الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ضيعة ضايعة» واصل نجاحه و «صبايا» استقطب الجمهور

«ضيعة ضايعة» واصل نجاحه و «صبايا» استقطب الجمهور
27 سبتمبر 2010 21:40
انتهى موسم العرض التلفزيوني الرمضاني، وبدأ موسم النقد والتنظير، كما بدأت الاستفتاءات حول أفضل مسلسل، وأكثر المسلسلات مشاهدة، لكن ما يلفت النظر أن معظم الكتابات النقدية لا تزيد على كونها انطباعات شخصية، وصياغات لغوية، تبرر موقفاً مسبقاً لهذا الكاتب أو ذاك، من هذا العمل وأبطاله. أما الاستفتاءات الجارية، فهي تبدو أقرب إلى «النكتة»، لكونها مزاجية وغير حيادية، وتبدو كأنها مصنعة تصنيعاً، لا سيما أنها قائمة على أسس غير صحيحة في علم الإحصاء وطريقة إجراء الاستبيان. وبالتالي لا يمكن الركون إليها أو إلى استفتاءات تعلن أن هذا المسلسل هو الأول، وأن هذه الفضائية أو تلك هي الأكثر مشاهدة!. هذه النتائج تضع أماني «مفبركها» محل الوقائع، وتعتمد على شريحة محدودة من المشاهدين تُختار بعناية!. ورغم كل هذه التحفظات المشروعة، تبقى الآراء النقدية والكتابات النظرية مؤشراً لحراك معين لدى شريحة من المعنيين والصحفيين الفنيين، لا سيما على صعيد الأعمال الكوميدية التي عادت الدراما السورية للاهتمام بها والتركيز عليها. «ضيعة ضايعة» اتفق معظم الكتاب والنقاد الفنيين على أن مسلسل «ضيعة ضايعة» في جزئه الثاني حقق حضوراً جيداً، واستقطب نسبة مشاهدة عالية، وقد كرس كاتبه الدكتور ممدوح حمادة تميزه في نقل هموم «ضيعة» منقطعة عن التطور، ولا تزال تحمل صفة الحياة البريئة، ليطرح من خلالها مسائل حياتية تتصل بيوميات الإنسان الفقير العادي واهتماماته، وتركز على فطرته وطيبته وصدقه وحبه للعمل ووفائه لجيرانه وحرصه عليهم، حتى ذهب البعض إلى القول إن الدكتور ممدوح، وهو سوري يعمل أستاذاً جامعياً في روسيا البيضاء، جسّد الواقع كما هو، وجعل أصحاب هذا الواقع يسخرون منه، كما يسخر الفقير من فقره، وهكذا تمت السخرية من الفساد والرشوة والنفوذ. أما المخرج الليث حجو، فقد تألق بهذا العمل بحرفية عالية في تقديم شخوصه، وفي عكس أجواء وأصوات البيئة الجميلة من غابات وبحر ووديان، وفي نقل الرسالة المتوخاة من هذا العمل الكوميدي. وقد زاد من نجاح المسلسل براعة الفنانين باسم ياخور ونضال سيجري وزهير رمضان وجرجس جبارة وفادي صبيح ومحمد حداقي، إضافة إلى الأداء اللافت للفنانات تولاي هارون ورواد عليو وآمال سعد الدين وسوسن عطاف. ويمكن القول: إن ياخور وسيجري قد حققا نجومية خاصة أضيفت إلى مسيرتهما الفنية المتميزة. «بقعة ضوء» أما فيما يتعلق بالجزء السابع من المسلسل الكوميدي الناقد «بقعة ضوء»، فقد ذهب بعض الكتاب إلى القول إنه أخفق، ويضيف مُبالغاً أن ممثليه أخفقوا أيضاً!. ولا شك أن هذه المبالغة غير منصفة وظالمة أيضاً، فبقعة ضوء في هذا الموسم لا يقل جرأة وحرفية وتجديداً عنه في بقية المواسم، لا سيما بعد تولي الفنان أيمن رضا مهمة الإشراف عليه، واجتهاد المخرج ناجي طعمي على التجديد فيه. لكن المفارقة في هذا المسلسل الكوميدي الانتقادي أنه بدأ في جزئه الأول بجرعة زائدة وغير مألوفة من الجرأة، واستمر في ذلك أو تراجع قليلاً في بعض أجزائه السابقة، وحين عاد هذا الموسم حاول القائمون