الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

%74 من لاعبي أندية دبي يتنازلون عن الوظيفة

%74 من لاعبي أندية دبي يتنازلون عن الوظيفة
10 سبتمبر 2018 23:52

منير رحومة (دبي)

بعد استعراض ردود فعل اللاعبين والإداريين، في مختلف أندية دبي، بخصوص قرار إلغاء تفرغ اللاعبين المحترفين، بداية من الموسم الرياضي 2018- 2019، والمشاكل الحادثة من الوضعية الصعبة التي أصبحوا يعيشونها، من ارتباطات مهنية في العمل، والتزامات أمام النادي، وفقاً للعقود الموقعة، والرواتب الكبيرة التي يتقاضونها، إلى جانب الخوف من تأثير الوضع الجديد على الأداء والمستوى، سواء في التدريبات أو المباريات، نتعرف اليوم على وجهة نظر مجلس دبي الرياضي في إصدار القرار، وتوجه القائمين على اللعبة، نحو تصحيح المنظومة الاحترافية، والارتقاء بها إلى مراتب أعلى فنياً وتنظيمياً.
وبعد تقييم التجربة التي استمرت لعشر سنوات كاملة، والوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية، جاءت الخطوات التصحيحية، بإلغاء التفرغ بناء على المؤشرات الإيجابية التي أظهرت زيادة الوعي بأهمية الاحتراف في حياة اللاعب، والتدرج الحادث في التخلي عن الوظيفة، والذي طال 110 لاعبين، حيث تراجع العدد من 150 لاعباً، مع بداية تطبيق الاحتراف إلى 40 لاعباً في الموسم الحالي، أي بنسبة تقدر بـ74% اختاروا احتراف كرة القدم، بكل قناعة وإدراك بأن مستقبلهم داخل «المستطيل الأخضر».
كما نوسع في الحلقة الثانية للتحقيق دائرة التعرف على النظام المعمول به، لدى بقية الأندية الأخرى بالدولة، وعلاقة المجالس الرياضية الأخرى بقضية تفرغ اللاعب، والجمع بين العمل واحتراف كرة القدم، ولاحظنا أن الجميع مقتنع بأن زمن التفرغ انتهى، وأن القرار الأول والأخير بيد اللاعب في تحديد مستقبله، إما موظفاً بدائرة عمله أو محترفاً بالنادي، وفي حالات نادرة الجمع بين الطرفين وتحمل مسؤولية تبعات ذلك.
وحاولنا أيضاً الاستعانة ببعض الشهادات العالمية لنجوم كرة عرب أو أوروبيين خاضوا تجارب مع أندية شهيرة، وعاشوا التجربة الاحترافية للأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم، أملاً في الوصول إلى احتراف كامل للاعبينا.
وبخصوص القرار الذي حرك المياه الراكدة، حول قضية تفريغ اللاعبين، أكد علي عمر مدير إدارة التطوير الرياضي في مجلس دبي الرياضي، أن المجلس دائماً ما يدرس كل القرارات من النواحي كافة، قبل إصدارها وفي المرحلة الأولى من بداية الاحتراف عام 2009، كان هناك قرار تفرغ اللاعبين، وفي المرحلة الأولى من الاحتراف كان القرار سليماً، لأن الأمور لم تكن واضحة أمام اللاعبين والأندية، وبالتالي قرار التفرغ في بدايته خدم اللعبة في تعريف اللاعبين بالاحتراف ومتطلباته، ووجود اللاعب طول الوقت في النادي، ومفهوم التدريب الصباحي، ونشر مفهوم الاحتراف بين اللاعبين، وكانت الأعداد كبيرة في البداية وصلت إلى 150 لاعباً، ثم تراجع العدد إلى 120 لاعباً، و90 لاعباً في أول 5 سنوات.
وأضاف: إن نضج اللاعبين تطور بخصوص مفهوم الاحتراف، واختار نحو 74% منهم ترك الوظيفة على مدار عقد من التجربة، لأنها أصبحت دون الطموح، بل أصبحت تمثل عائقاً كبيراً له، في ظل وجود برنامج صيفي له مع الفريق ومعسكرات خارجية وداخلية، كما أن القانون لا يلزم الجهات بتطبيق التفرغ الرياضي، ومجموعة منهم تفرغت لكرة القدم، واتجهت للدراسة في الجامعة، حتى عندما يعتزل يكون لديه مؤهل جامعي، ويفتح له مجال للمشروعات.
وأشار علي عمر إلى أن هذا الفكر، وراء تراجع الأعداد التي تطلب التفرغ الرياضي إلى 60 لاعباً فقط، في العام السابع للاحتراف، ثم إلى 45 لاعباً في الموسمين الثامن والتاسع، وعندما اتخذنا القرار كان هناك 40 لاعباً فقط، وهذه النسبة لا زالت ترى أنها قادرة على التوفيق بين اللعب والوظيفة.
