عدد اليوم
محمد سيد أحمد (أبوظبي)
لا خلاف على القيمة الفنية للمهاجم الأرجنتيني سباستيان تيجالي لاعب الوحدة، والذي نجح خلال 5 سنوات أن يدون اسمه بين نجوم الكرة في تاريخ دوري الخليج العربي، فضلاً عن ناديه الوحدة، فهو مع كل مباراة يسجل لمساته، ويحقق أرقاماً شخصية جديدة، تجعل من تمثيله للمنتخب إضافة قوية، ولكن كيف يرى المختصون في اللعبة من قدامى النجوم أو المحللين، اختيار اللاعب ليكون ضمن قائمة المنتخب في كأس آسيا التي تستضيفها الدولة مطلع العام المقبل؟
اللافت أن الإجماع كان العامل المشترك من كل من استطلعنا آراءهم حول ضم اللاعب، وهل يمثل إضافة حقيقية للمنتخب، إذ اتفق الجميع على أن تيجالي سيجعل القوة الهجومية للمنتخب ضاربة، خاصة أنه هداف مميز ويملك مواصفات رأس الحربة الصريح، معتبرين اختياره محطة مهمة جداً للمنتخب في استحقاقه المقبل، والذي يكتسب خصوصية كونه يقام في الدولة، ومن المهم أن يذهب فيه الأبيض بعيداً.
كما اتفق الجميع على أن التوقيت مناسب جداً، لأن الخطوة تأتي بعد أن أكمل اللاعب الفترة القانونية، التي تمكنه من تمثيل المنتخب، بجانب أنه متمرس على الدوري ويعرف جميع اللاعبين والبيئة الكروية في الدولة، وأيضاً في القارة من خلال مشاركته مع ناديه الوحدة في المسابقات المحلية أو في دوري أبطال آسيا.
ويرى الدولي السابق ماجد العويس المحلل الرياضي، أن وجود تيجالي مع المنتخب في هذا التوقيت بالذات، وقبل فترة ليست بالطويلة من انطلاق البطولة القارية، سيكون له تأثير إيجابي، وقوة دعم إضافية مهمة لاعتبارات عديدة، أهمها بالدرجة الأولى القدرات العالية للاعب كمهاجم صريح وصاحب حساسية تهديفية أمام المرمى.
وقال العويس: قدراته معروفة للجميع، ولا خلاف على إمكاناته الفنية والتعزيز، وهو ما يعزز من قوة هجوم المنتخب خاصة بوجود علي مبخوت وأحمد خليل على الأطراف، ومن خلفهم عمر عبد الرحمن، لذلك الاختيار صائب، خاصة أننا مقبلون على أمم آسيا على أرضنا، ومن المهم أن تستغل كل الأدوات المتاحة لجعل المنتخب يظهر بالشكل المطلوب في هذه البطولة.
وأضاف: من جهة ثانية، فإن اللاعب لن يواجه أي مشكلة في الانسجام مع المجموعة، صحيح أن وجوده من فترة أطول كان سيكون أفضل، لكنه قادر على التكيف السريع مع المجموعة وتشكيل الإضافة المطلوب.
وتابع العويس: بعيداً عن تيجالي الذي نعلم جميعاً أن التوجه نحو ضمه مرتبط بشكل كبير باستحقاق المنتخب القاري المقبل، فإن عملية تمثيل لاعبين لبلدان أخرى غير دولهم الأصلية، من حيث المبدأ، ليست عيباً أو جديداً وهي تحدث في كل الدنيا، والمثال الأقرب هو المنتخب الفرنسي الذي توج بمونديال روسيا بلاعبين معظمهم في الأصل من الأفارقة، لكن وبعيداً عن حالة تيجالي التي تفرضها ظروف معينة، وأنه الخيار الأنسب في هذا التوقيت وقبل فترة زمنية قصيرة من أمم آسيا، لكن تلك عملية يجب أن تخضع في المستقبل لمعايير تحقق التطور المطلوب للعبة على صعيد الأندية والمنتخبات، وتلبي حاجاتها في المراكز التي يوجد بها نقص، أو أن تكون المهارة والموهبة العالية موجودة في اللاعب، وفتح باب المشاركة لأبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين سيمثل قاعدة جيدة، وأيضاً من الممكن استقطاب مواهب من خارج الدولة في أعمار صغيرة، حتى تكون الفائدة لمدى طويل وليست مقتصرة على بطولة أو مناسبة محددة. واتفق الدولي السابق عبد الرحيم جمعة مع رؤية ماجد العويس، وقال: تيجالي كمهاجم لا يختلف عليه اثنان وكإنسان أيضاً، فهو لاعب يتملك عقلية احترافية عالية داخل وخارج الملعب، وسيكون نقطة قوة ويشكل مع مهاجمي المنتخب الحاليين قوة ضاربة، وهو مطلوب في المنتخب في هذه المرحلة المهمة، ويعتبر من أهم المحطات التي يعتمد عليها المنتخب، لأنه يزيد الحلول ويمنح حرية أكبر لبقية اللاعبين، بحيث يكون نقطة ارتكاز هامة جداً.
وواصل: تيجالي يعرف أجواء المنطقة وتحديداً آسيا، في ظل مشاركته مع الوحدة محلياً وفي دوري الأبطال، وهو كهداف يملك رصيداً عالياً، وظل منافساً شبه دائم على زعامة الهدافين في كل موسم، لذلك كل المواصفات المطلوبة متوفرة فيه، وتمثيله للمنتخب يعد مكسباً وإضافة حقيقية في أمم آسيا، وبوجود تيجالي بجانب بقية مهاجمي المنتخب، لن يتمكن أي خط دفاع من الصمود أمامهم، خاصة أن الحلول ستكون متوفرة ومتنوعة.
وأكد المدرب ماجد سالم الذي سبق له أن درب تيجالي مع الوحدة، أن اللاعب لا غبار عليه في كل النواحي، فهو لاعب مميز داخل الملعب وخارجه، هداف من الطراز الأول، وقائد حقيقي داخل الملعب، وإنسان رائع في كل الأوقات. وقال: أتحدث عن هذا اللاعب من واقع معايشة شخصية معه، وإلمام كبير بدوره المؤثر في الملعب، وتيجالي الذي يحرز الأهداف يمتاز بالروح القتالية وبثها وسط زملائه، وهو قائد ملهم بكل ما للكلمة من معنى، فقد كنت أتحدث معه ليقوم بإيصال الرسالة إلى المجموعة خلال المباريات، وفوق كل هذه العوامل، فهو لاعب صاحب خبرة ميدانية كبيرة، سيكون لها أثر إيجابي على المنتخب بالذات، وأن اللاعب يعرف كيف يكسب زملاءه. ويضيف ماجد سالم: يستطع دائماً قيادة الفريق للعودة، وهو محفز دائم لزملائه. ووجوده مع مبخوت، وأحمد خليل، وعمر عبد الرحمن في الجانب الهجومي، سيمنح خيارات عديدة لتسجيل الأهداف، ونأمل أن يكون أسلوب المدرب مساعداً لتيجالي في التألق مع المنتخب، وقيادته بجانب زملائه إلى تحقيق الطموحات في أمم آسيا 2019. وحول توقيت التوجه نحو ضم تيجالي، قال ماجد سالم: التوقيت مناسب لأن اللاعب جاهز، ويعرف كل كبيرة وصغيرة، والحقيقة أن تيجالي إذا لم يفد المنتخب فلن يكون نقطة ضعف فيه، وهو لاعب متفرد بمواصفات خاصة، وشهادتي فيه مجروحة.
