الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تاريخ التمر» و«شجرة» كليمت و«زمن بروست الضائع» على «جدار واحد»

«تاريخ التمر» و«شجرة» كليمت و«زمن بروست الضائع» على «جدار واحد»
16 سبتمبر 2018 02:04

غالية خوجة (دبي)

الكلمة الشفافة لدرجة انسجام الموسيقى مع الشمس والقمر، واللون المعطّر بالسلام والمحبة، والتواصل بين البعد المحلي والعربي والعالمي في الفعاليات الثقافية الفنية، كانت ميزة هذا الصيف في دبي، على صعيد مختلف الجهات المتخصصة في هذه المجالات، ومنها السركال أفنيو الذي ابتكر لموسمه الصيفي، العديد من الورش والدورات والندوات والأفلام والمسرحيات والفعاليات الموسيقية والمعارض وصالونات القراءة التي تناولت العديد من الكتب، باللغتين العربية والإنجليزية، ومنها: (تاريخ التمر) و (الزمن الضائع) لمارسيل بروست.
وضمن هذه الجوقة النشطة، قدم «مركز جميل» العديد من الأنشطة الفنية والقرائية، كما تفاعل «نادي القوز الأدبي» مع قراءات اللوحات والكتب والأفكار، إضافة إلى حيوية «غاليري غولف فوتوبلاس» ومعارضها المهتمة بالصورة، وبدورها، قدمت «غاليري ناسيونال»، ولأول مرة في دبي، معرضاً للكاتب الطاهر بن جلون، كما لفتت «غاليري جامجار» إلى تجربة فنية تقدمها شهرياً، إضافة إلى استضافتها لفنانين عرب وعالميين ليقدموا ورشات تشكيلية، كما في ورشة «شجرة الحياة» التي قدمها غوستاف كليمت.
أمّا استوديو مشروع الفضاء فاستوحى أنشطته من عوالم الفضاء التقني والواقعي جامعاً بين فنيات التكنولوجيا وتقنية الصورة، بينما تواصل غاليري وَنْ (1X1)، برنامجها الأسبوعي (جدار واحد)، مساهمة في التعريف بالعديد من الفنانين، ومنهم لهذا الأسبوع الفنان الإيراني فاربود القاعي، إضافة لكل من الفنانين نيلوفر راهنما، كاتايون كرامي، علي رضا فاني.
وتستوقفنا جمالية لوحة القاعي وهي تقشر الألوان عن الجبال لتظهر جمالية العمق من خلال اللون الترابي الصلب، الموزع على (3) جبال نابتة من جبل، والتفاتة هذا اللون إلى جهتين إحداهما للنهار والضوء، وثانيتهما لليل والظلام، وكأن الفنان يعبّر عن دوران الأرض رمزياً، وعن ضرورة التحديق إلى الداخل، وهذا من باب الحكمة، إضافة إلى إضاءة عملية المحو والتكاشف لمزيد من الرؤية والحلم والسؤال، وذلك، عندما تذوب الألوان عن السطح، لتتشكل في النصف الجبلي الذي تغطيه بالدلالات الهندسية للأزرق اللازوردي والأصفر المشع والأحمر الناري، ويظهر اللون الأسود بين هذه الألوان الثلاثة، ممعناً في الامتداد لدرجة الظهور كخلفية للوحة.
تلتقي الخطوط والألوان وقلوب الجبال، لتتشكّل تساؤلات عن الظاهر والباطن، عن المكونات المشرقة والمعتمة، عن الخفاء والظهور وما بينهما، وربما، إلى هذه الإيحاءات تشير لوحة كاتايون كرامي، الباحثة عن (الجانب الآخر) من الملامح الإنسانية، والتأملات، و(بروفايلات) الحياة، وظلالها المتكاثرة والمتكررة، والمنعكسة من صورة الشخصية، ومن طريقة تثبيتها أثناء العرض، وما تظهره حركة الضوء المسقطة على الظل من خطوط وتشكلات.
ترى، هل لأن الضد يظهر حسنه الضد، تدور الأرض، وتدور الأفكار، وتدور الألوان في اللوحات؟ أم لأن دوران الإبداع محور يجوب الغموض، ويحوله إلى اكتشاف ليبحث عن الغامض الآخر الذي فينا، وفي العالم؟ لكن، إلى متى؟ يسألنا السؤالُ ويظل باحثاً عن ذاته في حالاته الدائمة البحث عن الغامض الآخر من الكون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©