الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مكتوم بن محمد يكرم شيخ الأزهر بجائزة شخصية العام الإسلامية

مكتوم بن محمد يكرم شيخ الأزهر بجائزة شخصية العام الإسلامية
19 يوليو 2014 13:47
سامي عبدالروؤف (دبي) كرم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الشخصية الإسلامية الذي اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عشرة؛ تقديراً لدوره الفاعل والإيجابي في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال موقعه كشيخ للأزهر الشريف ومؤلفاته القيمة التي تجسد الوسطية والاعتدال في الإسلام ناهيك عن مشاركاته في المؤتمرات والندوات واللقاءات الإسلامية والدولية ذات الصلة بالإسلام والمسلمين. وهنأ سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم الدكتور الطيب على جهوده ودوره الطيب في نشر ثقافة الإسلام الوسطي المعتدل الذي يعكس سياسة ونهج الأزهر الشريف منذ نشأته قبل ألف عام ونيف. ثم قام سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد بتكريم العشرة الأوائل من حفظة كتاب الله العزيز وبارك لهم جهودهم وإقبالهم على تعلم القرآن وحفظ آياته وفهمها والإلمام بكل أحكامها. وكان الحفل الذي أقيم مساء أمس في مقر ندوة الثقافة والعلوم في دبي بحضور حشد من المسؤولين وأصحاب الفضيلة العلماء وأعضاء اللجنة التنظيمية العليا للجائزة وأعضاء لجنة التحكيم، قد بدأ بتلاوة من آيات الذكر الحكيم ثم كلمة رئيس اللجنة العليا المنظمة للجائزة إبراهيم محمد بوملحة الذي توجه بالشكر والتقدير إلى قيادتنا الرشيدة بزعامة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اهتمامهما بكتاب الله وسنة نبيه وحرصهما وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على نشر ودعم ثقافة حفظ القرآن الكريم وتنظيم المسابقات المحلية والدولية لتشجيع شباب الوطن والشباب المسلم على فهم آيات الكتاب المبين وحفظه وتجويده وترتيله. واشتمل الحفل الختامي للجائزة على تلاوة افتتاحية من القرآن الكريم لثلاثة متسابقين، وفيلم وثائقي عن مسيرة الجائزة، وكلمة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة ألقاها المستشار إبراهيم محمد بوملحة، وفيلم عن شخصية العام الإسلامية الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وكلمة شخصية العام الإسلامية. قائمة الشرف وأعلنت اللجنة المنظمة للجائزة، عن الفائزين بالمركز العشرة الأولى من بين 87 متسابقاً، حيث جاء في المركز الأول المتسابق النيجيري، سليمان عبدالكريم عيسى، فيما حل في المركز الثاني المتسابق عمر بن حسين باعيسى، من المملكة العربية السعودية، وجاء ثالثاً، المتسابق اليمني، محمد خالد ياسين، فيما حصل متسابق دولة قطر، عبدالعزيز عبدالله الحمري، على المركز الرابع، تلاه متسابق الكويت، عبدالرحمن أحمد الشويع، بينما نال متسابق دولة بنجلاديش، محمد إمداد الله، المركز السادس، وسابعاً جاء المتسابق الليبي، أنيس ارحيم، أما المركز الثامن فكان من نصيب المتسابق الموريتاني، السالم الأمجاد، ونال متسابق الولايات المتحدة الأميركية، محمد عارف، المركز الثامن مكرر« التاسع»، وحل في المركز العاشر والأخير في لائحة شرف الدورة الحالية للمسابقة، عبدالرحمن عبدالله العوضي، متسابق مملكة البحرين. مسابقة الخير وقال المستشار إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، إن « هذه الأيام المباركة من كل عام لها في القلب وقع وفي الضمير أثر لما تحمله في طياتها من اهتمام بكتاب الله وترديد لآياته على مدى ليالي هذه المسابقة». وأكد بوملحة، أن مسابقة دبي الدولية للقرآن في دورتها الحالية استقطبت اهتمام الحفظة من كل مكان فجاءوا يحدوهم أمل المشاركة في هذه المسابقة الميمونة، وأشار إلى أن دولة الإمارات كانت منذ بداية شهر رمضان المبارك مهوى الخير ومقصد هؤلاء الفتية الأبرار الذين يحملون بين جوانحهم كتاب الله الكريم الذي نزل من فوق سبع سماوات على قلب خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهداية البشرية جمعاء. كرم الإمارات وقال بوملحة، «تنافس هؤلاء المتسابقون طوال ليالي المسابقة في أشرف وأنبل ما يكون فيه التسابق ألا وهو كتاب الله وهل هناك شرف في الوجود أجل وأثمن من هذا الشرف الذي تتزين به أعناق العباد التالين لآياته والمتسابقين في التنافس فيه». وأشار بوملحة إلى الجهود التي وفرتها إمارة