الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"حروب فاتنة".. بهجة السرد القصير!

"حروب فاتنة".. بهجة السرد القصير!
14 سبتمبر 2018 00:05

إيهاب الملاح (القاهرة)

القاص الحقيقي هو الذي يكابد معاناة البحث «الحق» عن لغة جديدة وتعبير جديد، لغة المبدع المكابد ليست مفرداتٍ وقواعد وعبارات مصبوبة، لكنها -قبل أي شيء آخر- صورة وإيقاع وصوت وحس رهيف، قواعد القص وأطره الجوهرية وقوانينه العامة قديمة، متوارثة، معروفة، إنها المقدرة على إبداع قصة جديدة، بروح جديدة، ومعاناة خاصة وتجربة عميقة..
هذا ما تقدمه باقتدار المجموعة القصصية الجديدة «حروب فاتنة»، للكاتب والقاص المصري المعروف حسن عبد الموجود، والصادرة عن دار الكتب خان بالقاهرة 2018.
عبد الموجود من أهم الأصوات القصصية في المشهد المعاصر، يأخذ نفسه بالجدية والدأب اللازمين لكتابة فن رفيع وصعب المرتقى مثل القصة القصيرة، واللذين يليقان بكاتب يعرف مسؤولية الكتابة، ويدرك أن القصة ليست تمرينًا عابرًا ولا جرعة فيتامينات منشطة، إنما هي مكابدة -مثل الشعر- ومعاناة وثقافة وتفكير وتأمل وصياغة وبحث عن المناسب والملائم لتعبير يتجاوز المعاني القاموسية والدلالات التواصلية المباشرة إلى تخليق رموز ومجازات وصور بإعادة ترتيب العادي والمألوف والاعتيادي واقتناص اللحظة السحرية التي تجعل من كل ما سبق «جديداً» ومدهشاً ومبتكرًا!
قصص «حروب فاتنة» تواجه الواقع بتفكيكه وإعادة تركيبه، وسيلته خيال مجنح، ألف جناح وجناح، ينطق الحجر والجماد، يحول حبة رمل إلى روح سارحة ومندهشة، تفاصيل الحياة اليومية ستتحول بقدرة الفن وبراعة السرد إلى لوحة جميلة ممتعة تنطق بذاتها ولذاتها! عشر قصص كتبها حسن بمداد المعاناة وإطالة النظر والرغبة في الكمال!
عن «حروب فاتنة»، يقول الناقد الأدبي محمود عبد الشكور: «هذه المجموعة القصصية تنضم بجدارة إلى قائمة أفضل ما قرأت من كتب في 2018.
حسن عبد الموجود في «حروب فاتنة» الصادرة عن الكتب خان يدخل شخصياته في تجارب فريدة، يسير معهم قدماً بقدم، ويشاركهم مأزق اللحظة، وسطوة الزمن، وخيبة السعي، ولكنهم أبدًا لا يستسلمون: إذا خذلهم الواقع، منحهم الخيال أجنحة، وصنعت لهم إرادتهم ألف معنى».
أجواء المجموعة يلخصها عبد الشكور في أنها تقدم قراءة فنية للبشر والجماد والحيوان عبر سرد رائق متمكن، ينسج بدأب وبذكاء، ويرسم ملامح شخصيات لا تنسى، من النادر أن يأتلف التعاطف مع السخرية على هذا النحو اللامع، معزة متمردة، ولوحة مرسومة، ونافذة مفتوحة، ودراجة منسية، وجبل متغطرس، وشجرة معمّرة، ومحطة خارج التاريخ، ليست هذه الأشياء أقل بطولة من الشخوص، بل لا يمكن فصلها عنهم، وكأنها بطاقة تعارفهم، وهناك دوماً مساحة لكل تشارك متأملاً، إثر نهايات محكمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©