الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صمود الصين أمام أزمات الاقتصادات الناشئة يحمي النظام العالمي

صمود الصين أمام أزمات الاقتصادات الناشئة يحمي النظام العالمي
15 سبتمبر 2018 01:51

باريس (أ ف ب)

يرى محللون أن ما تعاني منه الدول الناشئة من اضطرابات مالية طالت تباعاً الأرجنتين وتركيا ومؤخراً البرازيل، قد يجنب بقية الاقتصاد العالمي طالما أن الصين تبقى صامدة.
ويتبع أزمة الدول الناشئة حتى الآن سيناريو تقليدياً إلى حد ما، إذ ترفع الولايات المتحدة معدلات فائدتها، والدول التي تعاني مديونية مرتفعة تتحمل التبعات، فيسحب المستثمرون أموالهم لتوظيفها في مشاريع بالدولار باتت جذابة، ما يؤدي إلى انهيار العملات الناشئة.
قارب الريال البرازيلي أمس الأول أدنى مستوى تاريخي يسجله بمواجهة الدولار، فيما واصل البيزو الأرجنتيني تراجعه. أما الليرة التركية التي انهارت مؤخرا، فعرفت استراحة قصيرة بعدما عمد البنك المركزي إلى رفع معدلات فائدته بنسبة عالية.
وهناك هذه المرة عنصر جديد قد يزيد من خطورة الوضع، وهو برأي رئيس قسم الاقتصاد في شركة «كوفايس» للتأمين على الديون «الغموض المرتبط بالرئيس الأميركي» دونالد ترامب وسياسته الحمائية، بحسب ما أوضح، رداً على أسئلة شبكة «بي إف إم بيزنيس» التلفزيونية.
فقد يصعد ترامب الوضع في حال فرض رسوماً جمركية مشددة على شريحة جديدة من المنتجات الصينية المستوردة، بعد رسوم جمركية فرضها على دفعة أولى من البضائع بقيمة خمسين مليار دولار.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد في مقابلة نشرتها صحيفة «فاينانشال تايمز» الأربعاء، إن «غموض الوضع وانعدام الثقة اللذين نتجا عن التهديدات للتجارة العالمية حتى قبل تنفيذها» يشكلان تهديداً خطيراً للأسواق الناشئة. وأي زيادة جديدة في الرسوم الجمركية سيكون لها «وقع يمكن قياسه على النمو في الصين»، ما «سيزيد صدمة إلى وضع لا يشهد انتشاراً للعدوى بل نقاط ضعف متفرقة».
ونشرت الصين أمس أرقاماً غير مشجعة تشير إلى تباطؤ كبير على صعيد الاستثمارات في البنى التحتية، كما شهد البلد تراجع مبيعاته من السيارات على مدى ثلاثة أشهر متتالية.
وقال مدير الدراسات الاقتصادية لدى شركة «لازار فرير جيستيون» جوليان بيار نوان، إن «آسيا صامدة بالإجمال بشكل متين» حتى الآن.
وحذر نوان بأنه «لو كان هناك تباطؤ أكبر للنمو في الصين، لكان هذا أكثر تعقيداً بكثير للسوق الآسيوية، وتالياً للمنطقة الناشئة بمجملها»، مذكراً بأن بكين «لطالما أثبتت قدرتها» حتى الآن على إنعاش نشاطها الاقتصادي.
واعتبر رئيس معهد «رياليتي للدراسات المالية المتقدمة» غوان كينغيو أن «قدرة الصين على الصمود (بوجه اضطرابات الدول الناشئة) قوية نسبياً، وبالتالي، فإن احتمال حصول أزمة نقدية في البلد ضئيل».
ويشير ذلك إلى ثقة في السلطات الصينية قد تبرر استبعاد العديد من خبراء الاقتصاد في الوقت الحاضر انتقال صعوبات الدول الناشئة إلى الاقتصاد العالمي، بعد عشر سنوات على إفلاس مصرف «ليمان براذرز».
وقال المحلل في وكالة «إس اند بي جلوبال» للتصنيف الائتماني جويديب موخرجي لوكالة فرانس برس «لا نتوقع أزمة كبرى في الأسواق الناشئة».
وتابع «ستكون هناك بالطبع مشكلات في الدول التي تسجل عجزاً كبيراً في الحسابات الجارية، ما يعني أنها تقترض من الخارج، لكن لا يمكن اعتبار جميع الأسواق الناشئة على هذا القدر من الانكشاف».
ويصنف محللو شركة «كابيتال إيكونوميكس» الدول الناشئة في ثلاث مجموعات.
هناك أولاً الدول التي تسجل عجزاً هائلاً في الحسابات الجارية، وتستمر بالتالي بفضل قروض من بقية العالم، وهي تركيا والأرجنتين، وجنوب أفريقيا وكولومبيا والهند وإندونيسيا. وتبدو عملات هذه الدول الأكثر ضعفاً. وهناك بعدها الصين والدول الآسيوية وبيرو وتشيلي، وهي بلدان لديها ميزان للحسابات الجارية «أكثر صحة» بحسب «كابيتال إيكونوميكس».
وأخيراً هناك مجموعة ثالثة أكثر تبايناً تضم دولاً ناشئة متفرقة تواجه «إشكاليات سياسية خاصة»، وهي روسيا الخاضعة لعقوبات غربية على خلفية الأزمة الأوكرانية، والبرازيل التي تستعد لانتخابات رئاسية غامضة المعالم في أكتوبر، وأخيراً المكسيك التي تخوض مفاوضات تجارية مع واشنطن.

اقرأ أيضاً.. مؤشرات ضعف في الاقتصاد الصيني وتراجع وتيرة الاستثمار

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©