الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالوت ملك بأمر الله

20 يوليو 2014 23:00
توفي سيدنا موسى وترك وراءه ميراث الرسالة الإلهية، ترك التوراة وصحفاً مقدسة، مرت أربعون سنة وبنو إسرائيل يدورون في صحراء سيناء، يخافون الحرب والوثنيين العمالقة الجبارين، عادوا إلى المعاصي وعبد بعضهم الأصنام، فسلط الله عليهم أعداءهم، وحكم جالوت الأرض المقدسة، فشردهم من أرضهم، وأخذ صندوق العهد، وقتل منهم الكثير، وأصبحوا مستعبدين، وتعرض بنو إسرائيل في فلسطين في تلك الفترة لغزوات الأمم القريبة منهم كالعماليق، وأهل مدين والآراميين وغيرهم. وهذا خبر من قصص القرآن عن قوم من بني إسرائيل نالتهم ذلة، فطلبوا الإذن في الجهاد، وأن يؤمروا به، فلما أُمروا تراجع أكثرهم وصبر الأقل. وورد ذكر القصة في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ *وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ *وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، «سورة البقرة: الآيات 246 - 251». ولم يكن من سبط النبوة لم يصرح القرآن الكريم باسم النبي الذي لجأ إليه بنو إسرائيل يطلبون ملكاً يوحد كلمتهم ويقودهم في حربهم مع أعدائهم، وقال أكثر المفسرين، كان نبيهم هو شمويل، بينما يصرح القرآن باسم الملك الذي تم اختياره وهو «طالوت»، وقائد الأعداء «جالوت»، ورغم أنهم هم الذين طلبوا إلا أن نبيهم تخوف من التولي والفرار لما علمه من القوم وسيرتهم قبل ذلك، وأراد تذكيرهم بحرمة النكوص على العقب، وكان اللقاء والجهاد، فقالوا وأي شيء لنا في ألا نقاتل في سبيل الله، قال لهم «إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً»، وكان طالوت من سبط بنيامين، ولم يكن من سبط النبوة، ولا من سبط الملك، وكانت النبوة في بني لاوي، والملك في سبط يهوذا، فلذلك أنكروا، وقالوا «أنى يكون له الملك علينا»، ونحن أحق بالملك منه، جروا على طريقتهم في التعنت، فتركوا أمره الله، وقد قيل إن طالوت كان سقاء، وقيل دباغا، وهو مع هذا أعلم وأنبل وأشكل منكم، وأشد قوة وصبراً في الحرب ومعرفة بها، وأتم علما وقامة. تناسي العهد ومرة أخرى تناسى بنو إسرائيل العهد الذي قطعوه على انفسهم، وعند اختيار الله لطالوت، تراجعوا، وهذا الموقف جعل نبيهم يحتج عليهم بقوله «إن الله اصطفاه عليهم»، وقال ابن عباس، كان طالوت يومئذ أعلم رجل في بني إسرائيل، وأجمله، وأتمه، وزيادة الجسم مما يهيب العدو. ثم قال إن علامة ملكه أن يأتيهم التابوت، قال البغوي في تفسيره، إنهم لما رأوا التابوت تسارعوا إلى الجهاد، فقال طالوت، لا يخرج معي رجل بنى بناء لم يفرغ منه، ولا صاحب تجارة يشتغل بها، ولا رجل عليه دين، ولا رجل تزوج امرأة ولم يبن بها، ولا أبتغي إلا الشباب النشيط الفارغ، فاجتمع له ثمانون ألفاً. اختبار النهر خرج طالوت بالجيش، أخذ بهم في أرضٍ قفرة فأصابهم حر وعطش شديد، قال إن الله مختبركم بنهر، فمن شرب منه فلا يصحبني، وأراد بذلك أن يختبر إرادتهم وطاعتهم قبل أن يخوض بهم الحرب، ومن لم يشرب منه ولم يذقه فإنه من الذين يقاتلون معي، إِلا من اغترف قليلا من الماء ليبل عطشه. قال السدي شرب منه ستة وسبعون ألفا وتبقى أربعة آلاف، ولما اجتاز النهر مع الذين صبروا ورأوا كثرة عدوهم اعتراهم الخوف فقال فريق منهم، لا قدرة لنا على قتال الأعداء، فنحن قلة وهم كثرة، قال الذين يعتقدون بلقاء الله، كثيراً ما غلبت الجماعة القليلة الجماعة الكثيرة بإِرادة الله. ولما ظهروا وجها لوجه أمام جيش جالوت الجرار، دعوا الله بالصبر والتثبيت في الميدان وعدم الفرار والنصر على الكفار، وكانت نتيجة المعركة أنهم هزموا جيش جالوت، وقتل داود جالوت واندحر جيشه، وأعطى الله داود الملك والنبوة. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©