الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلانات سامية

24 أكتوبر 2017 23:01
«كان إعلان الطحين خبزاً، هذا ما عرفته حين ظهرت فيها أنامل الخباز الماهر في إحدى القنوات وهو يستخدم الطحين المروج له في رسم لوحات متنوعة ومميزة، فرسم أشكالاً كلها توحي بدلالات على أهمية جودة الطحين في صناعة الخبز وإعداد وجبات لذيذة وشهية منه، كان إعلاناً جميلاً، الأمر الذي استدعى تفكيري وجعلني أتأمل إعلاناتنا التجارية التي نراها اليوم على شاشات التلفزة ونقرؤها في صفحات المجلات ونشاهدها أمامنا في الشوارع والردهات حتى صفحات الإنترنت باتت تحمل في طياتها إعلانات منوعة. هل جميع إعلاناتنا التجارية راقية في نفس مستوى الإعلان التجاري الذي شاهدته وكان الطحين والخباز فقط أبطاله؟ أصبحت بعض الإعلانات التجارية هذه الأيام ساحة مفتوحة للترويج للفراغ الذي يكمن في أفئدة البعض فينسجها بخيوط من بشر لا يحملون في عقولهم هما سوى لفت النظر بحركات هابطة وزي فاضح ويدخلوا المرأة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من أي إعلان تجاري. الإعلان العربي فرقة ترقص مع بعضها وكأنه إعلان لسيرك جديد، ولكن لن يحس أحد بأنه قذف بالطحين لأنه مفيد وصالح للطبخ ووزنه خفيف، لتظهر امرأة في كامل زينتها حاملة في يدها كيساً من الطحين وتنصح الجميع بكل دلال بأن يشتروه بأسرع وقت ممكن، هل هذه الإعلانات سامية وراقية تخاطب العقول البشرية والثقافات العربية والإسلامية في مجتمعنا؟ أليس النظر إليها يخدش الحياء ويزرع في عقول أبنائنا الكثير من الأفكار السيئة؟! لم تنتهِ التفاهات لأنها في تزايد شديد وهمها فقط حصد المال وإفراغ النفوس من الأفكار الهادفة، الأمر الذي يجعلنا نقول: نريد إعلانات سامية لا تخدش حياءنا وحياء أبنائنا وجيل الغد، نريد إعلاماً هادفاً بناءً يسعى إلى تقديم كل ما هو مفيد، ولا ينحرف عن أخلاقيات المجتمع. واللبيب بالإشارة يفهم..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©