تضع إصداراً للنشر فانت في وضع جيد لنهاية الأسبوع، لكن عندما تقوم بذلك مرة واحدة شهرياً فانت لا تستخدم كل المميزات المتوفرة. وعن الدرس الأساسي الذي يمكن لناشري المجلات تعلمه من تجربة هذه المجلة قال الينغ: إننا نحاول أن يبدو المحتوى حقيقياً ومنسجماً مع الهوية الشخصية، نحن لا نجمع صوراً ولا نضع نصاً في الصور، ونحترم المصور والكاتب، نريد أن نعطي الناس الشعور بأن الكاتب والمصور ذهبا إلى امستردام وهذا ما شاهداه، نحاول أن لا نضع فيلتر للتصفية بينهما، ولا نتحدث عن مدى تكلفة تناول مشروب في ساحة تايم سكوار، لكن نحاول توفير شعور بأن نسيم الهواء يتسلل إلى شعر القارئ عندما يوقف سيارة أجرة في تايم سكوار بينما الريح تتجه نحوه من بين البنايات المحيطة. من وجهة نظر تقنية نحاول أن تكون إصداراتنا صغيرة قدر الإمكان، ونحن نؤمن حقيقة بالمقياس الإنساني، أي بتوليد شعور جديد ما لدى القارئ عندما ينتهي من المجلة. رسالة إلى جان ويشير الينغ إلى أن عدد صفحات المجلة من 50 إلى 60 صفحة ونحو 3 آلاف كلمة، لكل عدد، وبشأن التخطيط للحفاظ على تطور المجلة يقول: نحن نتجه إلى عمل أشياء مختلفة، وسوف نصدر في المستقبل عدداً أسبوعياً وننمي مكتبتنا، ونقوم بعمل بعض العناوين الجديدة داخل المجلة ونوسع محتويات الصور وسنترجم المجلة إلى لغات عدة. وأضاف، أعتقد أننا عندها سننمو بسرعة أكثر، وعلينا فقط العمل والصبر أكثر مما تقوم به دور النشر الكبرى. التجربة الثانية هي مجلة «ليتر تو جان» أي رسالة إلى جان، التي تهتم بالثقافة والفنون من خلال صور ومقابلات مميزة، وقد أنهى مؤسسها ليم مور حديثاً العدد الرابع من المجلة التي تحولت إلى الصدارة على آي باد بعد تجارب غير ناجحة لبيع المجلة بنظام ملفات«بي دي أف» أو الطباعة على الورق وفق الطلب عبر ماج كلود . وتم تمويل العدد الرابع جزئياً بمبلغ ستة آلاف دولار أميركي بدعم من بعض المانحين الذين سيكون بوسعهم الحصول على رمز«كودات وبرامج» المجلة بحيث يمكنهم بناء مجلاتهم الخاصة أيضاً . وأعرب مور عن سعادته بهذه التجربة قائلاً: إنها من بين الأمور التكنولوجية التي شعرت بقدر كبير لأهميتها، وقد بدأتها صغيرة جداً وعثرت على مكونات رمز بسيط على يوتيــوب، وكان بــرنــامج المجلــة يصبح أسهل شيئاً فشيئاً عند كل عملية تحديث. ولفت إلى أن العدد الأول كان سيئاً جداً على الرغم من أنه أعجب الناس، لكنه أمضى جزءاً كبيراً من وقته ليتعلم كيف يقوم بالترميز، وقد شعر بأنه مع الآي باد يستطيع جعل المجلة شخصية قدر ما يستطيع ويمكنه أن يبقيها رخيصة للناس بشكل يكفي لشرائها. كما لفت مور إلى أهمية الوقت كأهم درس تعلمه من تجربته، مشيراً إلى أنه تلقى رسائل عدة في بريده الإلكتروني يقول أصحابها بأنهم معجبون بما يفعل، لكن حتى لو كان المرء خبيراً في مجال ما فإن هناك دوماً سوقاً جديدة لم يكشفها أحد بعد. وعن أهم التحديات الأخرى يقول مور إنه كانت هناك أسئلة مثيرة للاهتمام حول نماذج الاشتراك، ويضيف: المجلة ليست من بين قائمة نيوزستاند في ابل آب ستور، لأني لا أقوم بعمل اشتراكات، لأني لا أعرف متى سيصدر العدد التالي من المجلة، وهناك العديد من المجلات في نيوزستاند وتحصل على مكانة واسعة من آبل ولكنها أصغر أو أن دورة صدورها أسرع من المجلة رسالة إلى جان. وبشأن ما يمكن أن يتعلمه ناشرو المجلات من تجربته يقول مور: عندما بدأ آي باد والتطبيقات كان النظر يتم إلى كل الإمكانيات التي يقدمها الجهاز، وقد شعر هو شخصياً ودائماً بنوع من عدم الأمان تجاه ذلك ولكنه قام بعمل مبسّط نال تقديره لاحقاً. ويلمح إلى أنه استوحى البساطة من تطبيق مجلة نيو يوركر الذي يعتبره الأفضل على نيوزستاند آبل، وهو يعمل جيداً ببساطة، موضحاً أن آخرين كان لديهم كثافة تصميم على شاشة صغيرة، حيث بدأ القطاع يتعلم بأن القراء لا يريدون بالضرورة هذه الزحمة. وعن خطط المجلة للمستقبل يقول مور إن هذه المجلات ستواصل السير على دربها لتتطور وتأخذ مكانها، موضحاً أنه بعد العدد الرابع يريد أن ينقل رسـالة جان إلى فضاء يمكنه فيه إنتاج مقابـلات بشــكل أسرع، وأن يعد مجلة أصغر، لكن أكـثر تركــيزاً، وفــقاً لما لديه من نظرية تجعله يستطيع أن يعود مرة ثانيـة يوماً ما إلى حياته الاجتماعية. إضاءة أكد الناشر جيمس بوراويز أن تجارب المجلات الثلاث هذه تمثل في النهاية مخارج جديدة لضيق أفق المجلات التقليدية، سواء المطبوعة أو العاملة على الشبكة فقط، ومن هنا فإن استمراريتها أو نجاحها سيكون محط ترقب حثيث من المعنيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©