عصام أبو القاسم (الشارقة)
في إطار فعاليات رمضان الشارقة الذي تتشارك في تفعليه مجموعة من الدوائر الحكومية إلى جانب دائرة الثقافة والإعلام، شهد جمهور المهرجان مساء أمس الأول لقاء كوميدياً تحت عنوان «مزحة وضحكة» نظمته إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام واستضافت من خلاله تجربة الممثل الإماراتي الشاب عبدالله راشد «بوهاجوس» الذي نشط في الآونة الأخيرة في تقديم الوصلات الفكاهية على طريقة «ستاند أب كوميدي» أو «الون مان شو»، وقدم الأمسية التي حضرها أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح وعدد من الفعاليات الثقافية والفنية، الممثل المسرحي عبدالله حيدر، وهو قال إن تجربة بوهاجوس تشق طريقها بخطوات واثقة في المشهد الفني المحلي وتجد استجابة واسعة، خاصة وسط الشباب.
وبدأ بوهاجوس بعدد من المواقف السردية الفكهة متناولاً بعض الظواهر الشبابية السلبية في الشهر الفضيل؛ وفي هذا الباب رسم بالكلام صوراً ضاحكة للفتيات المفرطات في استخدام المكياج قبل حلول الشهر وكيف يظهرن بائسات حين يضطررن إلى مفارقة علبة الألوان الصغيرة خلال فترة الصوم، ومن ثم انتقل بطرائفه إلى الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم في شهر رمضان، إما نائمين أو ساخطين من دون التزام بالفروض كالصلاة والقيام وغير ذلك مما تستلزمه العبادة الحقة، ولم ينس الممثل الشاب أن يستعيد بعض المفارقات الاجتماعية التي ينفرد فيها الناس على أساس اللون.
بدأ بوهاجوس تجربته مع هذا النمط الأدائي حديثاً، ولكنه سرعان ما اكتشف أن الساحة بحاجة إليه، فراح يقدم وصلاته في مناسبات شتى في إمارات الدولة كافة، ولكن بشكل خاص على التلفزيون، حيث قدم عدداً من البرامج في فضائيات هنا وهناك، وهو سيظهر في فترة ما بعد العيد في برنامج تلفزيوني خاص، على ما قال، وسيحشد عبره المزيد مما خبره في المجال.
وقال بوهاجوس للحضور إن هذا الفن شاع في أميركا وأوروبا لوقت ليس بالقصير، ولكن حضوره أقلّ في البلاد العربية، خصوصاً في الإمارات، مشيراً إلى أنه تعرف مؤخراً إلى عدد من الشباب والشابات في الدولة ينشطون في هذا الجانب، مبيناً أن تاريخ هذا الفن ارتبط بالنوادي الغربية وذاع أكثر لدى فئات الشباب، ولكنه تميز هناك بمضامينه الحادة التي لا تتقبلها تقاليدنا وأعرافنا، ومن هنا هو يحاول أن يقدم نسخة تلائم مجتمعه، ولكن من دون أن يفقد فنه من خصائص تأثيره.
وفي رده على سؤال حول أهداف الـ «ستاند أب كوميدي» أجاب قائلاً: «مثله مثل أي شكل فني يسعى فنان «ستاند أب كوميدي» لنقد الظواهر الاجتماعية السلبية في قالب طريف وفكه، واستعرض في هذا الجانب جملة من الأمثلة المستقاة من نبض الحياة اليومي التي يمكن العمل عليها».
واكتشف بوهاجوس خبرته من سنوات قليلة حين كان منخرطاً في سلسلة من البرامج التدريبية التي تنشطها إدارة المسرح بالشارقة، حيث أمكن له أن يقدم مع رفاقه العديد من العروض الحية في الشوارع ومراكز التسوق بالشارقة ومدنه في إطار ما يعرف بـ«مسرح الشارع»، وقال إن تلك التجربة أثرت مهاراته وبات حساساً في التقاط توجهات ورغبات الجمهور التي بات يبني ارتجالاته الطريفة عليها أخيراً، وأضاف: «مكنتني تجربة مسرح الشارع من الاختلاط بالناس وزادت شجاعتي الأدبية وعرفت أن بمقدوري تقديم العروض أمام الناس من دون أن يصيبني الخجل الذي أعتبره العائق الوحيد أمام فنان الستاند كوميدي».
وفي إجابته عن سؤال حول عدم اعتماده على التشخيص في أداء اختياراته من الطرائف، قال إن هناك العديد من الأشكال التي يمكن اعتمادها لتأدية هذا الشكل الفني، ومنها السرد المباشر، وهناك السرد المصحوب بالعرض أو التشخيص، ويمكن للمؤدي أن يعتمد ما يرى أنه يناسب المقام الذي يجد نفسه به.
كذلك أجاب الممثل الشاب عن أسئلة أخرى تتصل بتاريخ الفن الذي يقدمه وبطموحاته في المجال وعروضه المستقبلية، منهياً اللقاء بشكر جميع من وقفوا إلى جانبه في مسيرته الواعدة.
عدد اليوم
