شركات الموبايل تهاجر إلى وادي السيليكون

أضحت منطقة ''وادي السيليكون'' مسقط رأس صناعة أشباه الموصلات والتي أسست فيها لاحقاً كبريات شركات الإنترنت مثل جوجل وياهو وإي باي تشهد موجة جديدة من النمو تتمثل في اختراع وإبداع المزيد من النواحي المتعلقة بالاتصالات الهاتفية· وفيما يبدو فإن شركات الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم بدأت تتطلع للاستفادة من الخبرات التي تسلحت بها شركات الكمبيوتر وشبكات الإنترنت في الوقت الذي أصبحت فيه الهواتف الذكية أشبه بالكمبيوترات المتنقلة وتحولت فيه الهواتف الى اتصالات بروتوكول الإنترنت· وحسبما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً فإن نوكيا الشركة المصنعة للأطقم اليدوية الأكبر من نوعها في العالم عمدت مؤخراً الى تعيين أول مدير لقطاع التكنولوجيا غير فنلندي يدعى بوب لانوشي، كما ذكرت بأنه سوف يتخذ من وادي السيليكون مقراً له وبشكل يسلط المزيد من الضوء على أهمية وادي السيليكون كمحور للتكنولوجيا الخاصة بالمجموعة المتخصصة في مجال الاتصالات الهاتفية· والآن فإن هذا المواطن الأميركي أصبح يرأس مركز نوكيا للبحوث الذي تم افتتاحه في العام الماضي في مدينة بالو آلتو في وادي السيليكون· وكانت ثالث عملية للاستحواذ لشركة نوكيا خلال فترة السنوات العشر الماضية قد جرى تنفيذها في وادي السيليكون وتركزت على الشبكات ومجال الكمبيوتر· وابتداء من صفقة شراء ايسيلون للشبكات التي تم شراؤها في عام 1997 وحتى صفقة شراء شركة افينيو المصنعة لأجهزة الدخول الى برامج المعلومات من على بُعد (بالريموت كونترول) فقد أنفقت شركة نوكيا ما يزيد على 1,5 مليار دولار في شراء عشـــــر شركات، وصرحت شركة نوكيا لصحيفة ''فاينانشيال تايمز'' قائلة ''مع اقتران هاتف الموبايـــل بالإنـــــترنت فقد جعل ذلك منطقة وادي السيليكون تتميز بالمزيد من الاهتمام بالنسبة لنا· ونعتقد أن الأمر يمثل فرصة جيدة لكي يتخذ بوب لانوشي من المنطقة مقراً رئيسياً له بحيث يصبح امتداداً طبيعياً لما ظللنا نفعله في وادي السيليكون''· ومن جهة أخرى فإن شــــــركة ايريكسون المنافسة لشركة نوكيا والتي أنفقت مبلغ 1,9 مليار دولار في ديسمبر من العام الماضي مقابل شراء شركة ريد باك للشبكات وشركة آي بي التابعة لها والمتخصصة في تكنولوجيا المرور في وادي السيليكون، قد أعربت عن مخاوفها من إقدام شركة نوكيا لتوظيف مدير قطاع التكنولوجيا ونقله من فنلندا الى منطقة وادي السيليكون· إذ يقول آرون بيكشيزفيران المدير التنفيذي لشركة ايريكسون في أميركا الشمالية ''لقد جاءت نوكيا بكل ثقلها الى هنا لأنها أدركت أن لديها اثنين من المنافسين الأقوياء اللذين تضامنا مع شركتي آبل وجوجل في وادي السيليكون في مسعى للحفاظ على عملياتها التجارية''· ويذكر أن العقد الماضي قد شهد أيضاً سلسلة من الصفقات في الاتجاه المعاكس وبشكل يعكس أيضاً مدى الاهتمام المتزايد الذي توليه شركات الكمبيوتر لقطاع الاتصالات الهاتفية· وكانت شركة آبل قد أحدثت هزة في الصناعة عندما أطلقت جهاز آي فون في عام 2007 بينما سجلت شركة جوجل اختراقاً مماثلاً في شهر نوفمبر عندما أعلنت عن إطلاق مبادرة ''الأجهزة اليدوية المفتوحة'' والخاصة بالمعايير المفتوحة لهواتف الموبايل· وهناك مبادرة أخرى خاصة بمجال الاتصالات الهاتفية أطلقتها مؤخراً شركة ريبيت في شهر ديسمبر المنصرم بعد أن ادعت بأنها سوف تصبح ''أول شركة لهاتف الموبايل في وادي السيليكون'' وبررت هذه الخطوة مشيرة الى ما يمكن أن يقدمه وادي السيليكون في مجال المعالجات والموديلات الجديدة للأجهزة الخاصة بالاتصالات الهاتفية·