حسام عبدالنبي (دبي)
يواصل إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت نموه في دولة الإمارات، في وقت تشير التوقعات إلى أنه سيبلغ 33 مليار درهم بحلول العام 2018، حسب التقرير العالمي السنوي الثالث الخاص بالتجارة عبر الحدود الذي أصدرته أمس، شركتا «باي بال» و«إبسوس».
وكشف التقرير عن قيام 68% من الأشخاص البالغين في الإمارات بالتسوق عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ12 الماضية، مقارنة بـ63% في العام 2015.
وأرجعت التوقعات أن يواصل الإنفاق عبر الإنترنت النمو في الإمارات، لكن نسبة 48% من الأشخاص البالغين الذين أشاروا إلى أنهم يعتزمون زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت في الأشهر الـ 12 المقبلة، مؤكدين أن الأسباب الرئيسية لذلك تتوزع بين سهولة التسوق عبر الإنترنت (67% من الأشخاص الذين يتوقعون زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت)، والتخطيط لتوفير المزيد من المال (35%)، والتغيير في مستويات دخلهم المتاح للإنفاق (29%).
ووفقاً للتقرير الذي يرصد عادات التسوق الإلكتروني على صعيد التسوق المحلي والتسوق عبر الحدود لأكثر من 28 ألف مستهلك في 32 دولة مختلفة، وذلك بهدف تسليط الضوء على الفرص المتاحة للمستهلكين في ظل الطفرة التجارية التي يشهدها العالم حالياً، فإن نسبة 46% من المتسوقين عبر الإنترنت في الإمارات قامت بالتسوق من مواقع إلكترونية خارج الدولة خلال الـ 12 شهراً الماضية، مرجعاً الأسباب الرئيسية التي تدفع المتسوقين في الإمارات للشراء من مواقع الإنترنت خارج بلدانهم، إلى أنها طريقة آمنة للشراء (وفق اختيار 47% من المتسوقين في الإمارات عبر الإنترنت)، إضافة إلى الشحن المجاني للسلع (44%)، وإثبات أصالة المنتج (43%).
وجاء التقرير بناء على نتائج استبانة تم إجراؤه في دولة الإمارات في الفترة بين 14 سبتمبر ولغاية 4 أكتوبر، وشمل عينة مكونة من 804 أشخاص، أما التقرير العالمي فقد شمل 17519 شخصاً ممن يملكون أو يستخدمون الأجهزة المتصلة بالإنترنت في 32 دولة مختلفة.
وذكر التقرير الخاص بمنطقة الشرق الأوسط، إن مع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة في الإمارات، تزداد أعداد المتسوقين عبر الإنترنت ممن يفضلون الشراء باستخدام هواتفهم المحمولة، ليؤدي ذلك إلى نمو في الإنفاق عبر الهواتف المحمولة تقدر نسبته بـ29% بين عامي 2015 و2016 ليبلغ نحو 10 مليارات درهم، مع توقعات لهذا الزخم أن يتواصل خلال العام 2017 ليحرز نمواً إضافياً تبلغ نسبته 27%.
وبين التقرير أن المتسوقين في الإمارات ممن أجروا تعاملات تجارية عبر الحدود من خلال الإنترنت في الأشهر الـ12 الماضية أفادوا أن نحو 40% من تعاملاتهم كانت عبر الأجهزة المحمولة، سواء من خلال الهواتف الذكية أو عبر الأجهزة اللوحية، منوهاً أنه عند سؤالهم عن الأجهزة المستخدمة خلال الأشهر الـ12 الماضية، أشار 76% من الذين يقومون بالتسوق عبر الحدود عبر الإنترنت إلى استخدامهم الهواتف الذكية، بينما استخدم 35% منهم الأجهزة اللوحية، وأوضح 18% منهم أنهم استخدموا أجهزة التحكم/التلفزيون الذكية، ما يعكس عادات الإنفاق السائدة عموماً عبر الإنترنت.
وأشار تقرير «باي بال» إلى أن السفر والتنقل شكلا الفئة الأكثر رواجاً للمشتريات عبر الحدود في الإمارات خلال الأشهر الـ 12 المنصرمة (بنسبة 47% من المتسوقين عبر الحدود)، بينما قالت نسبة (33%) من هؤلاء المتسوقين إنهم اشتروا التذاكر الخاصة بالفعاليات مثل تذاكر السينما وحضور الحفلات الموسيقية من مواقع إلكترونية في بلدان أخرى، في حين اشترى 40% منهم الملابس والأحذية والإكسسوارات من المواقع الإلكترونية الأجنبية.
وفيما يتعلق بمكان الشراء، أعربت نسبة 44% من المشاركين عن ثقتهم بالمتاجر الإلكترونية في البلدان الأخرى بنفس المستوى الذي يثقون فيه بالمتاجر في البلدان التي يعيشون فيها.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة شكلت وجهة التسوق الإلكتروني عبر الحدود الأكثر رواجاً (16% من المتسوقين في الإمارات عبر الإنترنت أكدوا شراءهم من مواقع إلكترونية أميركية خلال الأشهر الـ 12 الماضية)، إلى جانب إنفاق المتسوقين من سكان الإمارات مبلغاً يقدر بنحو 2,4 مليار درهم على المشتريات من المواقع الإلكترونية الأميركية خلال الأشهر الـ 12 المنصرمة، وتلتها الهند (تسوق 13% من المستهلكين عبر الإنترنت من الهند) والصين (10%).
