الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحالف نوكيا - سيمنز يبتلع سوق الاتصالات

24 يونيو 2006 00:27
إعداد - محمد عبدالرحيم: يبدو أن وتيرة الاندماجات في داخل أروقة صناعة الاتصالات الهاتفية أخذت تشهد المزيد من السخونة عندما اتفقت كل من شركتي نوكيا وسيمنز مؤخرا على إنشاء كيان مشترك يفضي الى تكوين ثالث أكبر شركة في العالم في مجال تزويد معدات الشبكات، وفي خطوة من شأنها أن تضع مجوعة من ثلاث شركات في المقدمة وبعيداً عن ركب بقية المنافسين· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً فإن شبكات شركات الكاتل - لوسينت وايركسون -ماركوني ونوكيا - سيمنز سوف تتمتع مجتمعة بأكثر من ضعف إيرادات بقية الشركات المنافسة مثل نورتل وموتورولا وهواوي الذين أصبحوا الآن فيما يبدو تحت ضغوط عاتية للبحث عن صفقات مماثلة· وتعتبر هذه المبادرة أول قرار استراتيجي يتخذه أوللي بيكا كالاسفاو المدير التنفيذي الجديد لشركة نوكيا، كما تمثل افتراقاً رمزياً لقطاع الاتصالات الهاتفية في شركة سيمنز التي تم إنشاؤها قبل 160 عاماً كشركة للتليغراف· وكذلك فإن هذه الخطوة تأتي بعيد إبرام صفقة للاندماج في ابريل الماضي بين شركة الكاتل الفرنسية المصنعة لمعدات الاتصالات الهاتفية مع شركة لوسينت نظيرتها الأميركية من أجل خلق أكبر شركة مزودة للبنية التحتية للشبكات في العالم أجمع· وكذلك بعد أن تمكنت شركة ايريكسون السويدية المصنعة لمعدات الاتصالات الهاتفية من شراء معظم موجودات شركة ماركوني البريطانية· وكما يقول كلاوس كلينفيلد المدير التنفيذي لشركة سيمنز ''لقد أصبح الاندماج هو اسم اللعبة التي تجري أحداثها حالياً على الساحة· لذا فإننا نعتقد بأن هذه الصفقة هي الخطوة الصحيحة التي توصلنا إليها''· والى ذلك فقد نجحت هاتان المجموعتان الفنلندية والألمانية من إنشاء مشروع مشترك مناصفة بينهما، على الرغم من أن سيمنز تتمتع بإيرادات تبلغ 9,2 مليار يورو (11,6 مليار دولار) من إجمالي الإيرادات السنوية للشركتين البالغ 15,8 مليار يورو علاوة على أن مجموع مستخدميها يبلغ 40 ألف مستخدم من إجمالي عمالة الشركتين البالغ 60 ألف مستخدم إلا أن الأعمال التجارية لشركة سيمنز والخاصة بمجال الاتصالات الهاتفية أقل بكثير من نوكيا فيما يتعلق بحجم الأرباح التشغيلية وهو الأمر الذي أدى لاقتناع المجموعة الألمانية بأن حصة بمقدار 50 في المائة إنما يعتبر أفضل صفقة ممكنة· ويذكر أن الشركة الجديدة سوف تتخذ من هلسينكي مقراً لها بينما تمكنت نوكيا من تسمية رئيس الشركة الجديدة بيرسفورد وايلي وسوف تضطلع بالهيمنة على المسائل الإدارية في الشركة التي تقدر قيمتها بنحو 20 مليار يورو· ويشار أيضاً الى أن أهم زبائن الشركات الناقلة لخدمة الاتصالات الهاتفية والمصنعة لمعدات الشبكات ظلوا يقودون عمليات الاندماج بوتيرة متسارعة· ففي مارس الماضي أعلنت ايه تي آند تي شركة الاتصالات الهاتفية الأميركية عن خططها لاستحداث أكبر مجموعة في العالم في مجال الاتصالات الهاتفية عبر شرائها لشركة بيل ساوث منافستها الأصغر حجماً إلا أن عمليات الاندماج فيما يبدو رفعت القوة الشرائية للشركات الناقلة وبخاصة فيما يتعلق بشراء البنية التحتية للشبكات، بل جاء رد فعلها سريعاً بموجة من الاندماجات بين بعضها البعض من أجل تخفيص الأسعار عبر الاستحواذ على أحجام اقتصادية كبيرة· إذ يقول إيان وات المحلل في مكتب ايندرز انا لاسيز المستقل للبحوث ''إن أهم ما يتعلق بالمعدات أن هنالك أحجاما اقتصادية هائلة متوفرة، لذا فهنالك حافز قوي للاندماج''· أما مارتين جارنر المحلل في مكتب اوفوم المستقل الآخر في مجال البحوث فمضى يقول ''لقد أصبحت نوكيا وسيمنز الآن الى جانب ايركسون ولوسينت والكاتل في موقف قوي من ناحية الحجم الاقتصادي وسوف يتمكنوا جميعاً من التنافس في هذا المستوى''· ومن جانبه فقد حدد كلينفيلد ثلاثة عوامل رئيسية تقف خلف عمليات الاندماج التي أصبحت تحتاج صناعة الاتصالات الهاتفية، أولها أن الصناعة تمر بمرحلة تغيير جذري في ظل سعيها للاستحواذ على تكنولوجيا الشبكات التي تعتمد على بروتوكول الانترنت· وثانياً فإن شركات الاتصالات الهاتفية الأوروبية والأميركية باتت تواجه منافسة حادة من القارة الآسيوية· أما العامل الثالث فيتمثل في أن العديد من الشركات الناقلة أصبحت تسعى جاهدة لتوسيع مقدرتها حتى تتمكن من مقابلة جميع احتياجات زبائنها التي باتت تتضمن خدمات الخط الثابت وخدمات هاتف الموبايل والدخول العالي السرعة للانترنت بالإضافة الى خدمات أخرى محتملة مثل خدمة التليفزيون· لذا فإن الشركة المشتركة بين نوكيا وسيمنز من شأنها أن تعمل على تغيير وجه الصناعة بأكمله وتساعد هذه الشركات الناقلة على تلبية حاجاتها المتوسعة، وبخاصة أن نوكيا تركز بشكل مبدئي على هواتف الموبايل بينما تتوفر سيمنز على قدر هائل من معدات الخط الثابت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©