الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاكتئاب وضعف البصر واختلال وظائف المخ تهدد مدمني الإنترنت

الاكتئاب وضعف البصر واختلال وظائف المخ تهدد مدمني الإنترنت
17 يوليو 2014 15:38
تحقيق: سعيد هلال حذر أطباء في مستشفى أم القيوين، من خطورة الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، خصوصاً بين الأطفال والمراهقين، الذين يقضون من ساعتين إلى سبع ساعات يومياً أمام شاشاتها، مطالبين بتقنينها حتى لا تؤدي إلى إصابتهم بأمراض العيون والصداع والإجهاد العصبي، بالإضافة إلى الاكتئاب والانطواء والعزلة عن الآخرين. وأظهرت دراسة أجريت حديثاً على أطفال في إحدى الدول المتقدمة، تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات، أن الأطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يومياً أمام شاشات الأجهزة الحديثة، أي بزيادة ساعة وسبع عشرة دقيقة أكثر مما كان يفعل الأطفال في العمر نفسه قبل خمس سنوات. ومن المستغرب أكثر، أن الدراسة نفسها أظهرت أن بعض الأطفال، ممن لا تزيد أعمارهم على السنتين، يقضون نحو ساعتين يومياً أمام شاشة جهاز إلكتروني وهذا يؤدي إلى زيادة قلق الآباء من تأثيرات أجهزة التكنولوجيا «الهواتف النقالة، والأجهزة السطحية اللمسية» على صحة أطفالهم. الأجهزة التكنولوجية وقالت الدكتورة هيفاء عبدالغني نصيف، استشاري ورئيس قسم العيون في مستشفى أم القيوين: إن التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر، وأدى إلى ظهور أجهزة وألعاب مختلفة، أصبحت في متناول أوساط اجتماعية عديدة في الوطن العربي، خصوصاً الأطفال والمراهقين، مثل «الآيباد» و«البلاك بيري» و«الآي فون» والكمبيوتر وألعاب الليزر، حيث حرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الإلكترونية للأبناء من دون أن تعلم أن الإدمان على هذه الوسائل قد يسبب الإصابة بأمراض عدة. وأكدت أنه رغم فوائدها العديدة، فإن للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية منها تأثيرها على الذاكرة على المدى الطويل، ومساهمتها في انطواء الفرد واكتئابه، لا سيما عند بلوغها حد الإدمان، مؤكدة إن الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة، قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة،بالإضافة إلى إجهاد الدماغ، والاستعمال المتزايد للأجهزة، قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس، وقد تتسبب بأمراض عديدة كالصداع، والإجهاد العصبي، والأكثر تعرضاً للخطر هي العين، والإصابة بأمراض العيون كضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين. وأضافت: أن الأجهزة السطحية اللمسية «الآيباد»، وأجهزة الكمبيوتر تعتبر من أكثر أجهزة التكنولوجيا ضرراً على العين، وقد تسبب جفاف العين عند مستخدميها من الأطفال، حيث تتم العملية من خلال التركيز المطول الذي يرهق عضلة النظر الضعيف، فالعين تحتوي على سائل دمعي يساعد على عدم جفافها، حيث يقوم الجفن بالرمش مرة كل خمس ثوان، وينتج عن ذلك تكون طبقة جديدة من الدموع تغطي سطح العين، وإذا تعرضت العين إلى تركيز مطول وعدم الرمش، يؤدي ذلك إلى عدم إفرازها الكمية الكافية من السائل الدمعي، ما ينتج عنه التهابات وحكة وعدم الراحة في العين. كما أن للأجهزة التكنولوجية أشعة كهرومغناطيسية تؤثر في صحة الطفل، ومن الأعراض الصحية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصداع المزمن والتوتر والرعب والانفعالات غير السوية والإحباط وزيادة الحساسية بالجلد والصدر والعين. وأشارت إلى أن الباحثين في جامعة «ساني» لطب العيون في نيويورك، قالوا إنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يقرؤون الرسائل ويتصفحون الإنترنت على هواتفهم النقالة يميلون إلى تقريب الأجهزة من أعينهم أكثر من الكتب والصحف بما يجبر العين على العمل بشكل متعب أكثر من العادة. آثار إيجابية وسلبية ويرى أولياء أمور، أن للأجهزة الذكية آثاراً إيجابية وسلبية على الأطفال والمراهقين، وقد تؤدي إلى أضرار صحية في حال الاستخدام المفرط، مؤكدين أن بعضهم لا يستطيع منع أبنائه من استخدامها، حيث لا تتوفر لديه البدائل لكي يشغلهم عنها، وفي نفس الوقت فإنها تكسبهم المهارات الذهنية وتعلمهم أشياء جديدة. وأضافوا: أن جميع الجهات الحكومية والخاصة في الدولة، أصبحت توفر خدماتها عبر الأجهزة الذكية، من أجل تسهيل وإنجاز المعاملات في وقت قصير ومن مكان واحد من دون الحاجة إلى مراجعة مبنى الجهة والانتظار في الطابور، وبالتالي فإنهم مضطرين إلى امتلاكها. وأشاروا إلى أنهم لاحظوا على أبنائهم الانطواء وعدم التركيز، والرغبة في الجلوس مفردهم مع الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى أنهم أصبحوا مدمنين على استخدامها بشكل يومي ولساعات طويلة، وهذا الأمر يضر بصحتهم، ويخلق جيلا غير قادر على تحمل المسؤولية. نصائح طبية قدمت الدكتورة هيفاء عبدالغني، نصائح للحفاظ على سلامة الرؤية ومنها: مزاولة الرمش والتنفس وأخذ فترة من الراحة، عندما ننظر إلى جهاز كمبيوتر أو جهاز محمول باليد «الرقمية»، فإننا نرمش مرتين إلى ثلاث مرات أقل من المعتاد، وهذا يمكن أن يؤدي غالباً إلى «العيون الجافة». الذي قد يبدو وكأنه شيء غير منطقي، ولكن «مستخدمي الطاقة الرقمية» يمكن أن يؤدي عندهم إلى ضرر دائم للرؤية. وهناك: القاعدة 20/20/20 أثناء العمل على الكمبيوتر، القراءة، وكل دقيقة أنظر على بعد 20 متراً لمدة 20 ثانية للسماح لعينيك بإعادة تركيز، واستشارة طبيب العيون توفر وصفة طبية لعدسة العين تعمل على تقليل إجهادها وتجنب إلحاق الضرر بها، خاصة لمستخدم الأجهزة المحمولة، وإجراء فحص عين سنوياً هو الطريقة الوحيدة لقياس أثر استخدام «أيباد أو أي بود أو جهاز محمول» على صحة العين. «شر» لابد منه قال راشد عبدالله آل علي: إن امتلاك أجهزة ذكية أصبح ضرورياً لإن كل الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة متوفرة في تلك الأجهزة، ولا يستطيع الفرد الاستغناء عن استخدامها مهما كانت سلبياتها. وأشار إلى إن معظم الأطفال والمراهقين أصبحوا مدمنين على استخدام الأجهزة الذكية، وتجدهم طوال اليوم أمام شاشاتها، خصوصاً في الإجازات الصيفية، حيث لا يجدون ما يفعلونه، ويشعرون بالملل إذا أخذوت منهم الأجهزة. وأضاف: أنه يجب على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم والتأكد من البرامج التي يتم تحميلها على الأجهزة، لأن بعضها يعلم الأطفال العنف، كما تحتوي على لقطات مسيئة ومناظر خليعة، ودور الآباء والأمهات مهم في حماية أبنائهم من الضياع. وأكد أنه لشدة إدمان المراهقين على استخدام الأجهزة الذكية، تجد بعضهم أثناء خطبة صلاة الجمعة، يدردش مع أصدقائه عبر المسنجر، ومنعزلاً عن المصلين، مؤكداً أن توفر هذه الأجهزة جاء من أجل تسهيل الخدمات وسرعة إنجازها. أبناء يتجاهلون أوامر الآباء قال أيمن كامل الجرجاوي: إن لديه 7 أبناء تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، ويملكون الأجهزة الذكية، ويقضون مع تلك الأجهزة من 5 إلى 7 ساعات يوميا، ويستخدمونها في مشاهدة الأفلام والألعاب الترفيهية. وأشار إلى أنه يلاحظ على الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الحديثة سلوكيات سلبية منها عدم التركيز وتجاهل طاعة أوامر أولياء أمورهم، والسهر لفترات طويلة، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة لها آثار سلبية على حياة الأسر، ولكن يضطر الشخص لتوفيرها نظراً لعدم وجود بدائل تساعد الطفل على قضاء أوقات مفيدة خلال أوقات فراغه. وأضاف أنه سمح لأبنائه بامتلاك الأجهزة الذكية ولم يحدد لهم أوقاتاً معينة لاستخدامها، حتى وصل أحدهم إلى أنه يعاني حالياً ضعف النظر، وبدأ باستخدام النظارة بسبب تلك الأجهزة، لافتاً إلى أن الحل في تقنين استخدامها، ويجب قطع خدمة الإنترنت لمدة ساعتين على الأقل، لكي يرتاحوا من مشاهدتها. وأكد أيمن، أن فوائد الأجهزة الذكية على الأطفال تكمن في اطلاعهم على ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، وتساعدهم على مواكبة التقدم التقني في ظل رقابة الأسرة وتحديد أوقات استخدامها، والبرامج المفيدة، والتركيز على البرامج التعليمية. وقال إنه رغم انتشار تلك الأجهزة وإدمان الأطفال والمراهقين على استخدامها، فإنه يمكن لأولياء الأمور فرض سيطرتهم على الأبناء، ومنعهم من قضاء أوقات طويلة أمام شاشاتها، حفاظاً على صحتهم. سلبياتها كثيرة وقال سيف أحمد: إننا في عصر التطور التكنولوجي السريع، ولابد من مجاراته، ولكن بالطرق الصحيحة التي تعود علينا بالفائدة، وانتشار الأجهزة الذكية بين الأطفال والمراهقين وإدمانهم على استخدامها، يحتم علينا إعادة النظر في استخدامها بإسراف، وتحديد أوقات معينة لها. وأشار إلى أن لديه 4 أبناء تتراوح أعمارهم من 2 و12 عاماً، ويمتلكون أجهزة ذكية، ويستخدمونها في أوقات فراغهم من دون أن يحدد لهم فترة زمنية، مشيراً إلى أن كل فئة عمرية تفضل برنامجاً معيناً، فالأطفال يريدون الألعاب الترفيهية، والمراهقون يبحثون عن برامج العنف وسباقات السيارات وغيرها. وأضاف أنه قد تكون لهذه الأجهزة إيجابيات في إكساب الأطفال مهارات وقدرات ذهنية، ولكن استخدامها المفرط يؤدي إلى إصابتهم بأمراض العين والأعصاب وضعف في التركيز، والانطواء، لافتاً إلى أنه يجب تحذير أولياء الأمور من خطورتها على الأبناء. وأكد أن أحد أبنائه وصل إلى مرحلة استخدام النظارة الطبية، نتيجة تأثره بالأجهزة الذكية، مؤكداً أنه حفاظاً على صحة الأبناء، يجب على أولياء الأمور مراقبة أطفالهم. أطفال انطوائيون قالت «أم راشد»: إن لديها 4 أبناء تتراوح أعمارهم من 6 و14 عاماً، وجميعهم يمتلكون أجهزة ذكية «أيباد وأي فون» ويقضون مع تلك الأجهزة ساعتين في اليوم، ولا تسمح لهم باستخدامها خلال أيام الدراسة، كما تحاول أن تمنعها عنهم عند الخروج من المنزل. وأكدت أن للأجهزة الذكية فوائد تتركز في البرامج التعليمية وتصلح لجميع الأعمار، ولكن سلبياتها كثيرة لأنها تؤثر على المخ والعين والأعصاب، وتجعل الطفل انطوائياً وغير اجتماعي. وأشارت إلى أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، يؤدي إلى إضاعة الوقت في أشياء غير مفيدة، وإهدار المال، خصوصاً عند تحميل برامج مقابل مبالغ باهظة عن طريق بطاقة الائتمان، مشيرة إلى إنه يجب على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم عند شراء البرامج والتأكد من فائدتها للطفل. وأضافت أن الآباء والأمهات يمكنهم تقنين استخدام الأجهزة، من خلال تقديم النصائح لأطفالهم، وتوضيح أضرارها على صحة الفرد، وتأثيرها السلبي على مستخدميها، كما يمكن أن يستعينوا ببعض العينات المعروضة على المواقع الإلكترونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©