الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتالونيا تعلن الاستقلال وإسبانيا تقر وضعها تحت الوصاية

كاتالونيا تعلن الاستقلال وإسبانيا تقر وضعها تحت الوصاية
28 أكتوبر 2017 15:29
برشلونة، مدريد (وكالات) أعلن برلمان كاتالونيا أمس، أن الإقليم بات «دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية» في قطيعة غير مسبوقة مع إسبانيا بعد أزمة سياسية حادة، وعلى الفور فوض مجلس الشيوخ الإسباني الحكومة المركزية بقيادة رئيس الوزراء ماريانو راخوي فرض الحكم المباشر من مدريد على الإقليم، فيما ستوجه النيابة العامة الإسبانية الأسبوع المقبل تهمة العصيان إلى رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون.ودعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الى جلسة طارئة للحكومة الإسبانية، وكان سارع إلى الرد عبر موقع تويتر، مؤكدا أن مدريد «ستعيد الشرعية» في كاتالونيا.وسجلت أسهم مصارف كاتالونيا هبوطا فوريا في بورصة مدريد، وبلغت خسائر ثالث مصرف إسباني «كايشابنك» نسبة 5%. وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي كانت غادرت الجلسة بتأييد سبعين عضواً، واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت، وتشكل الأحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف إلى يمين الوسط غالبية في البرلمان الكتالوني (72 من أصل 135)، ثم أدى النواب النشيد الانفصالي، وهتفوا «لتحيا كاتالونيا». وخارج البرلمان، احتفل عشرات الآلاف من أنصار الانفصال بقرار الاستقلال بالتصفيق والهتاف، وكتب نائب رئيس كاتالونيا اوريول خونكيراس على تويتر «نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد». وفي أول رد فعل أوروبي على قرار الاستقلال، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أن مدريد «ستبقى المحاور الوحيد» للتكتل وكتب عبر موقع تويتر «لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي ستبقى إسبانيا المحاور الوحيد لنا». وينص القرار على قيام «الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة و«دولة» قانون، ديموقراطية واجتماعية». ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج، في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين. وقبل التصويت، غادر نواب المعارضة الجلسة، تاركين خلفهم أعلاماً لكاتالونيا وإسبانيا وضع الواحد منها بجانب الآخر في مقر البرلمان. وكان النائب المعارض كارلوس كاريسوزا قال رافعاً نص قرار إعلان الاستقلال، إن «هذا النص الذي أعددتموه يقضي على التعايش» في كاتالونيا، وتساءل اليخاندرو فرنانديز من الحزب الشعبي المحافظ بزعامة راخوي «كيف وصلنا إلى هنا؟» لافتا إلى انه «يوم أسود للديموقراطية». وليست المرة الأولى تحاول كاتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية، لكن حكومتها لم يسبق أن وصلت إلى هذا الحد، ويعود آخر فصل في هذا الإطار إلى أكثر من ثمانين عاماً. ففي 1934، وتحديدا في السادس من أكتوبر، اعلن رئيس الحكومة الكاتالونية لويس كومبانيس قيام «دولة كاتالونية في إطار جمهورية إسبانيا الفيدرالية». وسارعت الحكومة الاسبانية إلى الرد، إذ أعلنت القيادة العسكرية في كاتالونيا حال الحرب، وأسفرت المواجهات حينها عن مقتل ما بين 46 وثمانين شخصا بحسب المؤرخين. ولا يمكن التكهن بنتائج اعلان الاستقلال ووضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد، وكانت اكثر من 1600 شركة قررت نقل مقارها المحلية خارج كاتالونيا التي تشهد منذ أسابيع تظاهرات مؤيدة للاستقلال ومعارضة له. وأصابت عدوى القلق أيضا اوروبا التي عبرت عن دعمها لوحدة اسبانيا، واللافت أن إعلان استقلال لا يلبي رغبة عدد كبير من سكان كاتالونيا، إذ أفادت الاستطلاعات بأن نصفهم على الأقل يريدون البقاء ضمن المملكة الإسبانية. واعتبرت واشنطن أمس أن كاتالونيا «جزء لا يتجزأ من إسبانيا» معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد «قوية وموحدة»، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، وأفادت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناويرت «ترتبط الولايات المتحدة بصداقة كبيرة وشراكة راسخة مع حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، اسبانيا». من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «دعمه الكامل» لرئيس الوزراء الإسباني من أجل «احترام» دولة القانون في أسبانيا، وقال ماكرون، «لدي شخص واحد أخاطبة في إسبانيا، رئيس الوزراء.. هناك دولة قانون في إسبانيا بقواعد دستورية ينبغي احترامها. وجاء رد فعل بريطانيا أقوى، إذ أعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي أن لندن «لا ولن تعترف» بإعلان برلمان كاتالونيا استقلال الإقليم من جانب واحد، كذلك أعلنت ألمانيا عدم اعترافها بإعلان إقليم كاتالونيا حسب ما صرح ناطق باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وكتب ستيفن شيبرت على تويتر «الحكومة الألمانية تتابع بقلق تدهور الاوضاع في كاتالونيا»، و«لا تعترف باعلان الاستقلال». ومن جانبه، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة إلى «مزيد من التصدعات». وقال يونكر خلال زيارته إلى غويانا الفرنسية في اميركا الجنوبية في بيان «لا يجب أن نقحم أنفسنا في الجدل الداخلي في إسبانيا، لكنني لا أرغب في رؤية اتحاد أوروبي يتكون من 95 بلدا في المستقبل»، في تحذير من الأزمة التي تشجع مساعي انفصالية أخرى في أوروبا. ودعت أكبر جماعة سياسية مؤيدة لاستقلال في كتالونيا موظفي الحكومة إلى عدم إطاعة الأوامر الصادرة من الحكومة الإسبانية بعدما فوض البرلمان الحكومة لبسط حكمها المباشر على الإقليم. وحثت الجمعية الوطنية الكاتالونية موظفي كاتالونيا إلى «المقاومة السلمية» للأوامر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©