الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الإسلام وتاريخ العرب» يشكل دليلا فريدا إلى استشراق مُنصِف

«الإسلام وتاريخ العرب» يشكل دليلا فريدا إلى استشراق مُنصِف
1 أكتوبر 2010 22:08
صدر مؤخرا عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب بعنوان “الإسلام وتاريخ العرب.. دليل لأحدث المؤلفات الغربية” ويقع في 130صفحة من القطع الكبير. واشتمل الكتاب على ستة فصول هي: مقالات في الاستشراق، والإسلام وقراءاته، وتاريخ العرب والمسلمين، وعلوم وفنون وفلسفة، والأندلس.. جوهرة العالم، والامبراطورية العثمانية. وتضمن في حقله، مئة وستة عناوين صدرت في الغرب خلال الفترة الممتدة من بداية التسعينات من القرن الماضي أواخر هذا العقد في أربع لغات أوروبية حيّة هي: الألمانية والفرنسية والإسبانية والانجليزية، حيث رافق كل عنوان عرضاً تراوح ما بين الصفحة الواحدة والصفحتين بمعدل لا يقلّ عن 800 – 2000 كلمة مع تثبيت لأسماء المؤلفين والناشرين وسنة الإصدار، بما يسهّل الرجوع إلى هذه المصادر سواء لأغراض الترجمة أو البحث العلمي. علماً بأن قائمة العناوين قد خلت من الكثير من الكتب الحديثة التي تناولت الإسلام والتاريخ العربي بخفّة مستفيدة من الضجيج الإعلامي الذي تلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ذاهباً باتجاه عناوين صادرة عن مرجعيات أكاديمية غربية رصينة ومعروفة بمواقفها السلبية أو الإيجابية إنما ذات الطابع التمثيلي لهذه المرجعية الأكاديمية أو تلك بحيث يُتاح الرد عليها بالمثل ووفقاً لأساليب البحث العلمي التي انبنت عليها الطروحات الواردة في الكتب الأمر الذي يجعله دليلا عربيا نادرا في حقل “الإسلام وتاريخ العرب” بحسب ما تناولته الأبحاث الغربية والدوائر الاستشراقية الأكاديمية بكافة اتجاهاتها. أيضاً ما يُحسب للكتاب تصديره بأربع مقالات عن الاستشراق: “من الاستشراق الأكاديمي إلى الاستشراق الإعلامي” للمثقف والناقد العراقي سعيد الغانمي المقيم في أستراليا، و”الدراسات الإسلامية الفرنسية.. ركود القاعدة وحيوية الاستثناء للمثقف والناقد والكاتب الصحفي السوري المقيم في فرنسا صبحي حديدي، و”تطور الكتابة التاريخية عند المستشرقين الألمان.. مقاربة أولية” للدكتور الباحث والمترجم الأردني خليل الشيخ، و”تاريخ الإسلام في إسبانيا تحت النقاش” للدكتورة المغربية زينب بنياية. تقريباً، تُجمع المقالات بأربعتها، على أن الاستشراق بوصفه حقلا معرفيا لم يكن منفصلا عن المرجعيات الكولونيالية الاستعمارية التي تأسس بناء عليها بكل ما يحتويه من مغالطات تاريخية ومواقف مسبقة عن الإسلام وتاريخه وحراكه الثقافي في العالم القديم ككل، وكذلك تُجمع على أن انفصال الاستشراق عن هذه المرجعيات لم يتحقق إلا عبر عدد من المستشرقين الأفراد الذين استطاعوا فهم طبيعة البيئة التاريخية والاجتماعية والسياسية التي انطلق منها الإسلام وكذلك علاقته بالحضارات السابقة عليه في المنطقة العربية مثلما في المناطق غير العربية التي كانت تسود فيها ثقافات وديانات أخرى مختلفة ومتعددة وتمكُّنه من التعايش معها لما فيه من مكوّنات أخلاقية إنسانية انبنت على أساس تسامحي. بهذا المعنى، وبتعبير صبحي حديدي، فإن الانصاف، في الاستشراق الأوروبي عموما، كان في الاستثناء وليس القاعدة، من المشتغلين في هذا الحقل الشائك. أيضا يلفت الدكتور خليل الشيخ في مقالته الانتباه إلى أن كتاب “الاستشراق” للمثقف العربي الكبير الراحل ادوارد سعيد قد أحدث تغييرات بنيوية عميقة في معاهد الاستشراق في العالم وفي الاستشراق نفسه بوصفه مفهوما وعلما. وفي حين تطرّق سعيد الغانمي إلى الضجيج الإعلامي الذي يصاحب الهجمة الغربية على الإسلام، مُعتبرا إياه غير قائم على أسس علمية وصادر عن جهات سياسية وغير سياسية بلا مرجعيات من الممكن الوثوق برصانتها الأكاديمية بما يجعل من العبث الدخول معه في جدل، فإن الدكتورة زينب بنياية تشير إلى أن الاستشراق الإسباني ظلّ محصورا في الأندلس المسلمة ولم يخرج من نطاقها إلا نادرا. وذلك في الوقت نفسه الذي سعت فيه إلى إنصاف هذا الاستشراق بحيث أكدت صحة منهجية واستنتاجات العديد من البحوث الرصينة التي قدمها باحثون في هذا الاستشراق عبر تاريخه الطويل. وقد ضمّت هيئة تحرير الدليل، فضلاً عن المساهمين بمقالاتهم: سامر أبو هواش والدكتور صديق جوهر والدكتور علي بن تميم معدا للدليل وبإشراف عام لجمعة القبيسي الذي كتب في المقدمة: “إزاء الدعاوى الغربية إلى مواجهة حتمية بين الحضارتين الغربية والإسلامية – العربية، والتي تستفيد من سُعار اللحظة الراهنة من جهة، ومن جهة أخرى من ركام ضخم من الصور النمطية التحريفية والتشويهية التي ساهم الكثير من المستشرقين في بنائها، فقد برزت أعمال تستعيد الإرث الحضاري والإنساني ومساهمة العرب والمسلمين في مسيرة الإنسانية وتقدمها. بل لا نبالغ إذا قلنا إن الصراع بين الفريقين – الفريق الداعي إلى المواجهة والآخر الداعي إلى الحوار- يشكِّل اليوم صلب النقاش الفكري والفلسفي والسياسي الغربي”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©