السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إفطار الصائم.. أجر كبير ومغفرة للذنوب

29 يونيو 2015 21:20
أحمد محمد (القاهرة) من أعظم محاسن شريعة الإسلام ما امتازت به عن سائر الأديان من الرحمة والشفقة بالناس جميعاً، ورمضان شهر المسارعة إلى الخيرات والتنافس فيها، ومن هذه الخيرات إفطار الصائم، والتي لها دور رئيسي في زيادة روابط المودة والمحبة بين المسلمين. باب الهدية وإفطار الصائم في رمضان فيه أجر كبير، وهذا الثواب يحصل لكل من فطّر صائماً، ولا يشترط أن يكون الصائم فقيراً، لأن هذا ليس من باب الصدقة وإنما من باب الهدية، ولا يشترط في الهدية أن يكون المهدى إليه فقيراً، بل تصح للغني والفقير. وروى سلمان رضي الله عنه من خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل دخول رمضان قوله: «من فطّر فيه صائماً كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قلنا، يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال: «يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن، أو تمرة أو شربة من ماء، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة»، وقال: «من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء». قال شيخ الإسلام، والمراد بتفطيره أن يشبعه، وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات. إكثار الجود وإفطار الصائم من أنواع الجود، الذي هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة. قال النووي، وفي هذا الحديث فوائد، منها بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم، واستحباب إكثار الجود في رمضان، وزيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين، وعقب فراقهم، للتأثر بلقائهم، وإفطار الصائم في شهر رمضان وغيره نوع من أنواع الجود، والخير، والكرم. الإعانة على التقوى وقد قال بعض العلماء، لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إليَّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، وكان الكثيرون منهم يؤثرون بفطورهم وهم صائمون. وقد كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم، لا يأكل تلك الليلة، وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً. والصائم يدع طعامه وشرابه لله، فإذا أعان الصائمين على التقوي على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوة لله، وآثر بها أو واسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوَّام معه إذا أفطر، لأن الطعام يكون محبوباً له حينئذ فيواسي منه، حتى يكون ممن أطعم الطعام على حبه. وإطعام الطعام عبادة، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى المطعمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©