الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«البيئة» تنتهي من إنشاء 22 محطة لتحلية المياه الجوفية بالطاقة الشمسية

«البيئة» تنتهي من إنشاء 22 محطة لتحلية المياه الجوفية بالطاقة الشمسية
19 يناير 2012
(أبوظبي) - انتهت هيئة البيئة بأبوظبي من إنشاء 22 محطة لتحلية المياه الجوفية عالية الملوحة باستخدام الطاقة الشمسية، ضمن خطة متكاملة تشمل إقامة 30 محطة تتوزع في 30 موقعاً بالإمارة، فيما يتوقع الانتهاء من إنشاء المحطات الثماني المتبقية في مارس أو ابريل من العام الحالي. وجاء هذا الإعلان خلال لقاء إعلامي عقد في جناح الهيئة بمعرض قمة العالم لطاقة المستقبل 2012”، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويهدف المشروع إلى إنتاج مياه محلاة من المياه الجوفية المالحة، ويتم استخدام تقنية تجميع الطاقة الشمسية لتشغيل وحدات تحلية تعتمد على تقنية الأغشية بالتناضح العكسي باستخدام أغشية متطورة، حيث تعمل هذه المحطات على تحلية المياه الجوفية عالية الملوحة وتتميز بكونها خالية من الكربون. ولا تزال الهيئة تدرس هذه التقنية الجديدة لتحسين كفاءتها بهدف تقليل التكلفة والآثار البيئية، وذلك من خلال المشروع التجريبي الذي تم البدء بأول محطة منه في منطقة أم الزمول، وبناء على نتائج هذا المشروع التجريبي والتوصيات التي ستخرج عنه، ستقوم الهيئة بتطوير هذه المحطات لتقليل تكلفة تشغليها في المستقبل وزيادة كفاءتها في الوقت نفسه. وأكدت سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام للهيئة أن إنشاء هذه المحطات التي تعمل بالطاقة الشمسية جاء في إطار توجه الهيئة لتبني استخدام مصادر الطاقة المتجددة في التحلية وإنتاج المياه، والذي يعتبر واحداً من الأهداف الاستراتيجية للهيئة وجزءاً أساسياً من مستقبل صناعة التحلية في المنطقة، لتقليل التكلفة والآثار البيئية وزيادة الكفاءة وزيادة استخدام المخزون الجوفي عالي الملوحة. وتأتي أهمية هذا المشروع بالنسبة لإمارة أبوظبي والمنطقة بشكل عام نظراً لنقص المخزون الجوفي العذب ومحدودية تجدد الخزانات الجوفية وزيادة الضغط عليها، الأمر الذي يستدعي تبني استخدام التقنيات الحديثة والصديقة للبيئة لاستخدام المياه الجوفية المالحة وعالية الملوحة. وأشارت المبارك إلى أن المشروع يهدف لإيجاد المصادر المائية اللازمة لتنمية المراعي الطبيعية وتوفير مصادر الغذاء للمناطق التي تتواجد بها الحيوانات البرية، نظراً لارتفاع درجة ملوحة المياه الجوفية بهذه المناطق وعدم القدرة على استخدامها مباشرة للوفاء بهذا الغرض. وأضافت: “في ظل عدم وجود مصادر للطاقة التقليدية بهذه المواقع، فقد تمت دراسة إمكانية استخدام الطاقة الشمسية بهدف تقليل الأثر البيئي وتقليل تكلفة التشغيل والصيانة”. تشغيل تدريجي من جهته قال ثابت زهران آل عبد السلام مدير قطاع التنوع البيولوجي بهيئة البيئة في تصريحات للصحفيين خلال القمة، إن المحطات تتوزع في 30 موقعاً مختلفاً في المنطقتين الشرقية والغربية. وأشار الى أنه يتم البدء بتشغيل محطة تلو الأخرى بشكل تدريجي، مبيناً بأنه من المتوقع الانتهاء من إنشاء المحطات الثماني المتبقية في مارس أو ابريل المقبل. وقال إنه يتم العمل باستمرار على تطوير التقنيات المستخدمة في المحطات، وعلى سبيل المثال فإنه من المقرر الاستفادة من «مصدر» من ناحية إقامة الألواح الشمسية على قواعد متحركة، حيث تتحرك مع تغير اتجاه اشعة الشمس ما يمكن الاستفادة منها بشكل أكبر. وتعكف الهيئة في الوقت الحالي على التعاون مع معهد مصدر لدراسة وتطوير ورفع كفاءة هذه المحطات وتطوير نظم الأغشية واستهلاك الطاقة في عملية التحلية لتقليل التكلفة، من خلال إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لذلك للاستفادة مستقبلاً من هذه التقنية. ومن ناحية أخرى، بين عبدالسلام أن جميع المحطات الميدانية التابعة لهيئة البيئة تستخدم الطاقة الشمسية اذ يوجد 7 محطات حالية. وفيما يتعلق بتفاصيل عمل المشروع، فهو يركز على استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل محطات تحلية بالأغشية لإنتاج المياه ذات الجودة العالية اللازمة والمناسبة لشرب الحيوانات البرية والري لإعادة تأهيل النباتات البرية، ويتم استخدام تقنية الخلايا الشمسية لتوليد طاقة كهربية يتم استخدامها لتشغيل مضخات لضخ المياه الجوفية من الآبار الجوفية ومن ثم إلى وحدات تحلية تعتمد على تقنية الأغشية بالتناضح العكسي باستخدام أغشية متطورة، حيث تعمل هذه المحطات على تحلية المياه الجوفية عالية الملوحة والتي تتراوح ملوحتها من 15,000 إلى 40,000 جزء بالمليون. مميزات المحطات ومن مميزات هذه المحطات أنه تم تصميمها بالكامل بكفاءة عالية، بحيث يتم التشغيل أتوماتيكياً دون الحاجة إلى عمالة للتشغيل، ويمكن التحكم بها بحيث تعمل مع سطوع الشمس وتتوقف عند الغروب دون الحاجة إلى تخزين للطاقة إلا في إطار محدود للإضاءة أو تشغيل أجهزة التكييف وهو ما يقلل التكلفة بشكل كبير. وتنتج كل محطة نحو 1100 جالون من المياه العذبة في الساعة، أي ما يقارب 6,600 جالون في المتوسط يومياً وتعمل لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يومياً، وتستخدم مياهها في عمل بحيرات صناعية وقنوات مائية تستخدم كمشارب للحيوانات البرية، كما يستخدم جزء من مياهها لري المسطحات وإعادة تأهيل النباتات البرية الطبيعية الموجودة بهذه المناطق وبالتالي إكثار الحيوانات البرية في المناطق النائية والبعيدة. ومن خلال مشاركتها بمعرض قمة العالم لطاقة المستقبل 2012 استعرضـت الهيئة جهودها في مجال استخــدام الطاقة المتجددة والنظيفة، كما عرضت الهيئة في جناحها نموذجاً توضيحياً لإحدى محطات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية التي طورتها الهيئة وتتميز بكونها خالية من الكربون. وبجانب المعلومات القيمة التي يوفرها المشروع حول جدوى استخدام الطاقة المتجددة لتوفير أبوظبي لاحتياجاتها من المياه في المستقبل، فهو أيضاً يدعم أحد أهم البرامج الإقليمية للمحافظة على الحياة البرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©