السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصدرك الأول... عنوان الريادة

25 أكتوبر 2017 23:08
في حياة كلّ منّا بابٌ بلا قفل، يلِجُ منه أناسٌ ويغادرُ آخرون، وعلى أجفانك مصابيحُ معلّقة تُنيرُ لعذب الصوَرِ وروعةِ الكلمات، وتنطفئُ للباهتِ والهزيلِ منها، وفي عالمي عائلةٌ ريادية اسمها «الاتّحاد». لم أحظَ من قبل بلقاءِ شخوصها مجتمعين وسفرائها حاضرين، إلا أنني قرأتهم من بين سطورهم، وصافحتُ أفكارهم حتى التقيتهم بمنتدى الاتحاد السنوي الثاني عشر مؤخراً. وبهذا أدارَ وفدٌ جديد مِقبض الباب لتتحوّل حروفهم التي عرفتهم من خلالها إلى وجوهٍ باسمة، فإذا بمشاعر الفخر تتملّكني في حضرة أصحاب الفكرِ والقلم، وصحبة العديد من سفراء «الاتحاد» من فريق العاملين في كواليس الجريدة وأهم شركاء نجاحها، لتدرك كيف يتحول نبض قلمك إلى سيمفونية فكرية ومعرفيّة وثقافية عذبة متكاملة ومتقنة، لتشكّل مجتمعةً فصول الجريدة وأبوابها وإبداعاتها وإنجازاتها. في كلّ صباحٍ تصاحبك قهوتك وأوراق خفيفة تحمل في طيّاتها سطوراً ثقيلة، شكّلها رأسُ مالٍ بشريّ إعلاميّ، يقدّم وجباتٍ معرفية وأطروحاتٍ ثقافية ومقالاتٍ إخبارية وتحقيقاتٍ صحفيّة في عوالم الخير، لا ترقى فحسب لتوقعات القراء والشركاء بل وتجاوزتها بأنامل فرسان الإبداع والتميّز والتفرّد منذ أن أبصرت الجريدة النور عام 1969م، لتكون أسرة اليوم على موعدٍ قريب مع اليوبيل الذهبي بحلول أكتوبر 2019، بعد أن أطفأت شمعة المحطة 48 منذ أيام. قد لا تعثرُ على كلمات إطراءٍ ترقى ببيتك المعرفيّ ومصدرك الصحفي الأوّل، لكن يكفي أن تحتلّ كلّ صباحٍ زاوية خاصة دافئة في مكتبك، وتشكّل جزءاً ينصهر في منظومتك اليومية لا يكادُ يغيب عنها، حتى إذا أخذك الغياب في سفرٍ طالت مسافاته أو قصرت، افتقدت صفحاتها وشعرت بشيءٍ ما ينقصُ محيط أوراقك وتفاصيل يومك، علاقة قد تخونك كلماتك في وصفها، فأنت لا تعرف قدرها إلا حين يطول مقامك خارج البلاد، وتعود أدراجك لتجد الأعداد التي لم تقطف ثمارها في حينها بانتظارك على مكتبك، وتبتهج وتخاطبها كملاح عتيق عاد للتّو من إبحاره الطويل، ها قد عدنا وفي حضرتكم تغيب كل المصادر، فأنتم المصدر الأوّل اليوم وغداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©