الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشاق الكرة

20 يوليو 2014 01:14
العالم كله تقريباً تابع فعاليات مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي أقيمت في البرازيل وانتهت بفوز ألمانيا، غير أن نظام الاحتكار والتشفير حرم الملايين من مشاهدة المباريات، كما جاء توقيت إقامة المباريات بالنسبة لنا في دول الخليج العربي غير مناسب للكثيرين منا، نظراً لفارق التوقيت، وبرغم هذا تابع عشاق الكرة المستديرة كل المباريات التي ألهبت وأبهرت الجماهير بنتائجها غير المتوقعة. فقد كانت المفاجآت الكبيرة منذ انطلاقة الدورة في بدايتها وحتى النهاية، وهكذا، هي الساحرة المستديرة دائماً ما تُبهر عشاقها بنتائج يُسطرها اللاعبون المحترفون، ومن يقودهم من المدربين الأكفاء بخبراتهم وقدراتهم التكتيكية. شخصياً، تابعت نتائج المباريات عبر القراءة فقط، فلم أشاهد طوال الدورة أية مباريات، فلا طاقة لي على السهر، ولا أحبه إطلاقاً. في هذه الدورة، ومن حيث الأداء الفردي والجماعي، للمنتخبات التي شاركت، ظهرت مواهب واختفت أخرى، وهذه هي طبيعة الكرة، لا تعرف لها استقراراً في النتائج، فبين الهبوط والصعود في أداء اللاعبين غالباً ما تكون النتائج غير المتوقعة، فقد رأينا منتخبات ضَعُفت في نتائجها، وخرجت من الأدوار الأولى للدورة، كمنتخب إسبانيا بطل العالم للدورة السابقة، الذي بقي متربعاً للمركز الأول على المستوى العالمي لسنوات عدة، ولكنه في هذه الدورة، ونتيجه أدائه الضعيف فشل في المحافظة على نتائجه السابقة. وفي المقابل ارتفع أداء مستوى منتخبات أخرى لعبت بقوة أداء لاعبيها ومهاراتهم، كمثال المنتخبين الهولندي والألماني واللذين يتمتع لاعبوهما بالقوة الجسمانية، والمهارة الفنية. كرة القدم، لم تعد مجرد لعبة فيها المتعة والهواية، بل هي لعبة احترافية صارت بمثابة (لعبة التجارة الرابحة) التي تُصرف لأجلها مئات، بل مليارات الدولارات في إطار ميزانيات ضخمة تنفقها الأندية والمنتخبات. أما كرتنا العربية، فما زال ينقصها الدعم المالي، ومهنية الاحتراف، التي تتطلب صرف ميزانيات مالية كبيرة، للارتقاء بمستوى كرة القدم. ولذا نرى أداء الكرة العربية، ليس في مستوى الطموح، رغم ما ينفق على المستوى العربي من ميزانيات، وأغلبها يأتي من خلال الدعم الحكومي، إلا أن هذا الدعم لا يكفي مقارنة بما يُصرف على المستوى العالمي، سواءً كان للأندية أو المنتخبات. غير أن الأندية العالمية الكبرى لا تعتمد على الدعم الحكومي، بل لديها مشاريع استثمارية كبيرة تُدر عليها مبالغ طائلة تعتمد عليها في ميزان مصروفاتها. أما على مستوى أنديتنا العربية، فبعضها لديها بعض الاستثمارات الخاصة بها، التي تعتمد على عائداتها في تغطية بعض مصروفاتها، غير أن عائدات تلك المشاريع، ما زالت لا تفي بكل المصروفات التي تنفقها الأندية للارتقاء بمستوى كرة القدم، أو غيرها من الألعاب الرياضية. فعلى مخططي تطوير الرياضة العربية، وإدارات الأندية فتح باب الاستثمار بإنشاء مشاريع خدمية وإنتاجية تساهم في رفع مدخول عائدات الأندية المالية، من أجل الاعتماد على نفسها، في ميزان مصروفاتها التي تنفقها لتطوير أداء كرة القدم، وغيرها من الرياضات الأخرى. همسة قصيرة: متى يحقق العرب كأس العالم؟، سؤال كبير نتمنى أن يجيب عنه أبناؤنا وأحفادنا!! صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©