السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وكالات التصنيف الائتماني تلعب دوراً حاسماً في الأزمة اليونانية

وكالات التصنيف الائتماني تلعب دوراً حاسماً في الأزمة اليونانية
5 يوليو 2011 21:53
إذا تحرك إصبع إبهامهم لأسفل، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في حدوث زلزال في أسواق المال العالمية، لذلك فإن وكالات التصنيف الائتماني تلعب أيضاً دوراً حاسماً في أزمة اليونان، وذلك لأن الحزمة الثانية المنتظرة لمساعدة اليونان ضد الإفلاس تقوم بشكل أساسي على إشراك القطاع الخاص والبنوك وشركات التأمين في توفير مبلغ الـ 120 مليار يورو الذي تمثله هذه الحزمة الهائلة من المساعدات. ويخشى صناع القرار السياسي وأسواق المال من أن تقيم أشهر ثلاث وكالات للتصنيف الائتماني في العالم وهي “ستاندرد آند بورز” (إس آند بي) و”موديز” و”فيتش” هذا الإشراك على أنه عجز عن الدفع سواء بالنسبة لجميع السندات المالية اليونانية أو على الأقل لبعضها، وهو ما من شأنه أن يثير سلسلة من التفاعلات يشبهها بعض الخبراء بما حدث من تطورات كارثية في أعقاب إفلاس مصرف “ليمان براذرز” الاستثماري الأميركي في خريف 2008. ومن الممكن أن يؤدي “العجز عن الدفع” لمثل هذه التفاعلات لأنه سيستوجب دفع تأمينات طائلة على القروض التي لم تسدد، ومن الصعب حساب عواقب مثل هذا الخطر. وربما لم تستطع البنوك عندئذ اعتبار السندات اليونانية رأس مال خاصاً بها، وهو ما من شأنه أن يدفع بالنظام المصرفي في اليونان للانهيار، وربما أدى أيضاً إلى مخاطر انتقال هذه العدوى إلى دول أخرى مثل البرتغال وأيرلندا وإسبانيا أو حتى إيطاليا. ولا يمكن انكار حجم نفوذ وكالات التصنيف الائتماني. وتتخذ جميع هذه الوكالات من الولايات المتحدة مقراً لها، ولا تمثل مرجعاً لصغار المستثمرين وحدهم بل تعتمد على تقديراتها أيضاً هيئات حكومية معنية بالرقابة المالية وكذلك بنوك الإصدار مثل البنك المركزي الأوروبي. ولا تكاد تجد السندات المالية ذات التصنيف الائتماني السيئ فرصة للعثور على مشتر. وهكذا فإن وكالة “اس اند بي” تضع اليونان تحت تصنيف “سي سي سي” السيء، مما جعل الكثير من المستثمرين مثل شركات التأمين وصناديق التقاعد يعزفون عن شراء السندات اليونانية. ولعل اعتماد البنك المركزي الأوروبي بالذات على تصنيف هذه الوكالات يجعل إشراك مستثمري القطاع الخاص في توفير المساعدة المالية لليونان أمراً صعباً. فعندما تتقدم المصارف بسندات مالية كضمانات فإنه من الضروري أن تمتلك هذه السندات تصنيفاً مالياً معيناً. ورغم تيسير معايير تصنيف هذه السندات في خضم الأزمة المالية والاقتصادية، إلا أنه إذا حدث وتخلت الجهات الدائنة مثل المصارف والمؤسسات الاستثمارية طوعاً عن المطالبة بقيمة السندات اليونانية التي بحوزتها، فإن البنك المركزي الأوروبي ربما لم يجد خياراً آخر غير رفض هذه السندات كضمانات وهو ما أوضحه رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشه وغيره من قيادات المركزي الأوروبي بشكل جلي أكثر من مرة. ولذلك حذرت وكالة “فيتش”، للتصنيف الائتماني، من التبديل الطوعي للسندات اليونانية وهددت بخفض التصنيف الائتماني لليونان إلى درجة “عاجز”. وها هي وكالة “ستاندرد آند بورز” تحذر هي الأخرى من أن “نموذج باريس” ربما أصبح هو نفسه بمثابة شكل من أشكال العجز المالي رغم أن هذا النموذج أعد بعناية بالغة من قبل الخبراء.
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©