الإفطار على البيراميتشوالزبيب في روسيا

حسام محمد (القاهرة) يعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى ما قبل قرون عدة ، في وقت اعتنق الدين الإسلامي في منطقة حوض الفولغا رسمياً قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا واستمر في الانتشار. وفي العهد السوفييتي كان الترويج للدين محظوراً وتعرض العديد من الصروح الدينية، بما في ذلك المساجد إلى الغلق أو الهدم، وحتى عام 1991 لم يتجاوز عدد المساجد في إنحاء الاتحاد السوفييتي كافة 100 مسجد، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبدء النهضة الروحية في روسيا أصبح عدد المساجد في روسيا أكثر من 6 آلاف مسجد ويعيش اليوم في روسيا أكثر من 25 مليون مسلم وهو ما جعل الإسلام الديانة الثانية في البلاد. الود والرحمة يقول الشيخ صفا تاج الدين عضو مجلس المفتين في روسيا، إن المسلمين في روسيا ينتظرون شهر رمضان على أحر من الجمر كل عام، حيث يتيح لهم التواصل فيما بينهم ويجدد علاقات الود والرحمة ، مشيرا إلى حرصهم كل الحرص على أداء واجبهم الديني، إذ أن متعة الصيام والصلاة وسائر العبادات في هذا الشهر تيسر عليهم كل المشقات، في وقت يعتبرون رمضان شهر بهجة وعبادة وصلة رحم، وإظهاراً للهوية أيضاً. ويضيف:« قمنا منذ سنوات عدة بافتتاح خيمة رمضانية أصبحت عادة سنوية لنا وتدعمنا فيها الحكومة الروسية، ونقوم بفتحها منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وننظم فيها بصفة يومية إفطاراً رمضانياً لعدد يزيد على ستمئة شخص، ويمكن لأي شخص بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته الاستفادة بالمجان من خدمات هذه الخيمة، حيث يتذوق الصائمون مختلف الأطباق والمأكولات الشعبية الشهيرة التي تتميز بها الأقاليم الروسية التي تقطنها الأغلبية المسلمة وتستضيف الخيمة، التي يتولى تنظيمها مجلس المفتين في روسيا، أهالي موسكو لحضور ما تحتضنه من تظاهرات ثقافية وفنية، بما فيها وجبات الإفطار والبرامج الموسيقية حيث يشارك في برنامج الخيمة 15 إقليماً روسياً، من بينها جمهوريتا تتارستان وداغستان وغيرها من الأقاليم». وتفتح أبواب الخيمة التي يساهم في تنظيمها أيضاً رجال الدين ورؤساء الطوائف الدينية الأخرى والسلطات المحلية في موسكو، كل يوم وطيلة الشهر الكريم أمام جميع الراغبين بغض النظر عن دياناتهم وقد ساهمت تلك الخيمة في ترسيخ هويتنا الدينية. عادات مختلفة وعن عادات المسلمين في بيوتهم خلال رمضان يقول عضو مجلس المفتين في روسيا: نظراً لاختلاف قوميات المسلمين، فإن هناك عادات مختلفة في طرق إعداد موائد الإفطار، ولكن من أهم العادات التي تجدها في كل منزل مسلم روسي أثناء الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن، ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن، ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثراً طيباً في المدعوين كما يفضل بعض المسلمين الروس تناول «الخراف» في الإفطار في رمضان ويكرمون ضيوفهم بتقديم آذان الخراف المشوية، كما يحرصون على التجمع بأعداد كبيرة في المنازل لتناول الإفطار. قراءة القرآن وفي بعض العائلات الروسية البسيطة، يتم إعداد الطبق الرئيسي للإفطار وهو البيراميتش، عجين محشوّ باللحم ومقليّ، وكذلك طبق الزبيب، حيث نفضل تناوله في البداية في حين ينشغل الأب والأبناء الذكور في قراءة القرآن، وتعلم الأحكام الفقهية، ويمتلئ جو الأسرة بالبهجة والسعادة، ويشعرون بأن رمضان له نكهة جديدة غير باقي الشهور. وفي القرى يتجمع المسلمون في المسجد، حيث يبدأون إفطارهم ثم يصلون المغرب وبعد الصلاة يتوجَّه الجميع إلى منزل أحد الأثرياء الذي يجهِّز مأدبة الإفطار الجماعي وهو تقليد درج عليه المقتدرون من أهالي القرية، ويكون الإفطار على طاولتين، واحدة للنساء، وأخرى للرجال.