الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن زايد يشهد محاضرة

محمد بن زايد يشهد محاضرة
17 يوليو 2014 20:03
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، مساء أمس، بمجلس محمد بن زايد بقصر البطين محاضرة بعنوان "معالجة التأثيرات السلبية ضمن الشبكات الإجتماعية " للدكتور نيكولاس كريستاكيس. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور بحر الدين يوسف حبيبي الرئيس السابق لجمهورية أندونيسيا إلى جانب عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين ولفيف من السفراء والأكاديميين والمدعوين والمدعوات. وأكد الدكتور نيكولاس كريستاكيس -خلال المحاضرة التي قدم لها شهاب أحمد الفهيم الوكيل المساعد لشؤون المراسم بوزارة الخارجية- أن البشر يختارون أصدقاءهم وجيرانهم وزملاءهم في العمل ولكننا لا نختار أقاربنا وجميع الناس الذين نرتبط معهم وهم كذلك وهكذا ننتظم جميعنا في نهاية الأمر ضمن شبكات اجتماعية واسعة وقريبة من بعضها الآخر وهي أشبه ما تكون بمستعمرات النمل. وتساءل المحاضر ... لماذا نفعل ذلك؟ وكيف يؤثر تجمعنا ضمن شبكات اجتماعية على حياتنا وصحتنا ومشاعرنا وأفكارنا وأفعالنا؟ ولماذا نقلد ما يفعله أصدقاؤنا بل وما يفعله أصدقاء أصدقائنا؟ وكيف يمكن استخدام فهمنا لبنية وآلية عمل الشبكات الاجتماعية البشرية من أجل التدخل في العالم وجعله أفضل؟ واستعرض المحاضر القواعد الرياضية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تحكم سلوك الشبكات الاجتماعية وتطرق بصورة خاصة إلى الأبحاث الأخيرة حول نوعين من التدخل ضمن الشبكات الاجتماعية خارج نطاق الإنترنت وعبر الإنترنت وهما التدخل الذي يعيد صياغة ارتباطاتنا مع الناس وذلك الذي يعالج العمليات التي تتفشى كعدوى. وضرب المحاضر بعض الأمثلة حول ما يمكننا عمله باستخدام العديد من التجارب ضمن بيئات متنوعة مثل تعزيز التعاون أو الإقلاع عن التدخين في المجموعات البشرية المرتبطة على الإنترنت وحتى المساعدة في تعزيز السلوك الصحي في المجتمعات وتسهيل انتشار الابتكار والإبداع بين شبكات الأطباء. وأشار إلى أنه -من خلال مراعاة التلاحم البنيوي للبشر ضمن الشبكات الاجتماعية وفهم التأثير الاجتماعي- من الممكن التدخل ضمن الأنظمة الاجتماعية لتعزيز خصائص معينة مثل الصحة والثروة والتعاون والإبداع والمناعة على مستوى الشرائح السكانية الواسعة. ولفت إلى أن الشبكات الاجتماعية التي أقمناها على مدى عشرات الآلاف من السنوات الماضية مشابهة للشبكات الاجتماعية الحديثة والتى لها تأثيرات نفسية وبيولوجية واجتماعية على الافراد. وطرح المحاضر عددا من التجارب بشأن التغير في سلوك البشر على مستوى المجتمعات البشرية مشيرا إلى أن المجموعة الاجتماعية هي مجموعة من الأفراد تربطهم صلات وأواصر وهي نفسها الموجودة في الشبكات الاجتماعية ولكنها تكون طبيعية أو رسمية مضيفا أن هناك عدة أشكال وصفات للشبكة الاجتماعية من ضمنها شبكة الهاتف القديمة أو السرية العسكرية أو مستعمرات النمل. وأوضح المحاضر أنه قضى عدة سنوات في دراسة الشبكات وهيكليتها ووظائفها وتساءل حول كيفية انتشار التأثير الاجتماعي من شخص لآخر بطريقة تؤثر على صحتنا وثروتنا وأمننا وسعادتنا حيث أشار في هذا الصدد إلى مشكلة البدانة التى قد تصنف "وباء" نظرا لتفاقمها في بعض الدول وقد تنتشر من شخص لآخر نظرا لتأثر الأفراد ببعضهم داخل الشبكات الاجتماعية موضحا أن البدانة في الولايات المتحدة زادت نسبتها من 22 بالمائة إلى 33 بالمائة خلال العشر سنوات الماضية كما يعاني ثلثي سكان أميركا من مشكلة البدانة. وأشار كذلك إلى أن 35 بالمائة من سكان الإمارات يعانون من السمنة ويعود ذلك