دبي وما أولته من اهتمام لهذه المسابقة وما يسرته من أسباب لاستقطاب هؤلاء الحفظة الذين كانت لهم في ديارنا الحظوة والرعاية. وذكر بوملحة، أن دولة الإمارات عرفت تحت قيادة مؤسسيها الأوائل وبفضل قيادتها الحالية بزعامة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات حفظهم الله، بالاهتمام بكل ما يتعلق بكتاب الله تعالى وخدمته وتيسير إقبال الناس عليه. صرح الجائزة وأفاد بوملحة، أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي أنشأها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهي تشرف على عامها الثامن عشر، لتعتز وتفخر بما قامت به من خدمات لكتاب الله في كثير من مجالات الاهتمام والرعاية. وتضم الجائزة في الوقت الحالي، 12 فرعاً، هي: المسابقة الدولية ومسابقة الشيخة هند بنت مكتوم آل مكتوم للذكور والإناث، ومسابقة الحافظ المواطن، ومسابقة أجمل ترتيل وفرع البحوث والدراسات، وفرع تعليم القراءات وكتابة مصحف الشيخ خليفة بن زايد، ومركز الشيخ محمد بن راشد للمخطوطات القرآنية، وفرع المحاضرات والندوات. ومن أهم الأنشطة بالجائزة تحفيظ القرآن في السجون الذي أصدر قراره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بإعفاءات متدرجة تصل في نهايتها لمن يحفظ القرآن كاملاً إلى العفو من عقوبة المؤبد المحكوم بها، وقد تخرج من مدرسة السجن كثير من النزلاء الذين تسنى لهم حفظ القرآن ابتداء من ثلاثة أجزاء إلى حفظ القرآن كاملاً. وخاطب بوملحة، صاحب السمو، نائب رئيس الدولة، قائلًا: صاحب السمو لك الشكر طائلاً والامتنان جزيلاً على إنشائك هذه الجائزة ورعايتك لها واعتبارها لديك من أهم الجوائز وأقربها إلى قلبك في تصريح لك بهذا الشأن حتى تسنى لها أن تغدو الأهم والأكبر بين مثيلاتها من الجوائز القرآنية». تكريم الطيب ثم تطرق بوملحة، إلى اختيار وتكريم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كشخصية العام الإسلامية للجائزة، مشيراً إلى أن فضيلته شخصية إسلامية ذات أثر وتأثير ومنزلة في قلوب المسلمين، ويضطلع بمهام ومسؤوليات كبيرة وكثيرة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين. وأكد بوملحة، أن فضيلة شيخ الأزهر الشريف، يعبر في شخصه عن مكانة الأزهر الشريف ومدى ما يسّره لأبناء المسلمين من مجال لدراسة العلوم، وما وفره لهم من إمكانيات مادية ومعنوية تتمثل في رعايتهم، ومجانية التعليم والإقامة والإعاشة، مشيراً إلى أن فضيلة الأمام الأكبر يمثل في عرف المسلمين مرجعية دينية عامة، وذلك لما يحمله بين جنبيه من تاريخ الأزهر وعلمه، وما يمتاز به من وسطية واعتدال في نشر رسالة الإسلام السمحة الكريمة. شيخ الأزهر يدعو إلى تبني مشروع للدفاع عن القرآن قال فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، شخصية العام الإسلامية، خلال كلمته بالحفل الختامي بالجائزة:«أشكر للقائمِين على أمر جائزة القرآن الكريم، اختيارهم العبد الضعيف لنيل هذه الجائزة العالمية الكبرى، وهو تكريم للأزهر الشريف، كعبة المسلمين العلمية ومرجعهم الأكبر على مدى ألفِ عام في نشر الإسلام وتعلم لغته وفهم شريعته الغراء، وإني لأرجو أن أكون عند حسن الظنِّ، وأن يكون الأزهر عوناً لكم على أداء رسالتكم السامية في خدمة القرآن الكريم». وأضاف فضيلة الإمام الأكبر «القرآن الكريم، كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، فهو ليس من كلام الإنس أو الجنِّ أو الملائكة، وليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، ولا تناله قدرته البلاغية على سموقها ورفعتها. ولفت فضيلته، إلى أن كثيراً من غير المسلمين يشوشون على هذه الحقيقة بإنكارهم أن يكون القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وحياً من الله تعالى، متعجباً من أنهم رغم اعترافِهم بأنَّ التوراة والإنجيل كلاهما وحي الله إلى موسى وعيسى - عليهما السلام - إلا أنهم يستكثرون على محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون نبياً يوحى إليه، وأن يكون القرآن كلام الله تعالى سمعه محمد صلى الله عليه وسلم بأذنيه، وتلقاه عن الوحي لفظاً ومعنى، ثم بلغه للناس كما تلقاه ووعاه. وأشار فضيلة الإمام الأكبر، إلى أن هؤلاء يقررون أن هذا القرآن من تأليف وكلام محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه كان رجلاً ذكياً أو عبقرياً، جاء بنص أدبي راق تأثر به الناس. درء الشبهات