وأوضح أن دخل اللاعب من كرة القدم كبير، حتى بعد قرار سقف الرواتب، لأن اللاعب احترف بطريقة صحيحة وبدأ في توظيف دخله، ويكفي أن دخله من الوظيفة لا يتعدى 5%، والأهم أن تراجع الأعداد مؤشر صحي، وتأكيد أن اللاعب استوعب ثقافة الاحتراف، ومن يتمسكون بالوظيفة ليس أكثر من ضمان اجتماعي.
وأشار إلى أن التفرغ للاعبين «بطالة مقنعة» من وجهة نظر الدوائر، من منطلق أن هناك 30 أو 40 وظيفة محجوزة لا يعمل أصحابها في هذه الدوائر، والهدف في المرحلة الأولى من الاحتراف هو التعلم، وهو ما دفعنا لمساعدة اللاعبين والأندية، لأنه لم يكن هناك تشريع سابق، وبعد 7 سنوات أصبح مفهوم الاحتراف معروفاً، وعلى أرض الواقع شاهدنا الفارق بين اللاعب المتفرغ لكرة القدم، والذي يتعامل معها على أنها مهنة، وبين اللاعب المتمسك بالوظيفة، كما أن القوانين المحلية، أو قوانين الموارد البشرية ليست بأيدينا، وحرصنا أن تكون لدينا بادرة، قبل أن تصلنا من الدوائر، وبعد 10 سنوات وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الاحتراف، وحصلنا ما نريد من التفرغ.
ونوه علي عمر بأن القرار هو تصحيح مسار للاحتراف وليس العودة إلى الهواية، والآن سيشجع اللاعب على الاحتراف خارج الدولة، من دون أن تسبب له الوظيفة مشكلة، بل إن اللاعب يحصل على عقد قوي من أحد الأندية، ولن يجد اللاعب أمامه إلا الاستقالة من الوظيفة، ومن يرفض العقد يأتي دائماً بسبب الوظيفة، وبالتالي ما نقوم به تحرير اللاعب من القيود، كما أن هناك تطوراً عقلياً وعلمياً للاعب، وعدم ارتباطه بعمل يتيح له الدراسة في الجامعة، وثقافته المعلوماتية تزيد بجانب الثقافة الرياضية، وهناك دور كبير للأندية في هذا الجانب، كما أن اللاعب حتى بعد تطبيق سقف الرواتب يحصل على رواتب لا ينالها عليها مدير دائرة، وهناك من يستثمر هذه الأموال، وبالتالي اللاعب لا يحتاج للوظيفة.
وأضاف أن قوانين العمل تمنع الجمع بين وظيفتين، وأيضاً الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع الجمع بين كرة القدم أو أي وظيفة أخرى، والعالم كله، إما أن يكون محترفاً أو هاوياً، وليس هناك نصف محترف، مؤكداً أن القرار تم تطبيقه على 40 لاعباً فقط في 4 أندية، ولو أن كل فريق لديه لائحة 30 لاعباً، منهم 5 لاعبين أبناء مواطنات ومقيمين، وهناك 25 لاعباً، وهو ما يعني أن هناك 100 لاعب في 4 أندية، وبالتالي النسبة تمثل 40%، ونراها بعد 10 سنوات من تطبيق الاحتراف معقولة جداً، بل إن القرار يشجع اللاعبين على بذل كل الجهد مع أنديتهم، وأيضاً الانضمام للمنتخب، بينما اللاعب المرتبط بالوظيفة لا يمكن أن ينجح في الاثنين وبعد القرار، إما أن تكون لاعباً محترفاً أو هاوياً ومتفرغاً للوظيفة، وتتحمل المسؤولية.
وكشف علي عمر أن القرار جاء بعد دراسة موسعة داخل المجلس ومناقشتها مع الأندية ورؤساء مجالس الإدارات، وتم الاتفاق عليه بعد منح فرصة للأندية للتطبيق قبل موسم ونصف الموسم، لدرجة أننا تواصلنا مع جهات العمل للاعبين وأخطرناهم بنهاية التفرغ 31 مايو 2018، وراعينا أن يحصل اللاعبون على راحة للموسم، خاصة أن نهاية المسابقات بنهائي كأس رئيس الدولة يوم 3 مايو، وكان الوصل طرفاً في النهائي، وهو ما يعني أن أقل لاعب حصل على 4 أسابيع راحة، قبل أن ننهي تفرغه، وبعضهم حصل على 45 يوماً، كما أن اللاعب حصل على فترة طويلة للتفكير على مدار موسم ونصف موسم، لاتخاذ القرار المناسب له.
واتفق علي عمر أن القرار دائماً ما يكون بين مؤيد ومعارض، وبعد المداولة والمناقشة، وجدنا أنه يخدم كل الأطراف، سواء كانوا لاعبين أو مدربين، وهناك مستويات لعقود اللاعبين بالأندية طبقاً لـ3 مستويات، والمتفرغ يحصل على مستوى أول من التعاقد، وهناك مستويان أيضاً للحاصلين على وظائف، كما أن هذا القرار يخدم التوجه الحكومي الذي يسعى لتقديم الخدمات الأفضل على مستوى العالم، والتفرغ هنا لا يخدم هذا التوجه، كما أننا لن نترك اللاعبين بعد القرار، وهناك مشروعات جديدة في الطريق تخدمهم في اتجاه الاحتراف نفسه.

