السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشكلات السلوكية للطفل «العدواني» قابلة للحلول الإيجابية

المشكلات السلوكية للطفل «العدواني» قابلة للحلول الإيجابية
2 يوليو 2012
أوضحت دراسات متخصصة أن تعديل الاتجاهات والتغلب على المشكلات السلوكية يلعبان دوراً مهماً في عمليات تأهيل الطفل العدواني من ذوي الإعاقة، خاصة أنه يواجه صعوبة في تقبل النقد أو الإحباط. وأشارت إلى أن علاج المشكلات السلوكية بطريقة صحيحة يكسب الطفل العدواني علاقات جيدة مع المعطيات البيئية التي يعيش فيها، ومن ثم تصبح لديه قدرة أكبر على الدمج والتفاعل مع عمليات التأهيل والتدريب بشكل أكثر إيجابية، وهو ما تركز عليه خطط الدمج التي تقوم بها المؤسسات المتخصصة في التعاطي مع ذوي الإعاقة باختلاف أنواعها. أحمد السعداوي (الشارقة) - أوضح عماد عبدالحليم الأخصائي النفسي بنادي الثقة للمعاقين بالشارقة أن السلوكيات العدوانية واحدة من المشكلات السلوكية التي قد تصيب أطفالاً كثيرين وليس من ذوي الإعاقة، ويُعرف العدوان على أنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير وقد يكون نفسياً على شكل الإهانة أو خفض القيمة أو جسمياً. وقال إن الطفل العدواني يجد صعوبة في تقبل النقد أو الإحباط، كما أن الأطفال الأقل ذكاءً أكثر ميلاً للعدوان ربما لأن الطريقة المنظمة في حل الصراع أكثر صعوبة في التعلم، مشيراً إلى أن الأطفال من عمر 3 إلى 7 سنوات يحققون تقدماً في زيادة ضبط العدوان، ذلك خلافا لطفل السنتين، أما بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى العدوان، فالبعض يرى أنها غريزة عامة للمقاتلة لدى الإنسان، ورأي آخر يقول إن العدوان يكتسب من خلال نماذج من سلوك الآباء والأخوة والرفاق، كما أن العدوان يزيد احتمال تعلمه عندما يكافأ الأطفال لقيامهم بتصرفات عدوانية، كما أن هناك نظريات تسير إلى أن إحباطات الحياة اليومية تزيد من حدوث العدوان، كما أن هناك معايير اجتماعية قائمة على العنف مثل العين بالعين. العلاقة بالأمهات وأوضح أن الأطفال الذين يأتون من بيوت يكون فيها الأب غائباً لفترة طويلة يظهرون تمرداً على التأثر الأنثوي للأمهات اللواتي يحملن أعباء إضافية بأن يصبحوا شديدي العدوان وتكون تصرفاتهم دليلا على الرجولة. وبين أن الوقاية من السلوك العدواني تتطلب مجموعة من المحددات التي ينبغي للوالدين وأخصائيي التأهيل مراعاتها بشكل رئيس وهذه المحددات تتمثل في ما يلي: تجنب الممارسات والاتجاهات الخاطئة في تنشئة الأطفال، فنرى الأب المتسامح أكثر من اللازم الذي يعطي طفله قدرا كبيرا من الحرية والتدليل، إما بسبب التسامح أو الإهمال، وهناك الأب ذو الاتجاهات العدوانية الذي لا يتقبل الطفل ولا يستحسنه أو الذي يميل إلى استخدام العقاب البدني الشديد، فنرى استمرار هذا المزيج من ضعف العطف الأبوي والعقاب البدني القاسي لفترة طويلة من الزمن يؤدي إلى العدوانية والتمرد وعدم تحمل المسؤولية لدى الطفل. الإقلال من التعرض للعنف المتلفز، فكثرة تعرض الطفل إلى مشاهدة برامج تحمل الطابع العدواني خاصة في سن 8 - 9 سنوات تؤثر على مدى استجابة الطفل للسلوك العدواني. تنمية الشعور بالسعادة، فنرى خبرات العاطفي الإيجابية (السعادة) التي يعيشها الطفل تميل به إلى أن يكون لطيفا نحو نفسه ونحو الآخرين. العمل على أن تكون النزاعات الزوجية في حدها الأدنى، حيث إن الطفل يتعلم الكثير من سلوكه الاجتماعي من خلال الملاحظة والتقليد بالنسبة للأبوين، وهنا يجب عليهم تجنب هذه الصراعات من الجدل والعدوان. النشاط الجسمي اعطاء الطفل مجالاً للنشاط