الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صغار يقتلهم الفضول رغم مراقبة الأهل وبكاء الأمهات بعد فوات الآوان

صغار يقتلهم الفضول رغم مراقبة الأهل وبكاء الأمهات بعد فوات الآوان
2 يوليو 2011 21:52
كون المنزل هو المكان الأكثر أماناً إلا أنه قد يشكل خطراً كبيراً على الطفل نتيجة قلة انتباه الأهل وعدم الحذر وكثرة حركته، ما قد يعرض الصغار إلى حوادث مأساوية يشكل البيت وخصوصا المطبخ مسرحا لها، فكم من إهمال بسيط من قبل الوالدين أدى إلى إصابة الطفل إصابات بليغة ومنها ما قد يصل إلى إعاقة دائمة وربما الموت، كان يمكن تلافيها أو الحد من خطورتها بشيء من الوعي والحذر للحفاظ على صحة وسلامة الأطفال. أظهرت دراسة متعلّقة بأخطار الحوادث المنزلية أن 33 في المائة منها يتعرّض لها الأطفال ما دون الخمس سنوات في المطبخ. وهذا الرقم ينبه إلى أنه إذا كان المطبخ المكان الأكثر مشاركة بين أفراد العائلة، فإنه أيضًا معقل الأخطار التي يتعرّض لها الأطفال؛ ففي اللحظة التي تغفل فيها الأم عن طفلها، وبمجرّد القيام بحركة غير مدروسة، يقع الحادث. وتؤكد الدراسة، المنشورة على مواقع إلكترونية، أن الحوادث المنزلية تكثر في أيام العطل الأسبوعية خلال الساعة التي تسبق تحضير الوجبات وخلال العطلة الصيفية وخلال العودة إلى المدرسة، إذ يكون الطفل نشطاً ومتعباً في الوقت نفسه، فلا يكترث كثيراً للأخطار المحتملة. مسؤولية الأهل تعرض ابن مريم سجواني للحوادث المنزلية بشكل متكرر، عن آخرها تقول، وهي تسترجع تلك الأيام العصيبة التي مرت بها “رغم حرصي الشديد على مراقبة طفلي محمد ذي الثلاث سنوات إلا أنه في لحظة غفلة سرعان ما أكتشف أنه تعرض لمكروه، ومن المواقف التي لا أنساها هو سقوطه من سلالم المنزل من الطابق الثاني إلى الأول”. تتنهد مستذكرة هذه اللحظة “لم أدرك ما كنت أفعله فقد ضربته ضربا مبرحا بدلاً من التأكد من سلامته أو تعرضه لكسر. لكن للتأكد من سلامته ذهبت به إلى العيادة الخاصة القريبة من البيت لإجراء أشعة للتأكد من عدم تعرضه لمكروه”. وتضيف “أطفالنا هم أغلى ما نملكه وصحتهم هي مسؤولية الأهل الأولى. ورغم حذري برفع وإزالة ما يشكل خطراً على صحتهم إلا أن الطفل في هذه المرحلة يحب الاستكشاف والفضول. لذا من الواجب على الأهل متابعة الأطفال في كل تنقلاتهم وحركاتهم داخل المنزل”. عن تجربتها، تقول سعاد حسين (موظفة) “كنت أسمع أحاديث كثير من الجارات عن تعرض أطفالهن للحوادث المنزلية كالسقوط وتناول مواد سامة أو العبث بالأسلاك الكهربائية وآلامهن على إهمالهن وعدم مراقبة أبنائهن. لكن ما حدث لي لم يكن مختلفا عما تعرض له أطفال الجيران”. وتضيف “بينما كنت أتسوق في الجمعية سمعت رنين الموبايل وصوت الخادمة التي تبكي بشدة وحرقة وتقول إن طفلتي حرقت يديها. الخوف على طفلتي جعلني لاشعوريا أصل إلى البيت خلال دقائق معدودة غير مبالية سوى بأن أطمئن على حالة فلذة كبدي التي تأكدت من خلال مشاهدتي ليديها أن الحروق هي من النوع الأشد خطورة”. تواصل بنبرة حزن “استمر علاج ابنتي للحروق أكثر من سنة والحمد لله تعافت الآن نوعا ما، قد ألوم نفسي على تلك الحادثة وقلبي يشتعل قهراً وندما بسبب إهمالي فلو جاءت معي لما حدث لها أي مكروه، لكن في النهاية لا أقول إلا قدر الله وما شاء فعل”. بكاء متواصل تقول أم سالم “كنت مع زوجي في الغرفة، وتركت طفلي سالم البالغ من العمر عامين، أمام التلفزيون لمشاهدة الرسوم المتحركة، ولم يخطر ببالي أنه سيمسك بطرف الطاولة لتسقط على رجله بقوة ويتهشم الزجاج إلى قطع تاركا جرحاً يسيل منه الدم بغزارة”. وتتابع “ما هي إلا دقائق حتى سمعت بكاء طفلي المتواصل من شدة الألم والدماء التي تنزف من قدمه”، مشيرة إلى أن جروحه تطلبت رحلة علاج استمرت نحو ثلاثة أشهر. وتنصح أم سالم الأمهات بعد هذه التجربة “بالحرص على مراقبة الأطفال، فهم في مرحلة لا يدركون فيها خطورة ما يقومون به، كما أن الإهمال من قبل الكثير من ربات البيوت قد ينتج عنه حالات وفيات بين الأطفال وهو ما لا تتمناه أي أم لأبنائها”. غالبا ما