السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اللامنطق يحكم أسواق النفط

30 يونيو 2006 01:30
لندن-رويترز : قدمت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم اقوى دليل حتى الآن على أن الارتفاعات القياسية في الأسعار لا تربطها صلة بحقائق العرض والطلب· فقد خفضت السعودية انتاجها بنسبة كبيرة خلال الربع الثاني من العام لكن ظل بالامكان تلبية الطلب المتنامي على النفط· وفي الفترة من يوليو 2004 إلى مارس 2006 كانت المملكة تضخ ما يزيد بكثير على تسعة ملايين برميل يوميا فيما يرجع جزئيا إلى ضمان تلبية الطلب في أكبر مستهلكين للنفط في العالم وهما الولايات المتحدة والصين· وفي ذلك الوقت ارتفعت مخزونات النفط العالمية إلى اعلى مستوياتها في 20 عاما وبلغت المخزونات الأمريكية أعلى مستوياتها في ثماني سنوات وهو دليل مقنع على أن المخزونات أصبحت مؤشرا يعتد به بدرجة أكبر على حجم ما يضخ المنتجون من نفط· وتقول وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان الدول كان لديها ما يكفي من مخزونات النفط الخام في مارس لتشغيل مصافيها لمدة 25,9 يوم وهو مستوى أعلى بكثير من المعتاد·وارتفعت مخزونات الخام بدرجة أكبر منذ ذلك الحين· وقال علي النعيمي وزير النفط السعودي انه لا توجد علاقة على الإطلاق بين السعر وبين العرض والطلب· وأبلغ صحيفة الحياة التي تصدر في لندن في أوائل يونيو أن النفط الخام لا تزيد قيمته على 50 دولارا للبرميل استنادا إلى اساسيات العرض والطلب· وقال النعيمي مرارا ان اسعار النفط تتحدد بناء على سوق حجمها مليارات الدولارات تضم شركات النفط والمتعاملين وصناديق الاستثمار والتحوط· وتقول اوبك إن هذه هي السوق التي دفعت أسعار النفط من 20 دولارا للبرميل في بداية عام 2002 إلى أعلى من 70 دولارا الآن· ومما اسهم في ارتفاع الأسعار تعطل الصادرات من نيجيريا والعراق والتوترات المتعلقة بإيران ومعلومة ان النفط سينفد في نهاية الأمر· وقال عبد الله جمعة رئيس شركة ارامكو النفطية السعودية ''جزء من المعادلة السعرية اليوم يرتبط بقضايا أمن الإمدادات ذاتها لكن يتعين أن نأخذ في الاعتبار كذلك الدور المعرقل الذي تقوم به المضاربات في أسواق النفط ·'' وفي اجتماع أوبك في اصفهان بإيران في مارس 2005 وضعت الرياض سياسة جديدة لدعم مخزونات النفط العالمية تحسبا لأي أزمة في الامدادات· ومنذ ذلك الحين زادت مخزونات الخام في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأكثر من 50 مليون برميل إلى 1,05 مليار وهو أعلى مستوياتها في 20 عاما· وجاء قرار السعودية خفض انتاجها بمقدار 400 الف برميل يوميا في الربع الثاني من هذا العام ليؤكد النتيجة المنطقية لهذه السياسة· في مايو كانت السعودية تنتج 9,5 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى في عامين وأقل بكثير من الطاقة الانتاجية للمملكة البالغة 11,3 مليون برميل يوميا· وقال مسؤول بارز لدى أحد أكبر مشتري النفط من السعودية ''السعوديون لا يريدون أن يعطوا السوق ما لا تحتاجه·'' ولم تتأثر سوق النفط العالمية التي يبلغ حجمها 85 مليون برميل يوميا بالخفض السعودي بشكل يذكر ولا بغياب 150 ألف برميل من انتاج إيران ثاني أكبر منتج في أوبك بعد أن خفضت انتاجها كذلك· وقال مندوب بارز لدى أوبك ''سبب الخفض بسيط·الناس لا تطلب النفط·'' فعمليات صيانة مكثفة في المصافي خاصة في اسيا حدت من الطلب والمخزونات تواصل ارتفاعها· وعلى الرغم من ذلك وصل سعر النفط إلى مستوى قياسي بلغ 75,35 دولار في نهاية ابريل وسط مخاوف ان تستخدم إيران صادراتها النفطية كسلاح في إطار خلافها مع الغرب بشأن برنامجها النووي· ويعتقد الكثيرون في قطاع النفط ان الوقت مناسب الآن لأن ترفع السعودية انتاجها بالتدريج في الوقت الذي تنتج فيه المصافي بعد تجديدها المزيد من البنزين ووقود التدفئة· وتقدر شركة بترولوجيستكس للاستشارات النفطية ان تكون السعودية قد انتجت 9,1 مليون برميل يوميا في يونيو بارتفاع 50 الف برميل على انتاجها في مايو· وتشير دلائل من سوق الشحن كذلك إلى ارتفاع الصادرات·فقد حجزت المملكة تسع ناقلات عملاقة لنقل 18,5 مليون برميل إلى الولايات المتحدة وأوروبا في يوليو في اكبر عملية لاستئجار سفن منذ ديسمبر عام ·2004 وقال كارل كالابرو كبير المحللين في شركة بي·اف·سي انرجي ''مع اقتراب النصف الثاني من العام يزيد الطلب على النفط·وقد شهدنا ذلك في سوق الشحن·'' لكن لا أحد يستطيع أن يخمن حجم الزيادة في طلب المصافي في الربع الثالث· وتنقسم اراء الاقتصاديين والمحللين بشأن مدى تأثير أسعار النفط المرتفعة على ابطاء نمو الطلب· وأضاف كالابرو ''بدأنا نشهد بعض التراجع في الطلب - بدرجة بسيطة فقط في الولايات المتحدة ونتوقع تراجعا آخر في النصف الثاني·'' ومضى يقول ''يتباطأ الطلب في اماكن أخرى كذلك لكن ما يشغلنا حقيقة هو أثر التباطؤ في الولايات المتحدة·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©