أنيلكا: «المحترف» يتقاضى أضعاف راتب العمل

أشار الفرنسي نيكولاس أنيلكا، صاحب التجربة الاحترافية الطويلة، عبر عدد من أشهر الأندية العالمية، أمثال باريس سان جرمان، وآرسنال، وريال مدريد، وتشيلسي، ويوفنتوس، ومانشستر سيتي، إلى أن كرة القدم أصبحت احترافاً، ولن تعود إلى الهواية من جديد، وبالتالي فإن اللاعب الذي يريد أن يخوض مسيرة ناجحة، ليس أمامه إلا تطبيق الاحتراف الكامل، حتى يستطيع الالتزام بالشروط الموجودة، سواء في علاقة اللاعب مع النادي، أو بقية أطراف اللعبة.
وشدد على أن اللاعب المحترف يتقاضى عشرات الأضعاف ما يتقاضاه في عمله، مما يشجعه على التركيز في مشواره الاحترافي وتأمين مستقبله رياضياً ومادياً، مؤكداً أن عمر اللاعب في الاحتراف أصبح أطول من السابق، بفضل حفاظه على نفسه، بالإضافة إلى أن العديد من اللاعبين يتحولون إلى مدربين، بما يضمن الاستمرار لسنوات طويلة في عالم الكرة.

الجعايدي: مهنة الكرة 8 ساعات عمل!

شدد التونسي راضي الجعايدي، المحترف السابق بالدوري الإنجليزي مع بولتون وبرمنجهام وساوثهامبتون، والمدرب الحالي لـ«رديف» الأخير، على أن احتراف الكرة مهنة شاقة وصعبة على عكس أيام الهواية، لأن اللاعب مطالب بالتزامات كثيرة، في عهد الاحتراف، مكتوبة في بنود العقد الموقع مع النادي، وبالتالي لا يوجد أي مجال للأعذار، طالما اختار الاحتراف.
وأضاف: مهنة لاعب كرة قدم تتطلب التواجد لأكثر من 8 ساعات بالنادي صباحاً ومساءً، وإلى جانب التدريبات على فترتين، هناك المزيد الالتزامات الأخرى، تتعلق بنظام التغذية، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والإنسانية والدعائية التي يقوم بها النادي، وغيرها من الأحداث الأخرى، وتتطلب تفرغاً تاماً.
وقال: ارتباط اللاعب بوظيفة وانشغاله بـ«الدوام» يتعارض مع مسمى لاعب محترف، وبالتالي يصبح شبه محترف أو لاعباً هاوياً، لأنه من الصعب التوفيق بين «الدوام»، وقضاء ساعات طويلة في العمل، وبين التدريبات، وخوض المعسكرات والمباريات، والتركيز في تطوير المستوى والارتقاء بالأداء، حيث يقل تركيز اللاعب، ويصبح مطالباً بأعباء كبيرة داخل الملعب وخارجه، مما يفقده فرصة اللعب، والتواجد ضمن القائمة الأساسية، خاصة في ظل رغبة الأجهزة الفنية في التعويل على أفضل اللاعبين الجاهزين، بدنياً وفنياً لتحقيق النتائج المطلوبة، من منطلق أن النتائج هي معيار النجاح، في عالم الاحتراف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©