الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيود جديدة على مرور اللاجئين السوريين

30 يونيو 2013 21:50
نيكولاس سيلي الأردن فيما يواصل عدد قتلى الحرب السورية الارتفاع ليصل إلى مئة ألف تقريباً، بعد شهور طويلة من الاقتتال، تتقلص فرص اللاجئين الذي يحاولون الخروج من سوريا بحثاً عن الأمن والاستقرار، فبلدان مثل تركيا والعراق وضعت سقفاً منذ مدة على عدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم. كما أن هناك إشارات متزايدة من الأردن، التي تضم أكثر من نصف مليون لاجئ، بأنها تذهب في الاتجاه نفسه. ولعل الدليل على تراجع خيارات اللاجئين السوريين هو ما لوحظ من انخفاض حاد في أعدادهم منذ 17 مايو الماضي، ولاسيما الأعداد الغفيرة التي كانت تتدفق يومياً على الأردن، فعلى رغم نفي الحكومة الأردنية أي علاقة لها بتراجع أعداد اللاجئين، إلا أنه سجل انخفاض كبير في أعدادهم، وهو ما ترجعه السلطات الأردنية إلى تصاعد أعمال العنف على الجانب السوري من الحدود. وهذا الأمر أوضحه رئيس الوزراء، عبدالله النسور، قائلاً: «لم نغير طريقة تعاملنا مع قضية اللاجئين السوريين، فهناك أوقات من الهدوء يتوقف فيها الناس تلقائياً عن المجيء، كما يعتمد الأمر على من يسيطر على الوضع في الجانب الآخر من الحدود، فإذا سيطرت القوات الحكومية على القرى والبلدات المجاورة لحدودنا نتوقع تدفقاً أقل للاجئين، ولذا لا يرتبط الأمر بالسياسات بقدر ما يرتبط بالوضع الميداني». والحقيقة أن القوات السورية النظامية شنت بالفعل حملة عسكرية تمتد إلى المناطق الجنوبية المتاخمة للأردن لاستعادة السيطرة على الطريق الرابط بين الأردن ودمشق. ولكن ما يلفت النظر أن انقطاع تدفق اللاجئين، أو على الأقل تراجع أعدادهم، امتد هذه المرة لأكثر من شهر فيما كان في أوقات سابقة لا يتعدى بضعة أيام، فقد شهدت الأردن خلال الأشهر الخمسة الأولى لعام 2013 تدفق ما لا يقل عن 1500 لاجئ سوري يومياً، ولكن منذ شهر مايو الماضي انكمش العدد إلى أقل من 500 شخص يومياً.وقد أكدت شهادات العديد من اللاجئين الذين تمكنوا من عبور الحدود أنهم أعيدوا على أعقابهم من قبل حرس الحدود الأردني وطُلب منهم القدوم في يوم آخر. وهذا ما قاله أحد اللاجئين يبلغ من العمر 27 عاماً في معسكر الزعتري بالأردن، حيث رُدت أختاه مع أطفالهما من بلدة «تل الشهاب» الحدودية عندما بلغتا الحدود وطلب منهما الرجوع في وقت لاحق. ويضيف الشاب الذي رفض ذكر اسمه أن «الموقع الحدودي كان يغص بالناس الذين يريدون الدخول إلى الأردن، وعلى رغم توسل أختي لحرس الحدود إلا أنه لم يسمح لهما بعبور الحدود، وطلب منهما العودة في اليوم التالي». وقد تكاثرت في الآونة الأخيرة شهادات عن بعض التجاوزات التي تتم على الحدود ومصاعب يتعرض لها اللاجئون السوريون، وحسب أحد الباحثين من منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تعد تقريراً حول الموضوع، فقد تواترت شهادات عن قيود بدأت تفرض على دخول اللاجئين. وفي هذا السياق يقول «بير بوكارت»، مدير الطوارئ في المنظمة إن السبب في جزء منه ربما يرجع إلى الجيش السوري الحر، ففي الوقت الذي لعب فيه هذا الجيش دوراً محورياً في تسهيل عملية تدفق اللاجئين ومساعدتهم على عبور الحدود إلى الأردن، بدأ اليوم وبتنسيق مع السلطات الأردنية وضع سقف على التدفق، ولاسيما في ظل التعاون بين الأردن والجيش لمده بالسلاح والتدريب. وعن هذا الأمر يقول «بوكارت» إن هناك «عدداً من العوامل تتضافر فيما بينها لتفسر لنا انخفاض تدفق اللاجئين عبر الحدود الأردنية مثل استمرار القتال ووصوله إلى المناطق الحدودية، وإغلاق السلطات الأردنية بعض المراكز الحدودية، بالإضافة إلى مراقبة الجيش السوري الحر للاجئين وتقييد حركتهم». وتعاني الأردن أصلاً أعباء ثقيلة بالنظر إلى أعداد اللاجئين المتدفقة على أراضيها، الأمر الذي يؤثر سلباً على الاقتصاد الأردني وقدرة المدارس على استيعاب القادمين الجدد، فضلاً عن مزاحمة الأردنيين على الوظائف القليلة أصلاً والضغط على الموارد المائية الشحيحة. هذا ويمثل عدد اللاجئين السوريين في الأردن حوالي 10 في المئة من إجمالي السكان، بل تصل النسبة إلى 50 في المئة ببعض المناطق الحدودية، ما يطرح عدداً من الإشكالات والمخاوف الأمنية، حيث تخشى السلطات الأردنية من تمدد الصراع في سوريا إلى داخل الحدود وانتقال الحرب إلى الأردن. وفي ظل الاستجابة المحدودة لدعوات تقديم المساعدات للاجئين وتمويل تواجدهم في الأردن لا تتوافر دول الاستقبال سواء الأردن، أو تركيا، أو لبنان، على حوافز قوية تدفعها للاستمرار في استقبال اللاجئين وفتح الحدود أمامهم، لتضيق بذلك الخيارات المطروحة أمام السوريين الفارين من جحيم الاقتتال والحرب الدامية التي كلفت حتى الآن عدداً كبيراً من القتلى. وما لم تتوصل الأطراف المتناحرة إلى حل سياسي يجنب البلد الانزلاق نحو مزيد من العنف والفوضى ستتواصل معاناة اللاجئين ومعها الأعباء التي تتحملها دول الاستقبال، ولاسيما الأردن الذي يضم العدد الأكبر من السوريين متجاوزاً عتبة نصف المليون. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©