الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نيبال تتخوف من عودة جماعية للعمالة المهاجرة

نيبال تتخوف من عودة جماعية للعمالة المهاجرة
17 فبراير 2009 22:47
خارج مطار تريبهوفان الدولي في كاتمندو، عاصمة نيبال، تتجمع مجوعات من الشباب معظمهم في مطلع العشرينات للحاق بالطائرات التي تغادر البلاد، حيث يتوجهون جميعاً للخارج سعياً وراء فرص عمل· ويجلس بينهم بالدين تامانج ''22 عاماً'' وينتابه القلق لمغادرته البلاد للمرة الأولى، ويحاول وكيله المحلي أن يهدئ من روعه بإسداء التعليمات التي يجب الالتزام بها عندما يصل إلى قطر· وحصل تامانج على وعد بالعمل في وظيفة كعامل في شركة إنشاء مقابل حوالي 10 آلاف روبية (130 دولاراً) شهرياً، بجانب توفير الغذاء والمسكن - وهذا الأجر يمثل ثروة للفقراء الذين يعيشون في تلال نيبال والذين تندر أمامهم الفرص للحصول على فرصة عمل في موطنهم· وقال تامانج والقلق يتملكه ''تمكنت من جمع الأموال الضرورية للاستعدادات، وذلك ببيع بعض ممتلكات العائلة واقترضت المبلغ المتبقي من مقرض أموال بإحدى القرى''، وأضاف: ''سيكون عملاً شاقاً وسأقوم بتسديد القروض التي حصلت عليها''· ويغادر نيبال شهرياً آلاف الشباب من الرجال والسيدات مثل تامانج للعمل في منطقتي جنوب شرق آسيا والخليج، ويراودهم الأمل في الحصول أموال لإنقاذ عائلاتهم من غول الفقر· ولكن مع بدء تأثر الدول المضيفة لهم بأزمة الركود الاقتصاد العالمية، أصبح مستقبل تامانج وآخرون مثله محل شك· وتشير أرقام حكومية إلى أن حوالي 1,3 مليون نيبالي يعملون حالياً في دول جنوب شرق وشرق آسيا والخليج، ويعمل مئات الآلاف آخرون في الهند· وتعتبر قطر، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية المقصد المفضل للعمال النيباليين، حيث يعمل أكثر من 800 ألف آخرين في هذه المنطقة، وحذر السفير النيبالي في قطر سورايا ناث، مشيراً إلى أن 95% من العمال النيباليين في تلك الدول يعملون في قطاع الإنشاء الذي أصبح معرضاً حالياً للتأثر بالركود الاقتصادي العالمي· وقال مسؤولون نيباليون في الخليج إنه بينما لا يوجد حتى الآن تسريح جماعي للعمال النيباليين في الخليج، فإن مثل هذا الأمر ''التسريح الجماعي للعمال'' قد يصيب الاقتصاد النيبالي بشكل حاد· وقال بيشال بهتري من وزارة العمل وإدارة النقل ''وفقاً لتقديرات منتصف أكتوبر الماضي، بلغت قيمة تحويلات العمالة في الخارج حوالي 142 مليار روبية سنوياً''· وحذر خبراء اقتصاديون من أنه إذا حدث تسريح جماعي للعمال، فإن نيبال لن تواجه متاعب اقتصادية فحسب، ولكن أيضاً اضطرابات اجتماعية· وقال شانكر شارما الخبير الاقتصادي ''الحكومة تكافح من أجل حل أزمة الشباب العاطلين المتبقين في البلاد، ولو أعيد مئات الآلاف من العاملين في الدول الأجنبية إلى موطنهم، سيؤدي هذا الأمر إلى مشاكل اجتماعية''· وأضاف شارما ''اعتمد اقتصاد نيبال بشكل كبير على تحويلات العمال في الخارج خلال فترة التمرد التي استمرت عقداً من الزمن وبدونهم فإنه يحتمل تأثر اقتصاد البلاد بشدة''، مشيراً إلى تمرد الماويين الذي انتهي منذ عامين· واستطرد ''المشاكل ستمتد من عام 2009 وخلال عام ،2010 وستضطر نيبال لمواجهة تأثيرات حادة''، وأفاد تقرير حكومي يحمل اسم ''مسح مستوى المعيشة في نيبال'' بأن مساهمات العاملين في الخارج قلصت الفقر من 1996 إلى 2003 بنسبة 11%، وأضاف أن التحويلات المالية لم تساعد فقط على تخفيض معدلات الفقر، ولكن ساعدت أيضاً على تقليص عمق وحدة الفقر في نيبال· وقال جانيش جورنج الباحث الاجتماعي ''مع وصول التحويلات المالية للناس في أرجاء البلاد، فإن توقفها المفاجئ لن يؤثر على حياة العمال فحسب، ولكن سيشمل أعضاء الأسر الذين يعتمدون على هذه الأموال''· وأضاف جورنج ''تسريح شخص واحد من العمل سيؤثر على مستوى ثمانية أشخاص آخرين يعتمدون على الأموال التي يرسلها لهم''· ولا يقتصر تأثير تسريح العمال فقط على العائلات وإنما يشمل وكالات التشغيل ووكلاءهم ومالكي الفنادق الذين يوفرون المسكن للعمال العائدين أو المغادرين للعمل، وقال تاليك رانابهات رئيس رابطة شركات تسفير العمالة للخارج ''حتى الآن يوجد طلب على العمال'' وأضاف: ''ولكن عدد الأشخاص الذين يسافرون للخارج للبحث عن العمل شهد انخفاضاً طفيفاً خلال الأيام الماضية''· وأعرب رانابهات عن أمله في تجاوز هذه المرحلة، وهو الأمل الذي يتردد صداه في أمنيات مئات الآلاف من الشعب النيبالي الذين يعملون في الدول الأجنبية والآخرين الذين يعتمدون على تحويلاتهم المالية·
المصدر: كاتمندو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©