الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الفيفا" يواجه الفساد بتعديلات وهمية !

"الفيفا" يواجه الفساد بتعديلات وهمية !
7 سبتمبر 2018 00:13

مراد المصري (دبي)

أثارت النسخة المنقحة من نظام السلوك الأخلاقي التي أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» التساؤلات حول جدية السويسري جياني إنفانتينو في محاربة الفساد، الذي ضرب أركان المنظمة الأكبر على الصعيد الكروي، ويبدو إنه يسير على نهج من سبقوه مستغلا سمعته الطيبة، ودعم اللاعبين السابقين الذين ضمهم لفريق خبراء مهمته حضور المباريات وقضاء الأوقات الممتعة. ويبدو أن إنفانتينو يعتقد أن «الفيفا» نجحت في القضاء على الفساد من خلال تغيير المسميات فقط، وإغلاق الباب على سلسلة طويلة من فضائح سوء السلوك المالي، التي لاحقت أعضاء مكتبه التنفيذي، وتسببت بإحالة أغلبهم للسلطات القضائية، وعلى رأسهم السويسري جوزيف بلاتر صاحب مقعد الرئاسة السابق للمنظمة الكروية.
الحل المثير الذي لجأ إليه الفيفا بالقضاء على المعضلة التي أثارت القلق لدى محبي اللعبة، وجعلت وسائل الإعلام تتحول لمتابعة أخباره في قاعات المحاكم بدلا من الملاعب كان ببساطة كبسة زر، عبر تغيير المسمى للفساد من خلال إزالته !.
وأرسل «الفيفا» في 27 من الشهر الماضي إلى الاتحادات المنضوية تحت لواء عضويته نسخة منقحة من نظام السلوك الأخلاقي لديه، والذي تمت كتابة أولى نسخه في 2004، ثم أصدر بيانا توضيحيا للإعلام بعد تساؤلات عن التغييرات التي تم اعتمادها في نسخة العام الحالي.
أبرز التغييرات كانت ببساطة إلغاء كلمة فساد من لائحة المخالفات التي يتم معاقبة المتورط بارتكابها في كرة القدم، الفيفا في توضيحه يشير إلى أن الأمر يتعلق بتعديل لغوي بسيط دون إزالة السلوكيات المترتبة على الكلمة وعقوباتها. تعديل آخر أثار الانتباه هو وضع رقم 10 سنوات كحد زمني أعلى يمكن العودة فيه للنظر في المخالفات المرتبكة والذي يشمل التلاعب بالمباريات أيضا- وأي مخالفة حدثت قبل أكثر من عشر سنوات لا يمكن النظر بها بعكس ما كان في النسخة السابقة لوثيقة فيفا لعام 2011 إلى جانب وضع بند جديد يمكن فيه «التصالح» بين فيفا وأي شخص يرتكب لمخالفة سلوكية (لا يشمل التلاعب بالمباريات أو تلقي الرشاوي) في حال التوصل لالتماس مقبول بين المتهم ولجنة الأخلاق في فيفا.
نقطة أخرى مثيرة للانتباه هي إضافة بند جديد يتعلق بتوجيه اتهامات لأعضاء الفيفا أو أركان اللعبة بطريقة «تشهيرية» من دون توضيح طبيعتها أو تقديم أي أمثلة على طبيعة هذه المخالفة ما يجعلها مبهمة وخاضعة لتفسيرات شخصية، وتم وضع عقوبة الإيقاف لسنتين بشكل مبدئي وزيادتها لاحقا لفترة أطول بحق من يوجه الاتهام العلني، وليس بحق الشخص الذي يتم اتهامه وهو ما سيجعل أي شخص في منظمة اللعبة ككل، وهم: لاعب مدرب إداري - عضو اتحاد أو جمعية عمومية، يفكر طويلا قبل الإشارة إلى أي مخالفات أو فساد يعتقد أنه يحدث في كرة القدم.
بالمختصر المفيد تحول الفيفا إلى ديكتاتورية مظلمة أكثر من السابق، لكن مع مواصلة الرئيس رحلاته حول العالم وقيامه بالابتسام أمام كاميرات التلفاز، وتجنب الإجابة عن أسئلة حول الوفيات اليومية للعمل في قطر للتحضير لكأس العالم 2022، فإنه نجح بتأكيد موقعه كقائد للتغيير ومحاربة الفساد رغم عدم صدور أي نتائج أو تغييرات ملموسة على أرض الواقع، لتكون لعبة كرة القدم هي الخاسر الأكبر في نهاية المطاف والجماهير التي ما زالت تظن إنها لعبة جميلة وليست ضحية مصالح أصحاب النفوذ وراء المكاتب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©