وأظهر التقرير أن المتسوقين الحاليين في الإمارات ممن يتسوقون عبر الحدود قالوا إن السبب الأول للتسوق عبر المواقع الإلكترونية في أميركا يعود إلى حصول المتسوقين على أسعار أفضل في تعاملاتهم التجارية (نسبة 61%) وكذلك من يتسوقون من مواقع في الهند (72%) والصين (77%)، بينما تعود الأسباب الرئيسية الأخرى إلى سهولة الوصول إلى سلع غير متوفرة في دول المتسوقين، إلى جانب المدى الكبير للتنوع/التوافر في المنتجات/التصاميم (وقع الاختيار على كل من السببين من قبل 62% من المتسوقين في الإمارات) بالنسبة لعمليات الشراء من المواقع في الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، أشار 62% من المستهلكين في الإمارات المشاركين في الدراسة والذين يتسوقون عبر الحدود من خلال المواقع الإلكترونية إلى قدرتهم على اكتشاف منتجات جديدة ومثيرة للاهتمام في المواقع الصينية، مما يشكل سبباً أساسياً لتسوقهم منها. بينما فضّل 59% من المتسوقين في الإمارات المواقع الهندية للتسوق، وأرجعوا ذلك إلى مدى توفر طرق الدفع المفضلة بالنسبة لهم.
وقال كيفانج أونان، المدير الإقليمي لـ «باي بال» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن مستويات الأمن العالية تأتي ضمن العناصر الرئيسية المؤثرة في اختيار طريقة الدفع المفضلة للتسوق عبر الحدود، موضحاً أن نصف المتسوقين في الإمارات ذكروا أن السبب الرئيسي لاختيار طريقة الدفع عبر الحدود المفضلة لديهم يعود لكونها «آمنة»، إضافة إلى سهولة الدفع (التي اختارها 37% من المشاركين في الدراسة)، وكونها وسيلة مقبولة من جانب معظم التجار (35%).
وأشار أونان، إلى أن 55% من سكان الإمارات الذين يتسوقون من مواقع إلكترونية عبر الحدود ممن يفضلون منصة «باي بال» للدفع عبر الحدود، قالوا إن أحد أسباب تفضيلهم «باي بال» تعود إلى أنها تشكل منصة آمنة للدفع، بينما عزا 42% منهم ذلك إلى كونها إحدى العلامات التجارية الشهيرة والموثوقة، لافتاً إلى أن الثورة التجارية الإماراتية تمضي قدماً مدفوعة بالتنوع الكبير لتعدادها السكاني ذي الطابع العالمي، فضلاً عن معدلات الانتشار الواسعة لأجهزة الهاتف المحمول، حيث يسعى المستهلكون إلى تأمين منتجاتهم وخدماتهم المفضلة من مختلف أنحاء العالم، لتتبوأ الإمارات بذلك مرتبة متقدمة ضمن الدول الثلاثة الأكثر شراءً باستخدام الهواتف المحمولة».
الإمارات الأعلى شراء عبر الحدود بالأجهزة المحمولة
دبي (الاتحاد)
أكد كيفانج أونان، المدير الإقليمي لـ «باي بال» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقابلة خاصة مع صحيفة «الاتحاد»، أن الإمارات تأتي ضمن الدول الثلاث الأولى من ناحية أعلى معدلات عمليات الشراء عبر الحدود التي تتم عن طريق الأجهزة المحمولة (مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية)، تليها مصر ونيجيريا على مستوى مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، منبهاً إلى أن الإمارات أصبحت تصنف من أهم وجهات التجارة الإلكترونية في المنطقة، خاصة أنها تعد وجهة إقليمية، حيث يفضل سكان الخليج والدول المجاورة الإمارات كمنصة لإتمام عمليات التجارة الإلكترونية.
وقال إن «باي بال» هي منصة دفع بقدرات عالمية حقيقية ومتاحة للمستخدمين في 203 دول، ما يسمح للعملاء بتلقي الدفوعات في أكثر من 100 عملة، وسحب الأموال إلى حساباتهم المصرفية في 56 عملة، والإبقاء على أرصدة في حساباتهم لدى باي بال في 25 عملة، مؤكداً أن المنصة تعاملت مع 4,9 مليار عملية دفع لعملائها في العام الماضي، 28% منها كانت على الهواتف الذكية.
وأضاف أن الشركة تقدم للمستخدمين سيطرة مباشرة على أموالهم وطرقاً أسهل للتفاعل مع بعضهم بعضاً، وذلك من دون حاجة للكشف عن بياناتهم المصرفية والاستفادة من تسهيلات الدفع عبر حساباتهم المصرفية وبطاقاتهم الائتمانية المرتبطة بحسابهم على باي بال، منوهاً بأن 192 مليون شخص حول العالم يستخدمون موقع باي بال من خلال إنشاء محفظة رقمية نشطة، وبلغ حجم الإنفاق الكلي عبر المنصة 2,8 مليار دولار في العام الماضي.
ونفى أونان، وجود منافسة بين شركات التكنولوجيا المالية «فين تك» والبنوك التقليدية في مجال المدفوعات، مؤكداً أن قطاع الخدمات المالية يتطور بشكل عام نتيجة للتطور التكنولوجي الجاري، وتزايد الابتكارات في هذا المجال، ولذا فإن العلاقة بين شركات الدفع الإلكتروني والبنوك، هي علاقة تكامل واستفادة متبادلة أكثر من كونها علاقة منافسة.
عدد اليوم
