يقول علماء التربية، أن الاكتساب الكامل للغة هو حيازة لأربعة مهارات في آن: الاستماع، الكلام، القراءة والكتابة· وهي مهارات لا تتحقق إلا بالتعلم والتعود والممارسة· ويبدو الاعتياد على القراءة، من بين هذه المهارات هو الأكثر إرتباطا بالانسان المعاصر باعتباره أسلوب حياة·
في حياتنا المعاصرة، نجد آباء يخصصون أوقاتا لأطفالهم من أجل اللهو أو متابعة واجباتهم المدرسية، ولكن هل يعيرون اهتماما من أجل تعويدهم على القراءة الحرة؟ كثيرون يفعلون ذلك ولكن هل يعتمدون أساسا سليما ؟ وهل ينظرون الى جانب المتعة في الموضوع قبل الواجب التربوي؟
بكل بساطة، على الأهل أن يعودوا أطفالهم وهم يحضونهم على القراءة أو يقرأون لهم··· وبكل بساطة سيكتشفون عالما مدهشا ظنوا لوقت طويل أنهم غادروه الى الأبد·
نجاة الفارس:
تصوير: عمران شاهد
تؤكد الشاعرة ربا شعبان وهي أم لطفلين وكاتبة قصص تعليمية للأطفال، أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الطفل يتعرف على الكتاب منذ أن يعي على الدنيا، تجذبه الألوان والصور، ولكن الاستفادة الحقيقية تبدأ منذ أن ينطق ويبدأ الكلام في عمر سنتين تقريبا· وتشير الى أن الكتاب يمنح الطفل مهارات تعليمية ومعرفية ويقوي علاقة الطفل بوالدته· فعندما تقرأ الأم لطفلها، تشعره نبرات صوتها بالإطمئنان·
وتضيف: بالنسبة لتجربتي مع أطفالي أحمد وميس أقرأ لهم باللغة الأم، وأحيانا أعرفهم على بعض أحرف اللغة الإنجليزية·
وحول المقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني تقول ربا: لكل نوع ميزاته· جلسة الأم مع طفلها بود وحب قبل النوم لها جمالياتها· أيضا يجب أن يعيش الطفل عصره· لا بد للأم أن تقوي علاقة طفلها مع الكمبيوتر ولكن دون نسيان الكتاب العادي· للأسف المكتبة العربية ودور النشر لا زالت تفتقر لمحاكاة الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث نادرا ما نجد كتبا مناسبة، وإن وجدت تكون غالية الثمن· وتوضح أن بعض دور النشر تهتم بشكل الكتاب- على شكل وسادة أو محفظة أو لعبة- على حساب المضمون· وكتب الأطفال في سن ما قبل المدرسة لها شروطاً معينة مثل أن يكون الورق من نوعية لا تتمزق بسهولة·
أحمد وميس الصغيران عبرا بعفوية وصدق عن إعجابهما بما يملكان من كتب جميلة وعن فرحتهما بما تقرأه لهما ''الماما'' لكن أحمد يفضل التلفاز أكثر·
الإثارة أولا
ويعتبر الدكتور محمود عطية مدير مدرسة الإبداع العلمية أن علاقة الطفل بالكتاب يجب أن تبدأ منذ الثالثة، وبالتالي لو بدأت الأم تقرأ لطفلها بعض القصص البسيطة التي تثير اهتمامه فإن هذا ينمي لديه مهارة الاستماع وهي التي تخلق لديه القدرة على الحوار·
ويضيف: أن من أفضل الكتب للأطفال القصص التي تحتوي على عنصر الإثارة ثم نرتقي مع الطفل فهو يتأثر بما يسمع·
وهناك رأيين بالنسبة للغة التي تقرأ بها الأم للطفل أحدهما يفضل أن تبدأ مخاطبة الطفل بلغته الأم حتى لا يتعرض للتشويش· ولكن أثبتت التجارب أن الطفل بإمكانه أن يتعلم أكثر من لغة وهذا يعتمد على بيئة المدرسة وبيئة البيت ومدى اهتمام الوالدين بهذا الجانب·
وبالنسبة لعملية القراءة للطفل، يمكن أن يقوم بها الأب أو الأم أو أحد الجدين· وهي هامة جدا سواء كانت من الكتاب المطبوع أو من الكتاب الإلكتروني بواسطة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، إذ لا بد للطفل أن يعتاد التعامل مع تكنولوجيا العصر·
