«مالك ومالي».. أولى أغاني حليم مع جميل عزيز

القاهرة (الاتحاد) «مالك ومالي يا بو قلب خالي، ريحت بالك وشغلت بالي، أيام بتبعد وايام بتوعد، ولا بعد يغني ولا وعد يسعد».. مقدمة واحدة من أوائل الأغنيات التي شدا بها العندليب عبدالحليم حافظ، ولحنها الموسيقار محمد الموجي، وكتبها الشاعر مرسي جميل عزيز في أول تعاون له مع حليم، علماً بأن مرسي ساهم مع الموجي في نجاح حليم وشهرته، حيث آمن الاثنان بقدراته، ويعتبر مرسي صاحب النصيب الأكبر في أغانيه، حيث ألف له 35 أغنية، في مقدمتها أغاني فيلم «أيامنا الحلوة»، وهي: «الحلو حياتي»، و«يا قلبي خبي»، و«هي دي هي»، ثم غنى له «الليالي» و«اسبقني يا قلبي»، و«نعم يا حبيبي»، و«في يوم في شهر في سنة»، و«ليه تشغل بالك»، و«يا خلي القلب»، و«بأمر الحب»، كما كتب له «من غير ليه» التي لم يمهله القدر لغنائها فقام الموسيقار محمد عبدالوهاب بغنائها فيما بعد. وقد تحدث الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز عن الأغنية في لقاء تلفزيوني نادر، وقال إن الموجي أحضر له حليم وأخبره أنه بلدياته من الزقازيق، وأنه شقيق إسماعيل شبانة، وفوجئ في يوم من الأيام بزيارتهما له في منزله، وأخبره الموجي بأنهما سيبيتان ليلتهما عنده، ويريدان السهر معه على أن يستمع مع أصحابه إلى حليم الذي غنى في السهرة «ولد الهدى» لأم كلثوم، وأشار إلى أن مجموعة «السميعة الكبار» ضحكوا في بداية غناء حليم، ولكن كانت المفاجأة أنهم سمعوا لحن القصيدة سليماً من دون أم كلثوم، وفي نهاية غنائه لها أصيب الجميع بحالة ذهول، وفي مقدمتهم هو، حيث لم ينم ليلتها، وسأله الموجي: هل ستكتب له، فأجابه: أتمنى، وبدأ في هذه الليلة يكتب له «مالك ومالي»، ما عدا الكوبليه الأخير: أزهار جمالك مسيرها تدبل، وتسوق دلالك ولا حد يسأل، وتشوف دموعك آخرة شموعك، وتشوف ليالي سهرتهالي، وانت يا غالي يا بو قلب خالي، وسلمهم هذا الكوبليه وهو يقوم بتوصيلهما في اليوم التالي إلى محطة السكة الحديد، وقام الموجي بتلحين الأغنية، وسجلها حليم على أسطوانة، وأكد أن حليم كان يمثل البساطة في الأداء، وأنه فعل مثلما فعل محمد عبدالوهاب في الموسيقا، حيث بهر الجميع بعد سنوات من طريقة تلحين المشايخ للأغنية، وأن النقلة الثانية في الموسيقا كانت بصوت حليم، وتميزت بالبساطة المطلقة والجملة السلسة الناعمة.