الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بنغازي..مهد الثورة الليبية تعيش تحت وطأة الدمار والخوف

بنغازي..مهد الثورة الليبية تعيش تحت وطأة الدمار والخوف
3 يوليو 2015 00:21
بنغازي (أ ب) أضحى مقر المحكمة القديمة في وسط بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية ومهد الثورة ضد معمر القذافي، أطلالاً، فيما تعتبر شهادة على الفوضى التي تجتاح الدولة الشمال أفريقية بعد أربعة أعوام على الحرب الأهلية التي أقصت الديكتاتور السابق. ولمبنى محكمة بنغازي رمزية كبيرة، إذ تجمهر أمامه أول حشد ينادي برحيل نظام القذافي الذي استمر 42 عاماً، وأمامه رفع المتظاهرون والمتمردون للمرة الأولى علم ليبيا ذي الألوان الثلاثة بدلاً من راية القذافي الخضراء. وتحول المبنى الآن إلى ركام وحطام، مثل بقية بنغازي، وكثير من المدن الليبية التي تجتاحها مئات الميلشيات المنحازة إما لبعضها أو بمفردها تقاتل القوات الحكومية في صراع على السلطة. وبالنسبة لبنغازي، كان العام الماضي هو الأسوأ، إذ اندلعت مواجهات شبه يومية بين ميلشيات تابعة إما لتنظيم «القاعدة» أو لـ «داعش» أو لمتمردين سابقين ضد القذافي، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والميلشيات الموالية لها. وتلك المدينة التي تشتهر بمزيجها الخاص من الطرز المعمارية الفريدة التي ورثها العرب والعثمانيون والإيطاليون، وتأخذ شكل هلال يحتضن البحر الأبيض المتوسط من جانب ويحتمي بجبل أخضر في الجانب الآخر، فقدت عبق الأزمنة الماضية. وتدمر كثير من ملامح بنغازي، بما في ذلك معظم المدينة القديمة، بواجهاتها الإيطالية وقناطرها المغاربية، وفُرّغت جامعتها بأرشيفاتها ومبانيها لتحتلها ميلشيات تضع قناصة على أسطحها وحولت حرمها الجامعي إلى منطقة حرب. وآخر دمار يتذكره المسنون في المدينة وإن لم يكن بهذا الحجم كان أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما سيطر البريطانيون على المدينة، لكن سرعان ما أعيد بناؤها بعد الحرب، بفضل الثروة النفطية الضخمة التي عثر عليها.وأما الآن فالسيارات المحترقة والمدمرة وأكوام المعادن والركام تبدو دشم الجبهة بين الفرقاء المتصارعين، وفي كثير من المدن الليبية، فجر الجنود مباني بأكملها لتطهيرها من شباك القناصة أو بحثاً عن أنفاق أرضية تستخدم في تهريب الأسلحة. وواجهت المدارس الإغلاق، بينما لا يزال عدد قليل من المستشفيات مفتوحا، ويجبر نقص القمح والوقود السكان على الاصطفاف لساعات خارج المخابز ومحطات البنزين، بينما تعرضت أحياء كثيرة خلت من قاطنيها الذين فروا، للسرقة والإحراق على أيدي الميلشيات. واضطر أكثر من خُمس سكان بنغازي الأقوياء البالغ عددهم نحو 630 ألف نسمة إلى الخروج من ديارهم، فهاجر أصحاب الأموال إلى الخارج، وسعى البقية إلى النزوح بحثاً عن ملاذ آمن في قرى ومدن ليبية أخرى، أو التكدس في مخيمات ومدارس مؤقتة تحولت إلى ملاجئ في بنغازي.وتضاعف العدد الإجمالي للنازحين داخل ليبيا من نحو 230 ألف شخص حسب تقديرات في سبتمبر الماضي إلى أكثر من 434 ألفاً وسط تصاعد القتال خلال العام الجاري، بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة. ويؤكد حامد الإدريسي، أحد سكان بنغازي، أنه وأسرته فروا من حي «جاورشا» الذي مزقته الحرب تحت قصف مكثف، مشيراً إلى أن أسرته الموسعة تمتلك نحو 45 منزلاً هناك، مبنية على مساحة شاسعة من الأرض التي كان يمتلكها جده الراحل. وأوضح الإدريسي، الذي يختبئ مع أقاربه داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ، أن المنازل سرقت في البداية ثم حرقت، وخسروا كل شيء.ولا يزال المدنيون يعيشون في المدينة على وقع طلقات المدافع وصوت سرينة سيارات الإسعاف التي تكسر سكون الليل.وفي مايو الماضي لقي أكثر من 27 مدنياً حتفهم، ومن بينهم 12 شخصاً من أسرة واحدة كانوا يتأهبون لحفل زفاف عندما قصف صاروخ منزلهم، وكان من بين القتلى عجوز وخمسة أطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©