تقرير "إي.دي.إس.إس": استراتيجية توسعية للصين لتعزيز تنافسيتها

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة

الرئيس الصيني: واشنطن وبكين يجب أن تكونا شريكتَين وليس خصمين

سعود بن صقر يستقبل عمدة مدينة دونغقوان الصينية

أشار تقرير صادر عن مجموعة إي.دي.إس.إس، إلى أن الصين تعمل على تطبيق خطة استراتيجية طويلة الأمد، لتعزيز تنافسيتها عبر دعم عدد من الدول والقارات بمشاريع حيوية ومستدامة.
فالصين بدأت اولاً بالسماح بزيادة عدد الولادات التي كانت محددة بولد واحد، وهذا سيؤدي إلى زيادة عدد السكان من 1.4 مليار إلى 1.7 مليار خلال السنوات القادمة مما يعني زيادة الاستهلاك الداخلي الذي ارتفع بنسبة كبيرة، حيث زادت نسبة مساهمة الاستهلاك في الناتج المحلي الإجمالي من 38% إلى 51% ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 70% خلال السنوات القادمة، أي أن الصين ستكون معتمدة بشكل كبير على سد الحاجة المحلية بدلاً من الاعتماد على الصادرات التي انخفضت مساهمتها في الناتج المحلي من 40% إلى 28%.
وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذه التطورات التوسعية في هذه الدول التي تشكل مع الصين مجتمعة تكتل بشري هائل يقارب 4 مليارات شخص أكثر من نصف سكان العالم ستكون الصين في موقع تنافسي قد يتعدى تنافسية الولايات المتحدة، خاصة وأن الصين أحرزت تقدماً ملحوظاً في عملية التسعير، فهي تقوم بتسعير النفط باليوان من خلال بورصة شنغهاي منذ مارس 2018 وحالياً تقوم بتسعير 230 مليون برميل يومياً، أي تحتل 25% من حجم التسعير العالمي بعد لندن ونيويورك.
كما أن هذه الخطوة تفسح المجال للصين لتسعير بقية المواد الأولية والسلع وعلى رأسها الذهب كونها أصبحت تمتلك خامس احتياطي للذهب في العالم بحدود 1800 طن الذي ارتفع بنسبة 300% مقارنة بعام 2008.
وإضافة إلى الذهب باتت الصين تسطير على استهلاك المواد الخام فهي تستحوذ على 50% من الاستهلاك العالمي من الفولاذ، و47% من الألمنيوم و50% من الفحم الحجري و27% من الذهب و14% من النفط بما يفسح المجال ويمكنها من السيطرة أيضاً على عملية التسعير، كما تجدر الإشارة إلى أن الصين أصبحت تسطير على نحو 40% من المناجم في القارة الأفريقية و18% في أستراليا و30% في آسيا و9% في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي حال استكملت الصين هذه الخطوات وتمكنت من تسعير المواد والسلع الأساسية باليوان، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع قوة اليوان كعملة احتياط تضاهي وتنافس الدولار الأميركي، حيث يسيطر الدولار اليوم على 75% من النقد في العالم واليوان 10% ومع هذه التطورات قد تتجاوز قيمة اليوان 30% من إجمالي النقد في العالم.
ولتعزيز هذه الخطوة قامت الصين بإنشاء مراكز للمقاصة والتسوية في أنحاء العالم ولكن الأكثر نشاطاً في الوقت الحالي هونغ كونغ الذي يمثل 75% من عمليات التسوية ولندن 6% وسنغافورة 4.5% والولايات المتحدة 2.5%.