الطفلان أحمد وعطية أبناء الدكتور محمود، عبرا عن حبهما للقصص الجميلة· أحمد يحب قصة ''الراعي والذئب'' وتعلم منها أن الانسان يجب أن لا يكذب· أما عطية فقال أن قصة ''الشجاعة الحقيقية'' أحب القصص لديه لأن الخير فيها ينتصر على الشر·
عالم الحيوانات
السيدة ندى عويدات أم لثلاثة أطفال، جنى وجميل وآدم، تقول أنها تقرأ لأطفالها منذ أن يبلغ الطفل عامين تقريبا· تبدأ تعريفهم بعالم الحيوانات، حتى أن طفلها في عمر سنة وخمسة أشهر يقلد صوت الحصان·
وتضيف أنها تقرأ لهم باللغة الفرنسية ووالدهم يقرأ باللغة العربية وهم متجاوبون تماما·
الصغيرة جنى تقول أنها تحب سماع القصص من والدتها التي قرأت لها بالأمس قصة ''الخنازير الثلاثة''·
السيد ابراهيم حسن والد الطفلة مريم (عام ونصف) يقول: نحاول دائما أن نتحدث معها ونحاورها ولكن لم نقرأ لها بعد·
أما السيدة أمل حايك والدة الطفل جوزيف (خمس سنوات) فتقول: أقرأ لأبني قصصا متنوعة وأحرص أن تحتوي على حكمة· من القصص المفضلة لديه قصة علاء الدين والمصباح السحري، وآخر قصة قرأتها له هي ''الدبدوب الحبوب''، وعادة أقرأ له باللغة العربية الفصحى ثم أشرح له بعض الجمل إذا لم يفهمها جيدا·
السيد أسعد الشعار والد جوزيف يعمل مبرمج كمبيوتر فيقول أن علاقته مع الكتاب جيدة، لكن القراءة للطفل هي مهمة الأم حسب في رأيه، ويضيف أنه علّم ابنه استخدام الكمبيوتر لأن الكتاب الإلكتروني يساعد على التعلم لكن لا يوجد غنى عن الكتاب الورقي·
بين التلفزيون والكتاب
وتقول نورة محمد عبد الكريم (خمس سنوات) انها تحب أن تشاهد التلفاز، لكن أختها ندى الطالبة في الصف التاسع فتقول: أقرأ لإخوتي بعض القصص عندما يرغبون بذلك، بعضها من ذاكرتي وأخرى من الكتب التي نشتريها، لكني وأحيانا أستعين بالإنترنت حيث الكتاب الإلكتروني مشوق أكثر·
أما السيد رونالد الذي يبلغ طفله العامين فيقول: منذ بلغ طفلي عامه الأول بدأت أقص عليه حكاية قبل النوم، وبرأيه أن تقوية علاقة الطفل بالكتاب أفضل من تقوية علاقته الكمبيوتر·
وتؤكد السيدة عصمت الصيراوي أنها تقرأ لأطفالها منذ عمر مبكر، تشتري لهم كتبا جميلة تصـدر أصواتا موسيقية، وتقرأ لهم عادة باللغتين العربية والإنجليزية·
الطفلة ديمة عوض تقول: قصص الماما حلوة لكن رسوم الكرتون أحلى· لكن كريم يحب قصص الأنبياء وقصص ''والت ديزني''· فرح أيضا تحب القصص ولكنها تفضل التلفاز·
المثال من الكتاب
وتقرأ أمل موسى (ممرضة) لطفلها عز الدين القصص منذ بلغ عامين من عمره وتركز على المواضيع الخاصة بالنظافة وتستعين بالكمبيوتر· وتقول رغم كونه ولد إلا أنه يحب الدمية ''فلة'' كثيرا، فأستغل ذلك لتنمية وتقويم سلوكه مستعينة بمثال ''فلة''·
السيدة رحيبة فاخوري عميدة شؤون الطالبات في مدرسة الإمارات الوطنية أم لأربعة أبناء تقول أن ابنتها لولوه تلعب على الكمبيوتر لكنها تنسجم مع الكتاب العادي أكثر خاصة حين نجلس معا في السرير وأقرأ لها·
وتضيف: للأسف الإصدارات للطفل فقيرة وغير جذابة وقليلة· لولوه حّولت خزانة ثيابها إلى مكتبة جميلة تحتفظ فيها بكتبها التي تحبها كثيرا· لولوه الآن في السابعة من عمرها وتحتفظ بكتبها منذ كان عمرها عامين·
عناوين خاصة
1 ـ شركة الخيرات
للطباعة والنشر والتوزيع
دبي ـ ص·ب: 502178
البريد الالكتروني: winnie@winniemagazine.com
2 ـ مكتبة عالمي الممتع ـ الكويت
هاتف: 009655342322
فاكس: 009655340966
3 ـ دار الحافظ ـ دمشق العقيبة
هاتف: 2311391
فاكس: 2316920
ص·ب: 27125
الامارات العربية المتحدة ـ عجمان ـ مركز بيارق هاتف: 7444007
4 ـ مركز التعليم المبكر
أبوظبي مول، مارينا مول ـ أبوظبي
هاتف: 026215863
عدد اليوم
