بيروت - الاتحاد:
في خطوة مفاجئة، ولم تكن متوقعة توجه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، عشية الجولة التاسعة لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني الى دمشق أمس واحيطت الزيارة بسرية تامة· وذكرت مصادر بري أن زيارته الخاطفة الى العاصمة السورية على عجل قبل موعد انعقاد المؤتمر بأقل من 42 ساعة، تهدف الى ترطيب الأجواء بين العاصمتين اللبنانية والسورية، ولكي يتمكن من اتخاذ موقف بشأن البند الخاص بالعلاقات مع دمشق خلال جلسة الحوار المقررة اليوم·
وأوضحت المصادر بأن لقاء بري والرئيس السوري بشار الأسد قد يشكل بوابة عبور مفتوحة بين بيروت ودمشق، ويؤسس لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المتعثرة الى العاصمة السورية منذ فترة بسبب مواقف وتصريحات سياسية متبادلة·
هذا ومن المقرر أن يعود أقطاب مؤتمر الحوار الوطني اللبناني اليوم الخميس الى طاولتهم المستديرة في مقر البرلمان، وسط تكهنات لا توحي بإمكانية توصلهم الى تفاهم حول بند الإستراتيجية الدفاعية، المتبقي على جدول الأعمال·
وذكرت مصادر مدير جلسات الحوار الرئيس نبيه بري، بأنه تلقى تأكيدات من جميع رؤساء الوفود الـ 41، بانهم سيحضرون جلسة اليوم، بمن فيهم زعيم كتلة ''التغيير والإصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون الذي سبق ولوّح بمقاطعة أعمال المؤتمر·
غير أن عون عاد وأعلن رسمياً أمس انه سيشارك في جلسة الحوار اليوم، وقال في مؤتمر صحافي عقده في منزله أمس: انه مجبر على متابعة الحوار حتى النهاية، لكنه وصف الحوار بانه عقيم ولم يخرج بأية نتائج إيجابية·
وأضاف عون: إن النتائج التي توصل اليها الحوار سابقاً أفلست، وانتقد اداء الحكومة وسأل: اين أصبحت موازنة العام الحالي، كما انتقد طريقة التعاطي مع ملف المجلس الدستوري· وكشف عن تقدم كتلته النيابية اقتراح قانون يتعلق بضمان الشيخوخة وقال: إنه لا مصلحة لأحد بمعارضة هذا المشروع·
وأكدت المصادر بأن كافة الاطراف يتأهبون لمتابعة النقاش اليوم في بند الاستراتيجية الدفاعية على قاعدة الإجماع حول كون اسرائيل عدواً للبنان، ما يعني الموافقة المبدئية على استمرار المقاومة في مواجهة أي عدوان اسرائيلي والعمل على تحرير مزارع شبعا واستعادة الأسرى من السجون الإسرائيلية·
وعشية العودة الى طاولة الحوار برزت مواقف متقاربة من معظم المشاركين في المؤتمر، تطالب باستمرار الحوار، وتتمسك بمتابعة تنفيذ جميع القرارات الصادرة عن المؤتمر سابقاً، تعزيزاً للوحدة الوطنية الداخلية في ظل الارتياح الى مستوى الالتزام بـ ''ميثاق الشرف'' بالحد الأدنى من اللياقة·
وقالت مصادر بري إن رئيس البرلمان سيدلي اليوم بمطالعة تفصيلية حول الاستراتيجية الدفاعية، ترتكز الى ثلاثة مبادئ، وأبرزها اعتبار سلاح العدوان هو وحده عدواً للبنان، وربما يطرح ايضاً اقتراحاً يقضي بتشكيل لجنة من الجيش اللبناني والمقاومة للتنسيق، وبلورة استراتيجية دفاعية متكاملة توفر على مؤتمر الحوار الكثير من الجهد، وتقطع الطريق على كل الاجتهادات التي تحاول إيهام الرأي العام بالخوف من سلاح المقاومة·
واعتبرت مصادر قوى 41 مارس عشية انعقاد مؤتمر الحوار في جولته التاسعة بعد حوالي اربعة اشهر على انطلاقته في الثاني من مارس الماضي، تلويح الجنرال عون الانسحاب من المؤتمر بمثابة تهويل، ويهدف الى تحقيق مكاسب سياسية معينة، خصوصاً في تعيينات المجلس الدستوري
عدد اليوم