وذكر فضيلته، أن من إعجاز القرآن الكريم أنَّه لفت أنظارنا إلى هذا الإفك من القول والاعتقاد، وحسم أمره في كثير من الآيات التي تبين أن محمداً صلى الله عليه وسلم، ليس له دخل في لفظة واحدة من ألفاظ القرآن «وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ» {الحاقة: 44، 46}. وأكد شيخ الأزهر، أن النظر العقلي في تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وحياته قبل البعثة وبعدها، يرفض رفضاً قاطعاً التشكيك في نسبة القرآن إلى اللهِ تعالى؛ ذلك أنه لو تخيلنا أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن نبياً يُوحى إليه - كما يقول الملحدون - وأنَّه كان زعيماً أو مصلحاً اجتماعياً أو حتى فيلسوفاً، وتساءل فضيلته، أليس من مصلحة محمد في هذه الحالة، أن ينسب القرآن بفصاحته وبلاغته ولغته العالية إلى نفسه، ليزداد بهذه النسبة قوةً وعظمةً وسيطرةً في قومه، وليتيه على خصومه بأنه صاحب هذا النص المدهش الذي تحدى به فصحاء العرب وعيرهم بقصورهم وعجزهم عن الإتيان بمثله؟ وقال فضيلته «نحن نعلم أن من الأدباء والمفكرين والكتاب من يعتدي على آثار الغير ويسرقونها وينسبونها إلى أنفسهم فيما يسمى بـ«السرقات الأدبية»، ولكننا لا نعلم أبداً أن أحداً من الشعراء أو الكتاب تبرأ من قصيدة رائعة قالها، أو نص بديع كتبه ثم تبرأ منه ونسبه إلى غيره». وأضاف متسائلاً: فهل لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن الذي تحدى به أكابر الشعراء والبلغاء والخطباء، أكان يعقل أن ينسبه إلى غيره؟ وهو الذي كان في أمس الحاجة - يومئذ- إلى عمل كهذا يدفع به تحديات الخصوم والأعداء». إعجاز القرآن وتطرق شيخ الأزهر، إلى أن إعجاز القرآن تصدى لفرية أخرى زعم فيها المستشرقون أن محمداً صلى الله عليه وسلم اقتبس القرآن من التوراة والإنجيل ومن علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى المتفرقين في شبه جزيرة العرب في خيبر ويثرب ونجران، لافتاً الأذهان إلى أن لغة التوراة والإنجيل - في ذلك الوقت- لغة أعجمية، بينما لغة القرآن في أعلى درجات لغة العرب من حيث الفصاحة والبلاغة. وتساءل فضيلته، فكيف يزعم أن القرآن كان مزيجاً وأخلاطاً من نصوص أعجمية؟ ولو أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يعلم العبرية أو اليونانية أو الآرامية لكان لمثل هذا الزعم شيء من الوجاهة، ولكنه صلى الله عليه وسلم أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة في لغته الأم، فكيف بالقراءة والكتابة في لغات أخرى لم يعرفها هو ولا قومه في مكة وما حولها. وذكر الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أنه تباحث مع عدد من المستشرقين الفرنسيين حول هذا الموضوع، وسألتهم: متى ظهرت أول ترجمة للعربية للتوراة والإنجيل، لأعرف هل كانت هناك ترجمة عربية لهذين الكتابين أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي حياته، فأجابوني - بعد بحث علمي دقيق- أن أول ترجمة عربية للتوراة والإنجيل ظهرت بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم بمائة عام على الأقل. مشروع المستقبل وقال فضيلته «وهكذا تأكد لي سقوط هذه الأسطورة التي لا تزال تتردد في دوائر بعض المستشرقين، حتى يومِنا هذا، وأن القرآن الكريم سبق إلى تقرير هذه الحقيقة العلمية بأكثر من ألف سنة على الأقل وذلك في قوله تعالى: «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ» {النحل: 103}. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: إن لي أملًا في أن تتبنى جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مشروعاً للدفاع عن القرآن الكريم، يرصد كل ما يكتب عنه من تشكيك في اللغات العالمية، لتفنيدها وبيان وجه الحق للجميع في الشرق والغرب، والأزهر الشريف بكل هيئاته العلمية يضع كل إمكاناته لخدمة هذا المشروع. وتقدم الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، بالشكر الجزيل لراعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سائلاً اللهَ سبحانه وتعالى أن يجزيه عن القرآن الكريم وعن الإسلام خير الجزاء، وأن يحفظ الله دولة الإمارات وشعبها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأن يتغمد رائدها العظيم وقائدها الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته. (دبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©