يكون الطفل هو الضحية فهو في هذه السن تواق لاكتشاف كل ما يحيط به من أشياء، وهي فرصة له ليفعل ما يبدو له ممتعاً ويحدث الضرر فيحرق يده أو يسكب ماء ساخنا على جسمه. في هذا السياق يقول عبيد حمدان (أب لثلاثة أبناء) “تزداد يوماً بعد يوم الحوادث المنزلية للأطفال، وقد تكون نتائجها كارثية في بعض الأحيان، وغالباً ما تصيب هذه الحوادث الأطفال الذين هم بين السنة الأولى والخامسة من العمر”. ويضيف “أغلب الحوادث التي تقع للطفل تكون في المطبخ حيث يكون الطفل هنا متواجدا مع والدته وفي لحظة غفلة يتعرض لمكروه ما”. ويذكر حمدان حادثا تعرض له ابنه موضحا “وجود الكثير من أسلاك الكهرباء دفعت بولدي إلى العبث بها بدون رقابة منا، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقد تعرض إلى الاختناق، واحمر وجه وتغيرت عيناه، ولم ننتبهه لهذا إلا بعد صراخ أخته التي تكبره بعدة سنوات، وعلى الفور أخذته مسرعا إلى العيادة الطبية لفحصه، والتأكد من سلامته”. ويضيف “إهمالنا لدقائق معدودة كادت تؤدي بحياة ابني”. عيادة الطوارئ من يزور قسم الطوارئ في أي مستشفى، يسمع بكاء الكثير من الأطفال ممن تعرضوا للسقوط والانزلاق وآخرين للاختناق وانغلاق الأبواب على أطرافهم. هذا هو الحال في معظم المستشفيات. إلى ذلك، يقول أخصائي الجراحة العامة خالد الأنصاري “كثيرا ما يتعرض الأطفال إلى الحوادث المنزلية التي لا تعد ولا تحصى، وقد نشاهد تلك الحالات من إصابات الأطفال بشكل يومي تقريبا، والمؤسف في الأمر أن أغلب تلك الحوادث تكون في المنزل أو في منازل أقربائهم. ومنها ما تكون بسيطة ومنها ما تكون بليغة كالتسمم أو الحروق أو الكسور، وفي جميع الحالات يوجد عامل مشترك وهو إهمال الأهل وفقدان الحذر”، مشيرا إلى أن الحروق تسجل أكبر نسبة من الحوادث. ويوضح الأنصاري “ترك الطفل لوحده وعدم الانتباه إليه يسببان تعرضه للحوادث، فالطفل يدفعه الفضول والاستكشاف إلى دخول المطبخ بدون أي مراقبة من الأهل وفي لحظة يقترب من موقد النار أو يفتح صنبور الماء الحار أو يعبث بأعواد الكبريت ويتعرض للأذى”. ويضيف “لابد أن تكون الأم في حالة يقظة وانتباه لتحركات الأطفال، ولابد في حالة حدوث أي إصابة أن تكون جميع الأمهات على قدر كاف من القدرة على التعامل مع تلك الحوادث المنزلية من حيث توفير حقيبة الإسعافات الأولية التي يجب أن تضم كل ما يتعلق بالحوادث البسيطة”. تدابير وقائية يؤكد الدكتور هادي حسين، أخصائي أطفال، أن المطبخ ليس وحده المكان الذي يكون فيه الطفل أكثر عرضة للحوادث الخطيرة”. ويوضح “بعض الأمهات يفضلن النوم بعد ذهاب أطفالهن إلى المدارس وفي بعض الأحيان يستيقظ الأطفال الصغار ويخرجون من غرف النوم، والأم مستغرقة في نوم عميق ولا تحس بخروجهم أو أنها لا تهتم، وهذا أيضا يتيح وقتاً كافيا للأطفال للعبث واللعب بالأشياء الخطرة التي تعرضهم للحوادث والإصابات التي قد يكون بعضها مميت”. وينصح حسين باتخاذ التدابير الوقائية التي تحفظ سلامة الأطفال من حيث التأكد من مقابس الكهرباء الموجودة في كل غرف المنزل والتأكد من إغلاق النوافذ بإحكام، وإبعاد الأدوات الحادة قدر الإمكان عن الأطفال. وبذلك يأمن الأهل شر الحوادث في لحظات غياب أطفالهم عن أنظارهم. نصائح لسلامة الأطفال ? عدم السماح للأطفال بالوقوف على الكراسي. ?عدم ترك الطفل الذي يعتمد على المشاية في الأشهر الأولى بمفرده دون مراقبة أو قريباً من الدرج وإن أمكن في بعض المنازل عمل باب عال على السلم أو أي حواجز واقية. ? لا تسمحي للأطفال الصغار بالنوم في الطابق العلوي من سرير ذي الطابقين. ? منع الأطفال من مطاردة بعضهم البعض بين قطع الأثاث في الغرف والممرات. ? عدم ترك مفاتيح الأبواب عليها والاحتفاظ بها في مكان واضح ومعروف. ? اختيار المكان المناسب والآمن للأسطوانة ويفضل أن يكون بعيداً عن مواقع الطبخ وجيد التهوية. ? التأكد من التمديدات وسلامتها وعدم تعرضها للحرارة والعوامل الجوية التي تتسبب في إتلافها واستبدال التالف منها فوراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©