إعداد- محمد عبدالرحيم:
في الوقت الذي يتوقع فيه زيادة أعداد سياح دبي إلى أكثر من الضعف خلال الخمس سنوات المقبلة، فإن الفنادق الفخمة لن يعود باستطاعتها تلبية الطلب المتنامي· كما أن قطاع الفنادق الاقتصادية الذي ينتشر في الإمارة يعني أن السوق أصبح أكثر جاذبية لسلاسل الفنادق الدولية المفضلة للمسافرين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط·
ولعل هذا ما جعل صحيفة الوول ستريت جورنال في عددها الصادر أمس الأول، تنشر مقالاً يمكن ترجمة عنوانه حرفياً بـ''الفنادق الاقتصادية تبحث عن ''غرفة'' في دبي، إذ تعني كلمة ''ROOM'' باللغة الإنجليزية غرفة أو فرصة أو حصة أو موطئ قدم· وقالت الصحيفة: من المتوقع أن يزداد أعداد الزائرين لدبي إلى 15 مليون شخص بحلول عام 2012 من 6 ملايين سائح العام الماضي بعد ضخ استثمارات هائلة في بناء حدائق الألعاب الساحرة والجزر الجديدة التي تحفل بالأعاجيب وكل ما يفوق القدرة على الخيال·
بالإضافة لذلك فإن شركات الفنادق المنخفضة التكلفة باتت تدرس إمكانية التوسع في أجزاء أخرى في منطقة الخليج بعد أن استكشفتها جموع المسافرين الغربيين وترسخت فيها أقدام الأعمال التجارية والشركات الكبرى·
وقال نيك فان ماركن، الشريك في مكتب ديلويت توتش توماتسو للسياحة في لندن: ''إذا أرادت دبي أن تحقق المزيد من النمو فإنها في حاجة إلى أكثر من المسافرين الأثرياء فهناك فجوة واضحة في السوق وسوف أشعر بالدهشة إذا لم يحدث نمو قوي في قطاع الزوار الأقل دخلاً في فترة السنوات الخمس المقبلة''· وقال أحد خبراء الصناعة: ليس بامكان جميع هؤلاء المسافرين دفع مبلغ يصل إلى 1000 دولار لقضاء ليلة واحدة في فنادق بالغة الفخامة·
من جانبه يقول جيمس روثني، المتحدث الرسمي لمجموعة ايزي جروب التي أطلقت سلسلة ايزي هوتيل في المنطقة: ''لقد ذكروا بأنهم يرغبون في زيادة حجم السياحة بشكل ملحوظ لكن هذا الأمر لن يتحقق عبر استخدام السوق الفاخرة فقط''·
يذكر أن شركة ايزي هوتيل البريطانية أبرمت صفقة لافتتاح 28 فندقاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط في غضون فترة السنوات الخمس المقبلة بما فيها ستة فنادق في دبي·
وبشكل عام فإن سعر الإقامة في الفنادق المنخفضة التكلفة يقدر بحوالي 75 دولاراً في الليلة، وهي تستقطب عادة المسافرين من رجال الأعمال أو الذين يأتون لقضاء فترة قصيرة ولا يرغبون في إنفاق أموال ضخمة مقابل السكن·
وبعد أن أصبحت دبي مركزاً للمؤتمرات وتنفذ فيها مشاريع إنشاءات وتشييد ضخمة، يتعين عليها الآن أن تلبي الطلب المستمر على السكن الاقتصادي من قبل المسافرين من رجال الأعمال·
وقال باتريك ديمبسي، المدير الإداري لشركة وايت بريد للسفر والفنادق ''إذا كان من المتوقع أن تشهد دبي هذا العدد الكبير من السياح فإن 10 في المئة منهم على الأقل سوف يحتاجون إلى سكن اقتصادي''· وتابع: لن يمكنك أن تحقق نمواً من مستوى ستة ملايين إلى 15 مليون زائر على خلفية الاعتقاد بأن كل فرد من هؤلاء سوف ينفق 200 أو 300 دولار مقابل ليلة واحدة''·
ومن المعروف أن الفنادق قليلة التكلفة لا تسعى لاجتذاب المسافرين العالميين فقط، إذ تستهدف أيضاً الزبائن المحليين الذين لم يفكروا في السابق في السكن في فندق لعدم تحملهم الأسعار الباهظة·
وفيما توجد في المنطقة فنادق منخفضة الأسعار وبمستويات شبيهة لسلسلة الفنادق الاقتصادية المعروفة إلا أن معظمها مملوك لأعمال تجارية محلية وصغيرة الحجم وهي تفتقد إلى البنية التحتية التي توفرها العلامات التجارية العالمية· وعلى خلاف هذه الفنادق المحلية، فإن شركات الفنادق الاقتصادية تنتهج استراتيجيات أشبه بتلك التي تتبناها مطاعم الوجبات السريعة وهي تستخدم مجموعة من الأنظمة المتسعة والمتزامنة مع قوة الماركة التجارية من أجل بناء قاعدة قوية من الزبائن·
وأعلنت ''اكور اس ايه''، التي تدير أحد فنادقها المنخفضة التكلفة التي تحمل علامة ايبيز في دبي، عن خطط لافتتاح المزيد من الفنادق في جميع أنحاء المنطقة· كما تخطط مجموعة انتركونتيننتال البريطانية إلى بناء 20 فندقاً من نوع هوليدي إن اكسبريس في المنطقة· أما شركة بريميير ترافيل أعلنت في أوائل هذا العام عن خطط لاستثمار 6,5 مليون جنيه استرليني (12 مليون دولار) لإطلاق سلسلة من الفنادق الاقتصادية في منطقة الخليج العربي بالتعاون مع شركة طيران الإمارات، وتتوقع أن يتم افتتاح أول فندق لها يتسع إلى 300 غرفة في دبي في خريف عام ·2007
وذكرت كل من شركة بريميير ترافيل إن وشركة ايزي هوتيل بأن أسعار الغرفة سوف تصبح مماثلة للأسعار التي تفرضها في بريطانيا حيث تخطط شركة بريميير إلى فرض سعر يتراوح ما بين 70 إلى 75 دولاراً للغرفة المزدوجة·
وقالت الصحيفة في ختام تقريرها إن دبي في طريقها لأن تنافس المنتجعات الفخمة في أسبانيا كوجهة سياحية أكثر جذباً للزوار من كافة الفئات·
عدد اليوم
