السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بدائل النفط ما زالت نادرة وباهظة التكلفة

5 يناير 2008 02:10
سيبقى النفط على الارجح الطاقة الاساسية في العالم لعقود لانه يغذي العديد من القطاعات خصوصاً قطاعي الكيمياء والنقل اللذين يشهدان نمواً كبيراً بينما تبدو بدائله نادرة وباهظة الثمن· ويتوقع ارتفاع الطلب على النفط حتى العام 2030 حوالي 37% بحسب الوكالة الدولية للطاقة· ولكن منذ الصدمات النفطية في السبعينات، ابتعد انتاج الكهرباء والطاقة في القطاع الصناعي بشكل شبه كامل عن النفط، ليستخدم الطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي أو الطاقات المتجددة· بالتالي سيرتفع الطلب على النفط بشكل خاص في قطاعي النقل والكيمياء وبصورة أقل في قطاع التدفئة· وقال المحلل في الوكالة الدولية للطاقة لورنس ايجل انها ''قطاعات لا يمكن استبدالها بسهولة''· في مجال التدفئة، يشكل الغاز الطبيعي بديلاً محتملاً بينما يبقى الفحم بديلاً هامشياً· بالتالي يفترض بالطلب على الغاز أن يرتفع كثيراً· وتتوقع الوكالة زيادة من 2,1% سنوياً حتى العام 2030 مقابل 1,3% للنفط· غير أن الغاز أكثر صعوبة في التخزين والنقل من الذهب الأسود، ويطرح مثله مشاكل التبعية في الطاقة، لا سيما تجاه روسيا، الدولة المصدرة الأولى في العالم· على صعيد النقل، يغلب النفط بفرق شاسع فيحتل 94% من السوق مقابل 1% للوقود الحيوي و5% للكهرباء والفحم· غير أن الحماس على الوقود الحيوي يتراجع· فهذه المواد المنتجة من الشمندر او النباتات الزيتية أو الحبوب أو السكر مكلفة جداً وتتطلب زراعتها مساعدات هائلة· ويتصاعد الاعتراض على فعاليتها البيئية لأن إنتاجها يستهلك الكثير من الطاقة ناهيك عن الارتفاع الفاحش في سعر المواد الزراعية والغذائية منذ أشهر· وتوصي الوكالة الدولية للطاقة باستيراد الوقود الحيوي من المناطق التي تكون فيها أكثر ربحية واكثر تطوراً لا سيما أميركا الجنوبية، والاستثمار في الأبحاث حول الوقود الحيوي من الدرجة الثانية الذي يستخدم مواد نباتية غير غذائية كالسليلوز أو الطحالب· وتشكل البطاريات بحرق الهيدروجين بديلاً محتملاً آخر، لكنها باهظة الكلفة وما زالت في المرحلة التجريبية وتتطلب تكييف السيارات بشكل جذري· على المدى الطويل، تبدو السيارة الكهربائية خياراً ممكناً لكنها تتطلب زيادة هائلة في انتاج الكهرباء· ويعلق المدير المساعد في مركز دراسات الطاقة الشاملة ليو درولاس أن ''النفط لا منافس حقيقياً له'' في مجال النقل· وأضاف ''لكن ذلك لا يعني غياب البدائل· فمن الممكن استخدام القطار وباصات النقل العام وكل أنواع النقل المشترك· ومن الممكن التقليل من السفر''· وتشكل هذه التصريحات تكراراً لتصريحات وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد التي دعت الفرنسيين الى ''تغيير سلوكهم'' وترك سياراتهم للجوء الى المشي أو ركوب الدراجات الهوائية· وفي قطاع الكيمياء، الذي يشهد ايضاً توسعاً كبيراً على المستوى العالمي، ليس من بدائل كثيرة على الأمد المتوسط، بحسب دانيال ماريني من اتحاد الصناعات الكيميائية· وأوضح أن بعض البدائل (الفحم والغاز الطبيعي والكيمياء ''الخضراء'' العضوية الأساس) ''ما زالت غير اقتصادية'' كي تؤول الى استبدال حقيقي، حتى لو عمدت الدول الغنية بالكربون كالصين الى تطوير كيمياء الكربون· أما في إطار ''مؤتمر البيئة'' (الذي انشأه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي)، فقد التزم صناعيو الكيمياء برفع تزودهم بالمواد المتجددة من 7% الى 15% في غضون عشرة أعوام· هذا الهدف رآه درولاس ''طموحاً الى درجة أكبر'' من أن يكون ذا مصداقية·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©