الكويت - يوسف علاونة:
يتوجه اليوم 340 ألف كويتي وكويتية إلى صناديق الاقتراع لاختبار 50 نائبا في مجلس الأمة (البرلمان) من بين 249 مرشحا ومرشحة يتنافسون على 25 دائرة انتخابية بمعدل عضوين عن كل دائرة، في أول انتخابات تشارك فيها المرأة الكويتية، وبعد حملة انتخابية هي ''الأكثر حدة'' في تاريخ البلاد·
واتجهت معظم التوقعات في الكويت إلى احتمال فوز كبير تحققه كتلة أل 29 المؤيدة لتعديل الدوائر الانتخابية إلى خمس، من المنتظر أن يغلب عليهم الطابع الإسلامي والمحافظ وهو ما يفتح الباب واسعا أمام تشكيل حكومة قوية تستند لأغلبية برلمانية تتصاعد معها لاحقا مشاكسة المعارضة الليبرالية التي من المرجح فوزها هي الأخرى بعدد محدود من المقاعد، لكن طبيعة المجلس النيابي المقبل ستكون أكثر غلبة للتكتل الشعبي والكتلة الإسلامية بشقيها السلفي والإخواني ما يعيد إلى الأذهان صورة تعاون حكومي واسع مع هذا التيار في حقبتي السبعينات والثمانينات·
وقد نشرت جماعة (كويتيون) إعلانات مدفوعة حثت للتصويت للمرشحين المؤيدين للدوائر الخمس والذين التزموا بالتوقيع على وثيقة تلتزم بهذا المنحى مع تشريعات خاصة بكشف الذمة المالية للنواب ومحاربة الفساد وإصلاحات أخرى متعددة·
ويتوقع أن تتأخر عملية فرز الأصوت حتى صباح أو ظهر الجمعة المقبل بالنظر لمشاركة نحو 330 ألف ناخب وناخبة أي أكثر من ضعف الرقم الذي صوت الدورة الأخيرة عام ·2003
ويبلغ عدد الناخبين 145338 وبنسبة 42,7 في المئة من المجموع في حين يبلغ عدد إجمالي عدد الناخبات 194910 ليشكلن نسبة 57,2 في المئة لكن في بعض الدوائر تصل النسبة إلى نحو 67 في المئة·
وتركزت الحملة الانتخابية حول قضية الدوائر التي تسبب الانقسام حولها بحل البرلمان السابق حيث يريد تكتل أل 29 الذي يضم طيفا واسعا من التيارات السياسية والمستقلين إلغاء نظام الدوائر أل 25 الذي تجري على أساسه هذه الانتخابات والذي أقر في غياب البرلمان عام ·1980
وتشهد الساعات الأخيرة عادة تحالفات وتفاهمات قبلية لكن الكثيرين يحققون مفاجآت في الساعات الأخيرة حيث يتم حجز مئات من الناخبين الملتزمين والموثوق بهم كصوت (أعور) لمرشحهم كي يدلوا بالصوت في الدقائق الأخيرة وحيث تتم عادة عمليات تبادل الأصوات لتعديل المركز قياسا بالأداء طوال اليوم الانتخابي والذي يبدو واضحا للخبراء والعارفين بالنظر إلى محدودية الأصوات في الدوائر الكويتية وهو الأمر الذي تعرض لبعض التعقيد في هذه الدورة بسبب غلبة الأصوات النسائية والتي تشارك للمرة الأولى وتظل غير معروفة التوجه·
ومن المفترض أن تقدم الحكومة استقالتها فور إعلان النتائج كما يرجح إعادة تكليف رئيس الوزراء الحالي الشيخ ناصر المحمد الأحمد بتشكيل الحكومة الجديدة مع توقع آخر هو إجراء تغيير واسع على التشكيل مع محاولة توسيع المشاركة البرلمانية في الحكومة وبذل جهد أكبر للتفاهم بين سلطتين تميزت علاقتهما في الفترة السابقة بالتوتر والأزمات·
عدد اليوم