إلى أسلوب الحياة الغذائية المتبع وتصميم المدن على سبيل المثال. وفسر المحاضر ظاهرة تقارب الأفراد داخل الشبكات الاجتماعية وتأثرهم ببعض خاصة في مسألة البدانة وذلك من خلال وجود ثلاثة حالات الأولى "تأثير الدومينو الاجتماعي"، والثانية "الطيور على أشكالها تقع"، والأخيرة "النادي الصحي" حيث يؤثر بعض الأفراد على أقرانهم سلبا أو إيجابيا ويعتمد ذلك على شخصيتهم الكارزمية أو الحملات الدعائية والتسويقية التي تستهدف الأفراد وتغريهم بالشراء. وقال المحاضر "حسب البيانات التي تم جمعها خلال السنتين الماضيتين عن العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص وصور عملية اكتساب الوزن الزائد، كان هناك انتشار للبدانة في النسيج الاجتماعي حيث أجرينا العديد من التجارب في هذا الشأن لمعرفة كيفية انتقال البدانة من شخص لآخر بنفس الأسلوب". وعرض المحاضر شريط فيديو مدته 30 ثانيه وكلف 30 مليون دولار أميركي من أجل إنتاجه لدراسة التغيرات التى تحدث في حياة البشر وارتباطهم ببعض على مدى 32 عاما حيث تم ملاحظة الكثير من التغيرات خلال تلك الفترة من حيث الزواج والطلاق والصداقة وزيادة في أوزان البعض سواء عن طريق الأقران أو الزواج أو الأقارب. وأوضح أن المشاعر الإنسانية كالفرح أو الغضب يمكن أن تنتشر بالعدوى. لذا، فمن الضروري تبيان تلك المشاعر والعواطف لأنها جزء مهم من التجربة الإنسانية ولها مزايا عديدة وشكل من أشكال التعبير البدائي عن التواصل. وقال إنه "تم دراسة العديد من المظاهر الاجتماعية الأخرى كالتدخين والسعادة والاحتجاج والنعاس والقيام بالتمارين الرياضية والوحدة والأفكار. ولاحظنا تفاوتا في انتشار كل مظهر من تلك المظاهر في الشبكات الاجتماعية التي تزيد كلما وضعنا فيها مظاهر اجتماعية متعددة". وأضاف أن الشبكات الاجتماعية لا تكون منتظمة أو بسيطة بل هي معقدة خاصة في مركز أو محيط الشبكة بينما تكون أقل تعقيدا على أطرافها .. فالأفراد الذين يكونون في مركزية عقدة الشبكة هم أكثر تأثرا من الأفراد الذين يكونون في أطرافها. وقال أن هيكلية الشبكة مهم جدا فالجينات البشرية لها دور في العلاقات الاجتماعية والنسيج البشري فالصفات كالابتكار والتعاون والصحة قد تنتقل بين الأفراد بحسب علاقتهم ببعض. وأشار إلى أن واضعي السياسات ورجال الإعلام يتساءلون حول كيفية اختلاف عالم الشبكات الاجتماعية عن العالم الحقيقي وهل الروابط الموجودة على الشبكة العنكبوتية مشابهة لما هو موجود في الحياة الحقيقية؟ وهل هناك نسبة كبيرة في تحول الصديق على الانترنت إلى صديق حقيقي؟، مشيرا إلى ضرورة الحاجة إلى معلومات أكثر عن الأشخاص الذين نتواصل معهم عبر الانترنت ليكونوا أصدقاء حقيقيين. وقال إن شبكات الانترنت يمكن أن تؤثر بشكل واسع على أصدقائك الحقيقيين وليس الافتراضيين حيث لابد أن تكون التفاعلات حقيقية كالرغبة في ترك التدخين مثلا. وحول كيفية الاستفادة من التداخلات بين الشبكات الاجتماعية، أشار المحاضر إلى أهمية هيكلية الاتصالات بين الناس والترابط فيما بينهم والقبول بالهيكلية والبنية الخاصة بالعلاقات ونشر المعلومات على الشبكة وهذا ما تم تطبيقه على عدد من القرى في هندوراس لمعرفة مدى التأثيرات وسلوكيات الأفراد الاجتماعية والصحية على مستوى أكبر ..