السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد هزيمة «داعش».. القوات الأميركية باقية

23 أكتوبر 2017 01:42
لقد خسر تنظيم «داعش» كل الأسس الواهية التي قامت عليها «خلافته» المزعومة في العراق وسوريا. إلا أن ذلك لا يعني أيضاً أن الولايات المتحدة ستسارع إلى سحب الآلاف من جنودها الذين تم إرسالهم إلى هناك لمحاربة الإرهابيين. ورغم دحر «داعش» في معقله الرئيس بمدينة الرقّة السورية، وطرد ما تبقى من فلوله من كل مناطق العراق تقريباً، فقد أصبح القادة العسكريون الأميركيون قلقين من احتمال تكرار ما حدث بعد سحب القوات الأميركية من العراق في عام 2011، وهو الانسحاب الذي أدى إلى انهيار كامل في صفوف الجيش العراقي المدرب حديثاً، ليتحول بعد ذلك بثلاث سنوات إلى مجموعة من الميليشيات القليلة يضم كل منها بضع مئات من المقاتلين. وهذا ما دفع «البنتاجون» لاتخاذ قرار يقضي بالاحتفاظ بجنودها في العراق من أجل تدريب ودعم القوات العراقية حتى تتمكن من مواجهة كل الأخطار المحتملة. وقد قدّم القتال ضد «داعش» منذ صيف عام 2014 الحجة لـ«البنتاجون» لإرسال قواتها إلى المنطقة. وقامت بنشر 5000 جندي في العراق ونحو 500 من القوات الخاصة في سوريا. أما الآن، وبعد تراجع الخطر الإرهابي بشكل كبير، فلم تسجل الإدارة الأميركية أي نجاح يُذكر في المجال الدبلوماسي ولا في وضع خطة استراتيجية لإدارة تدخلها العسكري في العراق وسوريا بعد هزيمة «داعش».وفي سوريا، أصبح سقوط «داعش» يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل التدخل العسكري الأميركي، بما في ذلك التساؤل عما إذا كانت الميليشيات التابعة لإيران هي التي ستملأ الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأميركية من هناك. وقال مسؤولون في «البنتاجون»، إنه رغم النجاح الذي حققته القوات الحليفة ضد الجماعات الإرهابية، ما زالت هناك بعض الفلول من الإرهابيين يقدر عددهم بنحو 6500 مقاتل من تنظيم «داعش» يتوزعون بين شرق سوريا والمنطقة الحدودية مع العراق. وتحاول القيادة العسكرية الأميركية مساعدة شركائها المحليين في العراق وسوريا للتصدي لأي تحركات جديدة لمقاتلي «داعش». وقال مسؤولون، إن القوات الأميركية بدأت تركّز على مهاجمة مقاتلي «داعش» في المناطق الممتدة إلى الشرق من مدينة الرقّة والقريبة من الحدود العراقية، حيث يسود الاعتقاد بأن قيادات التنظيم الإرهابي مختبئون هناك. وقال ضابط لم يصرّح باسمه في حديث مع مجلة «فورين بوليسي»: «نحن نخطط للمرحلة المقبلة في وادي الفرات الأوسط، ولكننا لا نعرف متى تنتهي تلك العمليات». وقد يحمل التدخل العسكري الموسع هناك في طياته مخاطر كبيرة. بسبب الوجود العسكري الإيراني والروسي، إلى جانب القوات التابعة لنظام الأسد والمليشيات المؤيدة له، خاصة «حزب الله». لذلك فالمنطقة الممتدة من الرقة وحتى الحدود العراقية أصبحت مرشحة لأن تصبح «أرضاً لا يمتلكها أحد». وتم تسجيل تأخر في تنفيذ خطة إعادة البناء الأميركية للمناطق التي سيطرت عليها القوات الموالية لها بسبب نقص التمويل اللازم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ويطالب العديد من المانحين بضمانات بأن الولايات المتحدة ستبقى على الأرض السورية، وبأنهم لا يريدون العمل من خلال التنسيق مع نظام دمشق في تقديم المساعدات الإنسانية. وفي العراق، يريد القادة العسكريون الأميركيون متابعة مهمة تدريب القوات العراقية. وقال الميجور جنرال روبرت وايت، قائد القوات البرية الأميركية في العراق وسوريا، خلال مؤتمر صحفي عقده في «البنتاجون» بداية الشهر الجاري، إن الولايات المتحدة وضعت خطة ستقدم من خلالها خدماتها المتواصلة لتدريب وتوجيه قوات الأمن التابعة للحكومة العراقية، وتعزيز قدراتها وإمكاناتها الميدانية في المناطق التي تحتاج لخدماتها. ورغم النجاحات العسكرية التي تحققت في العديد من ميادين القتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا، إلا أن المسؤولين العسكريين ليست لديهم فكرة عما يمكن أن يحدث من مستجدات هناك. وقال أحد الضباط في وصفه للوضع هناك: «لم تكن الحرب التي خضناها هناك تمثل معركة تقليدية، وهي لا تشبه ما كنا نفعله بكل دقة في أي منطقة عمليات، ونحن لا نرى خطاً واضحاً نهتدي به». *محللان سياسيان أميركيانينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©