عليه أن يحيوا بدايات المسلسل، لكن الجرأة التي شكلت مفاجأة للجمهور قبل سنوات، تحولت بالتكرار إلى أمر عادي!. وإذا كانت الجرأة تصنف في درجات، فعند أي درجة تتوقف، لا سيما عندما تبلغ ذروتها؟!. ولعل ما يميز «بقعة ضوء» حتى الآن أن جميع الممثلين الذين شاركوا فيه إنما يعتمدون حس الهواية والرغبة في التغيير والتجدد، وبعضهم يشارك في صياغة لوحاته، وتأسيساً على ذلك يمكن الاستنتاج بأن «بقعة ضوء» استأنف مسيرته المتوقفة ليحقق نسبة مشاهدة عالية، وهو ما يعتبر نجاحاً بطبيعة الحال. «صبايا» ونجاح غامض! أما مسلسل «صبايا» للكاتب مازن طه وزوجته الكاتبة نور شيشكلي فحقق جماهيرية زادت عما حققه الجزء الأول منه، والتي كانت بدورها عالية. ونجاحه اللافت هذا العام طرح سؤالاً عن السر الغامض فيه، فهل يعود النجاح لكون البطولة المطلقة فيه لخمس فتيات جميلات مضافاً إليهن الفنانة نبال الجزائري؟ أم للحكايات البسيطة والعادية التي تصادف كل فتاة منهن في حياتها، أو تصادفهن كمجموعة؟ أم السر في تراتبية هذه الحكايا وتراكمها لتشكل سيرة ذاتية أو يوميات حياة للفتيات الخمس؟ أم في الإضافات التي حققها المخرج السينمائي الأكاديمي فراس دهني؟. يمكن أن يشكل كل سؤال سبباً من أسباب النجاح، لكن النجاح بمجمله يعود إلى البساطة وإلى الطرح الدرامي الأقرب إلى الكوميديا الخفيفة، بحيث تعلقت به نسبة كبيرة من المشاهدين والمشاهدات الذين لا يحبون التعقيد أو مزج الأيديولوجيا بالدراما. وبذلك حقق نجاحه الأغلى ومنح المشاهدين فرصة للابتسامة البريئة من خلال الإشارة إلى مفارقات وسلبيات لم تكن هي مقصودة أصلاً، وإنما ترد في السياق الصحيح وبشكل عرضي. ويمكن القول أيضاً إن الفنانات الخمس جيني إسبر وقمر خلف وديمة بياعة وديمة الجندي وكندة حنا قد حققن أداء لافتاً، جعل الشركة المنتجة تُعد لاستثمار نجاح المسلسل في أجزاء لاحقة. المصري «ملك التكسي» إضافة إلى نجوميته، حشد سامر المصري عدداً من نجوم الكوميديا السورية في مسلسله الجديد «أبو جانتي ملك التكسي» في مقدمتهم أيمن رضا وأندريه سكاف وفادي صبيح وشكران مرتجى وسامية الجزائري، إضافة إلى الفنان الكبير خالد تاجا. ومن خلال هذه المجموعة من النجوم برز «أبو جانتي» كسائق محبوب ينطلق من حي شعبي ليعكس هموم ومشكلات الناس من خلال تقديم المساعدة لهم، والاستماع إليهم، والخوض في مغامرات إنسانية طريفة واجتماعية. ويبدو أن سامر المصري الذي كتب النص أيضاً قد تمكن من كسب الرهان في تقديم عمل أحبه الناس لواقعيته عموماً، ولغناه بتفاصيل الحياة اليومية، فضلاً عن أنه دخل في حياة سائقي «التكسي» لأول مرة في تاريخ الدراما السورية. شاميات وتلفزة النكتة أما المسلسل الكوميدي السوري الخامس الذي عرض هذا الموسم فهو «شاميات» للمخرج فادي غازي، وقد اتكأ على شخصيات مسلسلات البيئة الشامية ليقدم ما يمكن تسميته بتلفزة النكتة، وبذلك فقد أضاف هذا المسلسل طرافة عابرة لمن تابعه. ويرى كثير من المراقبين أن وجود خمسة مسلسلات كوميدية مختلفة في الموسم الدرامي السوري الحالي يعتبر ظاهرة صحية ومبشرة لمستقبل الكوميديا السورية، وهي ظاهرة تنبئ بأن القادم سيكون أفضل، رغم تباكي بعض المتشائمين!.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©