كما بين المحاضر أهمية الصلات الإنسانية في المجتمع وكيف يمكن أن نشكل من خلالها رأس مال بشري وليس مادي. بعد ذلك رد الدكتور نيكولاس كريستاكيس على الأسئلة الموجهة إليه مؤكدا عدم الخلط بين الوسيلة ومرسل الرسالة فالتكنولوجيا واسطة ووسيلة من أجل التأثير ولا يهم كم عدد المتابعين لديك بل كم عدد المهتمين منهم. وقال "إن الثقافة تلعب دورا في حياتنا. فالشبكات الاجتماعية لها تأثير على الثقافة. لذا، قررنا أن نعود إلى 10 آلاف سنة للوراء ونضع خرائط للتواصل الاجتماعي. ولم نستطع القيام بذلك وقمنا بوضع خرائط لقبائل عاشت قبل عشر سنوات كقبيلة +هادزا+ التنزانية والتى كانت تبحث عن الطعام وتنام تحت النجوم وتغير مواقعها كل 6 أشهر. ولاحظنا أن الخرائط التي خرجنا بها تشابه الشبكات الاجتماعية الموجودة في عصرنا الحالي وهذا يدل على أن طرق تواصلنا واحدة رغم اختلاف العصور والأزمان". وردا على سؤال آخر حول فكرة النشوء، قال المحاضر "ليس كل الأفراد لديهم نفس الصفات"، مستشهدا بحياة نوع من الفطريات التى وضع لها مادة السيلولوز في لعبة المتاهة واستطاعت عن طريق التواصل فيما بينها من الوصول إلى خط النهاية". وختم بالتأكيد على ضرورة ملاحظة تأثير الأب على أبنائه وتأثير الاخرين على أبنائهم فالحكمة القديمة تقول عليك معرفة من هم أقران ابنك لأنهم يؤثرون على سلوك ابنك سواء كان سلبا أو إيجابيا. وقال إنه يمكن الاستفادة من الشبكات الاجتماعية من خلال الاستفادة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع وخلق رأس المال البشري وتنظيم السلوكيات كالصحة والتعاون والتحكم بهيكلية المجاميع وزيادة الصداقة بين الناس ويجب أن نتجاوز التركيز على الأفراد وسماتهم. وأوضح أن الانفعالات لها دور كبير في الشبكات فالحكومة اليابانية كانت متخوفة من انتشار المعلومات الكاذبة أكثر من الصادقة. فالأخبار السارة تنتشر قبل الأخبار الكاذبة. يذكر أن الدكتور نيكولاس كريستاكيس حاصل على شهادة البكالريوس في العلوم من جامعة ييل الأميركية في سنة 1984 ثم نال شهادة الطب من كلية هارفارد للطب ثم الماجستير في الصحة العامة من كلية هارفارد للصحة العامة في سنة 1989 ثم شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في سنة 1995 .. وهو عالم اجتماع وطبيب تتمحور أبحاثة حول العلوم الاجتماعية الحيوية وعلوم الشبكات وعلم الجينات السلوكي .. كما أنه مدير مختبر الطبيعة البشرية بجامعة ييل والمدير المشارك لمعهد ييل لعلوم الشبكات وبروفيسور العلوم الاجتماعية والطبيعية في أقسام كل من علم الاجتماع والطب وعلم البيئة وعلم الأحياء الارتقائي والهندسة الحيوية بجامعة ييل. وانتخب لعضوية المعهد الطبي بالأكاديمية الوطنية للعلوم في سنة 2006 وأصبح زميلا للجمعية الأميركية لتقدم العلوم سنة 2010 ..ونقل مختبره إلى جامعة هارفارد في سنة 2010 حيث عين مجددا بروفيسورا في قسمي علم الاجتماع والطب. وتتمحور أبحاثه الحالية حول الصحة والشبكات الاجتماعية لا سيما حول موضوعات المرض والإعاقة والسلوك الصحي والرعاية الصحية والوفاة وتأثيرها على الأشخاص الآخرين ضمن نفس الشبكة الاجتماعية حيث يمتد هذا التأثير لينشر حالات عاطفية مثل السرور والاكتئاب والشعور بالوحدة ضمن الشبكات الاجتماعية. كما تركزت أبحاثه السابقة حول مواضيع تتعلق بالرعاية في مرحلة الاحتضار والترمل وأعباء مقدمي الرعاية وصناعة القرار في وحدة الرعاية المركزة ودور التنبؤ في الطب والذي ألف حوله ثلاثة كتب. وشارك في تأليف كتاب حول الشبكات الاجتماعية طبع في سنة 2009 بعنوان "مرتبطون .. القوة العجيبة لشبكاتنا الاجتماعية وكيف تكون حياتنا" وقد ترجم الكتاب إلى حوالي 20 لغة وكتبت مقالات حوله. وفي سنة 2009، صنفته مجلة التايم الآميركية على لائحتها السنوية باعتباره أحد الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في العالم. وفي سنتي 2009 و2010، صنفته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية على لائحتها السنوية باعتباره أحد المفكرين العالميين البارزين المائة في العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©