الجسمي وغيره من البدائل، وذلك بترتيب بيئة البيت، فكلما كان هنا حيز مكاني أوسع للعب كلما قل احتمال العدوان بينهم، فإن اللعب الخارجي الذي يعطي فرصاً كثيرة للحركة من موقع لآخر هو أمر يوصي به بقوة، كما أن الموسيقى لها تأثيرها القوي على النزعات العدوانية، كذلك ترتيب الظروف للطفل لكي يلعب مع أطفال أكبر منه سناً يساعده على الحد من العدوان. زيادة إشراف الراشدين، بحيث يحول الراشدون دون حدوث الاستجابات العدوانية أو يقللون منها لأن إظهار الاهتمام بما يفعله الأطفال أو مشاركتهم فيه يمكن أن يقلل من المشكلات. المعززات الإيجابية كما أوضح الاخصائي عماد عبد الحليم مجموعة من الأساليب العلاجية المختلفة المستخدمة في التخلص من حالات العدوان السلوكي منها تعزيز السلوك المرغوب فيه، حيث يفترض كثير من الراشدين أن سلوك الطفل الجيد هو أمر مفروغ منه وبالتالي لا نقوم بتعزيزه، دون مراعاة لأهمية تقديم الكثير من المعززات الإيجابية للتصرفات غير العدوانية مثل اللعب التعاوني مع صديق وفي كل مرة يقوم فيها الطفل باللعب مع صديق دون شجار أو صراخ لفترة زمنية يجب أن يمتدح فيها من قبل الأب، كما أنه من الضروري المزج بين الامتداح والمكافأة المادية، ويمكن أن تقوم بذلك بجعل التعزيز لعبة مسلية يقوم فيها الطفل بسحب ورقة من مجموعة أوراق لعب سبق خطلها ثم يعطى على الورقة التي قام بسحبها التعزيز المتفق عليه حسب ما هو مكتوب على الورقة. وبين أنه من الطرق الأخرى مكافأة صغار الأطفال بسبب تجنبهم السلوك العدواني كالتوقف عن الإغاظة مثلاً أن توضع لوحة نجوم فوق باب الثلاجة، وأن يخبر الطفل بأنه في كل مرة يقوم فيها بالسلوك العدواني سوف تضع له إشارة المربع الخاص بذلك اليوم على لوحة النجوم، وعندما يقوم الطفل بالإزعاج نقول له هذا إزعاج ثم نضع إشارة المربع الخاص بذلك اليوم، ذلك دون أن تعنف الطفل أو توبيخه وعندما يقضي ساعة كاملة دون إزعاج قل له أمضيت ساعة كاملة دون إزعاج هل أضع لك النجمة أم تضعها بنفسك. وهناك أسلوب التجاهل المتعمد، وفيه يجب أن يصاحب تعزيز السلوك المرغوب فيه التجاهل للتصرفات العدوانية فلا تعطي أي اهتمام على الإطلاق لتصرفات الطفل العدوانية إلا إذا ترتب عليها تهديد جسدي لسلامة الآخرين الجسمية، كما أنه في حال العدوان على الغير يجب أن تعطي الضحية الرعاية والاهتمام الكبير. تنمية المهارات وشدد على أنه من أهم المهارات التي تحتاج إلى تنمية لدى الأطفال هي مهارة تأكيد الذات وفيها يقوم الطفل بالتعبير عن حقوقه وحاجاته، وفيها يقوم الأب بتعليم الطفل أنه من الضروري أن يخبر الأطفال الآخرين بالحالات التي يزعجونه فيها وأنه من الممكن أن يؤذي مشاعرهم أو يستثير شجاراً معهم، ولعمل ذلك اطلب من الطفل أن يعطي وصفاً تفصيلياً للسلوك المزعج مع توضيح استجابته الشخصية تجاه السلوك، كما يجب أن تعلمه طلب القيام بسلوك جديد، واخبر الطفل بأن الآخرين يكونوا على استعداد لتغيير سلوكهم إذا اعطوا اقتراحاً جيداً حول ما يمكن أن يفعلوه كبديل. وقال إن السلوك الجيد في حل المنازعات ومهارات التفاوض هي من المكونات الهامة لتأكيد الذات الفعال، كم يجب أن تعلمه الحل الوسط في حل مشكلاته، أما أسلوب تطور مهارات الحكم الاجتماعي، فيعتمد على أن الحكم الاجتماعي الجيد يقوم على التفكير قبل العمل وتوقع نتائج الأعمال بالنسبة للفرد والآخرين، ومن الممكن هنا أن تقوم بوصف مشكلة قد قام بها الطفل في الماضي والنتائج التي ترتبت عليها مثل خسارة صديق ونقص شعبيته بين الرفاق. علم طفلك بأنه مسؤول عن التفكير أولاً بالأسباب والبدائل والنتائج ومشاعر الآخرين