الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل هناك رفقاء سوء؟

هل هناك رفقاء سوء؟
1 أكتوبر 2010 20:33
جذبني شقيقي الكبير، أو الذي يُسمى في المسلسلات المصرية «أَبَيهْ»، من مقدمة شعر رأسي وقال: سأقطع رجلك إذا رأيتك تمشي معهم. ولأنهم من أعزّ الأعزّاء، فلم أخبرهم بما قاله «أَبَيهْ»، حتى أحافظ على معنوياتهم عالياً مثل معنويات الصقر، لنتمكّن من تنفيذ جدول أعمالنا بدقة، واقترحت عليهم أن أنتظرهم أمام منازلهم. بعد أيام قليلة من تغيير الخطة، قالوا على استحياء إنه من الأفضل أن يأتوني هم، فـ»أَبَيهْ» كل واحد منهم هدّده بالضرب إذا وجده يمشي معي. فقلت: «رضينا بالبلا والبلا مب راضي فينا»، واتفقنا أن تكون غرفة الكهرباء القريبة من بيوتنا هي نقطة التجمّع. أهلي كانوا يعدوني ولداً صالحاً إلى أن اجتمعت برفقاء السوء، وأهلهم كانوا يعتقدون أنني رفيق السوء الذي أفسد أولادهم، والصحيح أننا كنا في سباق التتابع، كل واحد منا له دوره، وسوء كل واحد منا اتّحد مع سوء الباقين ونتج عنه السوء الشامل، فلم أخرق سفينة التعليمات الأسرية بمجرد أن ركبوا هم معي، ولم يخرقوا سُفن أهلهم في اللحظة التي رأوا فيها وجهي. وإذا كان أهلي قد كفّوا ووفّوا في تربيتي، فقد كفّى ووفّى أهلهم. وإذا لم يكن ينقصني الإرشاد والتوجيه والتحذير والتنبيه، فلم يكن ينقصهم شيء من ذلك. وإذا تحوّل نصحي إلى ضربي الضرب المبرح، فقد حصلوا على ضرب مشابه. وإذا لم تكن هناك طريقة لإعادتي إلى جادة الصواب إلا بالقضاء عليّ ودفني حياً، فلم تكن هناك طريقة لإعادتهم إلا بدفنهم معي في الحفرة نفسها. تخيلوا لو أن ولداً لا يعرف من السوء إلا الكذب، وآخر يهوى تحطيم الأشياء، وثالث طيب لكنه فضولي وشقي، ورابع فيه كل الصفات الحسنة إلا أن عقله إجرامي النزعة، اجتمعوا واتفقوا على التركيز على الجوانب السيئة في كل واحد منهم والعمل على صقلها وتبادل خبراتها؟ كانت شلّة من شلل الصبا تتألف من أربعة: الأول يكره العالم من حوله ويحب أن يؤذي الجيران، والثاني خطير في التسلّق والتصرّف بالحسنى مع الأبواب والنوافذ، والثالث يستولي على أي شيء يراه أمامه ويعرف كيف يصرّفه في السوق وبين الحرامية الكبار، والرابع الذي هو أنا يريد أن يحقق ذاته من خلال تدمير الممتلكات العامة والخاصة وحتى التي تعود لأفراد أسرتي والتي تخصّني أحياناً، لم أكن أحب أن أرى أي شيء على حاله. اقترح الأول أن نؤذي جارنا الجديد، وتسلّق الثاني على الجدار وفتح لنا باب البيت الذي كان في مرحلة التشطبيات. وقرر الثالث نقل عبوات الأصباغ إلى مكان آمن ثم سيتصرف بطريقته ويبيعها بالمفرّق، وأنا كان لعابي يسيل وأوزّع نظراتي بين الأصباغ والجدران. وبدأنا العمل لكنني لم أشعر بأنني أنجزت شيئاً مفيداً إلا حين دلقت بعض العبوات على الجدران التي سبق دهانها، على الرغم من معارضة الثالث لهذا الهدر في مصادر الدخل القادم. أعتقد أن «رفقاء السوء» مصطلح غير دقيق، والأصح أن يجذب كل «أَبَيهْ» مقدمة شعر شقيقه الصغير ويحذّره أولاً من المشي مع نفسه، ثم المشي مع السيئين الذين يشبهونه. Ahmedamiri74@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©