الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا.. وحدود الانخراط الأميركي

25 أكتوبر 2017 22:51
كان بعض مراقبي الشؤون الأفريقية يتوقعون ألا يضع الرئيس دونالد ترامب وإدارته مهمات التدخل والالتزام في أفريقيا ضمن مقدمة الأولويات. وبصرف النظر عن هفوة الحديث عن «نامبيا» التي كانت موضوع انتقاد في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ترامب نادراً ما يشير إلى القارة السمراء، أو يحدد سياسة واضحة تجاهها. ولكن الآن، بعد أكثر من أسبوعين بعد مقتل أربعة جنود أميركيين في كمين غامض في دولة النيجر، يبدو أن آلة مكافحة الإرهاب الأميركية ربما تتصاعد في أفريقيا. ووفقاً لتقارير صدرت الأسبوع الماضي، فقد ذكر وزير الدفاع «جيم ماتيس» لبعض كبار المشرعين أن الجيش الأميركي سيدعم جهوده لمكافحة الإرهاب بالتركيز بشكل أكبر على القارة الإفريقية. ورداً على سؤال بشأن النيجر تحديداً، قال السيناتور الجمهوري «ليندسي جراهام» (عن ولاية كارولينا الجنوبية)، من لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالخدمات المسلحة، إن مسارات «الحرب تتحول.. سترون تدابير جديدة في أفريقيا.. سترون مزيداً من التدخلات من جانب الولايات المتحدة ضد أعدائنا.. ستكون لديكم قرارات لا تُتخذ في البيت الأبيض وإنما في الميدان». وقد بدأ كمين النيجر يحتل العناوين الرئيسية بسبب عدم ذكر ترامب للهجمات لمدة 12 يوماً، وطريقة تعامله التي تعرضت لانتقاد خلال اتصال التعزية الذي أجراه مع أرملة الجندي «ديفيد جونسون»، والهجوم الذي شنه أيضاً على النائبة الديمقراطية «فريدريكا ويلسون» على حسابه في تويتر. ولا تزال هناك أسئلة كثيرة لم يتم الرد عليها بشأن المهمة التي أدتها القوات هناك. وما زلنا غير متأكدين من أي جماعة مسلحة هي المسؤولة عن الهجوم، أو ما إذا كانت القوات الأميركية مسلحة بالقدر الكافي، وكذلك لماذا بقيت جثة «جونسون» يومين في الصحراء. وفي ظل غياب الإجابات، وعدم وجود استراتيجية واضحة ومتماسكة في أفريقيا للبدء فيها، فإن مزيداً من الانخراط والتدخل العسكري الأميركي في أفريقيا يبدو للمنتقدين حقاً فكرة غير ملائمة في الوقت الحالي. ولكي نكون منصفين، فقد ورثت إدارة ترامب من إدارة أوباما سياسة أفريقية يغلب عليها الطابع العسكري بشكل مفرط، وقد أشرفت الإدارة السابقة على توسيع القيادة الإقليمية الإفريقية وقوات العمليات الخاصة. وتستضيف أفريقيا ثاني أكبر فرقة إقليمية لقوات العمليات الخاصة بعد الشرق الأوسط. وقد ارتفعت نسبة القوات الخاصة المنتشرة في أفريقيا بنسبة من 3- 17% بين عامي 2010- 2016. ويعد إقليم الساحل الأفريقي منطقة ذات حدود مسامية (يسهل اختراقها) وحكوماتها غير قوية. وكما أشار «جو بيني» لموقع «ديفينس وان» في شهر أغسطس، عن التهديدات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، «عاماً بعد عام، فإن دول غرب أفريقيا بضخ الموارد المحدودة أصلاً في الاستجابة العسكرية لتحديات تزايد حالة انعدام الأمن في المنطقة، ولكن مع إحراز نتائج ضئيلة». ورداً على الهجوم في النيجر، قال أيضاً «رودي عطا الله»، الذي كان يوماً ما يشغل منصب مسؤول الشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي، لمجلة «ذي أتلانتيك» إن النيجر تعد منطقة صعبة بشكل خاص بالنسبة للقوات الأميركية، مشيراً إلى أنه «ليست لدينا معلومات استخباراتية جيدة حول شكل التهديدات وكيف تنمو، وخاصة أن القوات الأميركية قد لا تحظى بدعم السكان المحليين». وإذا كانت الإدارة تعتزم توسيع نطاق انخراطها ضد الإرهاب في أفريقيا الغربية، فهي بحاجة إلى أن تكون أكثر وضوحاً بشأن الكيفية التي يمكن بها لهذه المبادرة أن تكمل مبادرة فرنسا في هذه المنطقة. وفي هذا السياق قال «نونيهال سينج»، وهو أستاذ مساعد في كلية الحرب البحرية: «إن الفرنسيين هم القوة الخارجية الأكثر نشاطاً في المنطقة، وقد أصبحت الولايات المتحدة أيضاً منخرطة في كل من مالي والنيجر لدعم الجهود الفرنسية لمكافحة الإرهاب». وقال إنه ينبغي أن يكون من الواضح كيف ستتوافق القواعد الأميركية للطائرات من دون طيار مع الأهداف الاستراتيجية الفرنسية، وكيف ستكمل أيضاً الجهود الفرنسية الرامية لتدريب جيوش المنطقة جهود التدريب الأميركية. ومن واقع الأحداث التي شهدتها الأشهر التسعة الأخيرة يبدو أنه ليست لدى إدارة ترامب فكرة عن بعض الأمور في أفريقيا، حتى عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية الأساسية. فقبل بضعة أشهر، ربما أثار وزير الخارجية ريكس تيلرسون امتعاض دبلوماسيين أفارقة من طريقة تعامله مع «موسى فكي»، رئيس الاتحاد الأفريقي، حيث ألغي أول اجتماع لهما في واشنطن في اللحظات الأخيرة. وليس هناك حالياً أيضاً مدير للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي. * كاتبة عمود في صحيفة «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©