في كل مرة يفكر فيها بالعدوان، وبعد أن يفكر عليه أن يتخذ القرار المناسب، أما بخصوص احترام حقوق الآخرين في التصرف بممتلكاتهم، فيجب أن يتعلم الأطفال ما هو لي وما هو ملك غيري. الطرق البديلة وبين أهمية تقديم طرق بديلة للتخلص من الغضب، بأن يقوم الطفل بتصريف نزعات الغضب بطرق مشروعة مثل الرياضة واللعب بشكل عام، فنرى اللعب يؤدي وظيفة تفريغ الانفعالات وأمثال الألعاب التي يمكن أن تقدمها للطفل لكي يتخلص من مشاعر الغضب لعبة قابلة للنفخ أو كيس للكم أو صلصال، كما أن الألعاب التنافسية مثل كرة القدم تسمح بتفريغ مقبول اجتماعياً للنزعات العدوانية، كذلك الرسم عما يشعر به الطفل يحرره من مشاعر العدوان. ويشير إلى أسلوب التأكيد على النظام الحازم، بمعنى أن يوضح الأب على أن السلوك الذي يقوم به غير مقبول، وأن يشرح له الأسباب وألا يكون متسامحاً معه في تصرفاته ويجب تفسير ذلك بقوة وبحزم، أما العقاب الذي يعتبر بمثابة التنفيذ للنظام الحازم، وهو من أهم طرق العقاب (العزل) ويعني أن يوضع الطفل في غرفة بمفرده أو في الحمام لمددة محددة، كما أنه يمنع من الأنشطة الاجتماعية التي تعتبر معززة بالنسبة له ولنظام العزل عدة شروط منها أن يكون العزل بوقت محدد يعرفه الطفل، يرسل الطفل للعزل في كل مرة يقوم فيها بالسلوك غير المقبول، عدم الحديث مع الطفل أثناء العزل، إذا صدر عن الطفل أي تصرف غير لائق يمضي وقتا إضافيا في العزل، عند عودة الطفل من العزل يعزز على كل سلوك إيجابي يصدر منه، إذا كان الطفل يستمتع بالوحدة عليك أن تغير الأسلوب. كما بين عماد عبدالحليم الأخصائي النفسي بنادي الثقة للمعاقين أهمية البحث عن أسباب المشكلة كونه يعتبر واحدا من أخطر الأساليب العلاجية للعدوان السلوكي، بمعنى محاولة الكشف عن الحاجات غير المشبعة التي يمكن أن تكون قد أثارت العدوانية، مثلاً هل يعيش الطفل في جو من النقد المستمر دون مدح أو تقدير؟ هل يعاني من صعوبات في التعلم أو أي إعاقة؟ فنرى أن بعض الأطفال قد يستجيب للعدوان بسبب وجود حاجة لديهم غير مؤداة من المحبة والاستحسان وتقوية إعادة مشاعر الحب بين الوالدين ذات أهمية كبيرة للتقليل من العدوان لدى الطفل. ومن خلال استعراض مشكلات العدوان يـؤكد عبد الحليم على ضرورة متابعة أحدث الدراسات والنظريات العلمية والاستعانة بها في مجال دعم وتأهيل ذوي الإعاقة لما تحمله من فوائد عديدة لكل العاملين في هذا المجال. الأساليب الناجحة قال عماد عبدالحليم الأخصائي النفسي بنادي الثقة للمعاقين بالشارقة إن حديث الذات والتقليل من فرص التعرض لنماذج عدوانية من الأساليب الناجحة في مواجهة مشكلات العدوان السلوكي لدى الأطفال كافة، ومنهم ذوو الإعاقة، وحديث الذات يعني أنه إذا كان الطفل قهرياً، ويجد صعوبة في ضبط انفعالاته يمكن الأب أن يعلمه بعض العبارات التي يرددها بهدوء عندما يشعر بميل للعدوان على أحد مثلاً عد للعشرة أو وقف وفكر قبل أن تتصرف والطفل أن يعيد هذه العبارات عدة مرات إلى أن تصبح إشارات آلية للعمل لديه. وأوضح أنه إذا كان طفلك يعاني من تأخر في النمو اللغوي بشكل عام يجب أن تتحدث معه بكثرة بحيث يكون قادراً على التعبير عن احتياجاته وانفعالاته بدلاً من العدوان والضرب. وبين أهمية تجنب الأبوين الحديث مع بعضهما البعض بشكل عدواني، موضحاً أن مشاهدة الأطفال للبرامج والأفلام العدوانية تجعله يميل إلى العدوان بتقليد ما شاهده، وهنا يجب أن توضح للطفل أن ما شاهده ما هو إلا خداع وأشياء خيالية لمجرد التسلية ولا تمثل نموذجاً صادقاً لعالم الواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©