طالبات التمريض: هدفنا تغيير النظرة التقليدية للمهنة

الشارقة - تحرير الأمير: وصف عدد من طالبات معهد التمريض في الشارقة نظرة المجتمع إلى مهنة الممرضة ''بالقاصرة'' وبأنها تغفل المعنى الحقيقي والسامي لهذه المهنة الإنسانية التي ترتبط بشكل مباشر بالأرواح البشرية، وتفوق بكثير مجرد قياس ضغط المريض أو درجة حرارته· وأكدن على إصرارهن التام على مواصلة الدراسة والتسلح بالعلم والمعرفة بغية تغيير هذه النظرة من قبل المجتمعات واحترام وتقديس العمل بمعزل عن طبيعته· ودعت الطالبات إلى تغيير النظرة الخاطئة للممرضة والتعامل معها باعتبارها الذراع اليمنى للطبيب· تشجيع الأهل وحسب الطالبات فإن التحاقهن بحقل التمريض جاء بتشجيع من الأهل، وعن اقتناع تام بأهمية هذا القطاع في خدمة المجتمع، بعد اطلاعهن على النشرات التي توزع على الطالبات في نهاية المرحلة الثانوية· تقول معصومة حسن الطالبة بالسنة الثالثة بمعهد التمريض: التحقت بهذا التخصص بتشجيع من الأهل الذين قدموا لي كل الدعم مما زاد من إصراري على النجاح والتميز ولقد قطعت الآن أشواطا كبيرة حيث إنني على أعتاب التخرج وأحلم باللحظة التي سأخدم فيها وطني الإمارات· نظرة دونية أما منار محمد فتقول لقد كانت فكرة العمل في القطاع الطبي تراودني منذ المراحل الثانوية، وخصوصا بعد أن اطلعت على منشور تم توزيعه علينا في المدرسة الثانوية، فشعرت برغبة شديدة في الالتحاق بهذا المجال، حتى أتت الفرصة من خلال معهد الشارقة للتمريض وقد أنهيت الآن السنة الثانية· ووصفت شذى عارف سنوات الدراسة التي قضتها في المعهد بين المساقات النظرية والتدريبات العملية بالرائعة لافتة إلى أن الفصل الأول من السنة الأولى نظري 100% أما الثاني فيجمع بين النظري والعملي حيث يشتمل على التدريب في المدارس ومراكز الأمومة والطفولة وكذلك الحال بالنسبة للسنة الثالثة غير أن التدريب يكون في المستشفيات· وتقول شذى: هدفنا هو تغيير النظرة الدونية عن الممرضات واعتبارهن مجرد خادمات للمرضى فالتمريض مهنة ليست سهلة إذ أنها بحاجة إلى مهارات ومعرفة وعلم· شخصية الممرضة ومن جانبها ترى سلامة المري، الطالبة بالسنة الثانية بالمعهد، أن مهنة التمريض ليست عادية حيث إن طالب التمريض يدرس مساقات صعبة ومتخصصة في علم الأمراض وعلم التشريح والأحياء مما يتطلب منه دراية كاملة ووعيا وجهدا مضاعفا خصوصا أن لغة الدراسة هي اللغة الإنجليزية وليست العربية· واعتبرت المري أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم اعتراف الآخرين بشخصية الممرضة المستقلة وبدورها الهام في المستشفى بمنأى عن الطبيب فهي ليست تابعة له بل مكملة لعمله فضلا عن أن دورها محوري وهام· مهنة سامية وفي سياق متصل قالت منى التميمي المدرسة بالمعهد: إن التمريض مهنة سامية، ونحن في الدولة بحاجة ماسة إلى أعداد كبيرة من الممرضات إذ لدينا نقص شديد في هذا القطاع وأكدت أن المعاناة الحقيقية تكمن في نظرة المجتمع لهذه المهنة، إذ رغم التطور الهائل في مجالات عدة إلا أن الصورة السائدة عن هذه المهنة لم تتغير ولا زالت متخلفة· ودعت التميمي جميع طالبات المرحلة الثانوية الراغبات في مهنة التمريض إلى التمسك بقرارهن، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة مباركة الأهل لهذا القرار والتشجيع الدائم لبناتهن· ممرضات مواطنات وقالت منال إبراهيم كليب مديرة معهد التمريض في الشارقة: استطاعت معاهد التمريض أن تغير بشكل أو بآخر من الصورة المشوهة بالأذهان إزاء الممرضة، وذلك من خلال خريجات ممرضات مجازات من مواطني دولة الإمارات، والدول العربية لتقديم الاحتياجات الصحية الفعلية والمتوقعة للمواطنين والقاطنين على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة أينما وجدوا· ولفتت إلى أن عمل الممرضة يتلخص في مداواة المريض ومساعدة الطبيب وتعليم المريض وعائلته كيفية الاعتناء به، ومراقبة حالته والمساعدة في الفحوصات المخبرية والشعاعية وتشغيل الأدوات الطبية، وإعطاء الدواء ومتابعة حالة المريض خلال النقاهة· تخصصات التمريض وقالت إن التمريض يشمل عدة تخصصات مثل الطوارئ، البنج، الحالات النفسية، العيادات الخارجية، الأطفال، القبالة والأمراض النسائية، مؤكدة أن الدراسة التمريضية تساعد الفتاة ليس في عملها فقط بل وفي حياتها اليومية وخاصة العائلية، فهي تتعلم أنواع الأمراض وكيفية مكافحتها ومعالجتها وقراءة البيانات التحليلية وتتعرف على أنواع اللقاحات والتطعيم وأوقاته والممارسات الصحية السليمة وكيفية الوقاية من الأمراض· وأضافت منال كليب أن الفلسفة التعليمية لمعاهد التمريض تستند على اتباع منهج تفاعلي تكون الطالبة محوره الأساسي من خلال التعلم الذاتي والتعلم ضمن المجموعات الصغيرة مؤكدة أن الممرضة يجب أن تكون حنونة متعاطفة مسؤولة ومحبة للإتقان في العمل وقوية وقادرة على مواجهة متطلبات المهنة·