«سوق البسطة».. وجهة تراثية تجذب النساء والأطفال

أحمد النجار (الشارقة) على أنغام آلة القانون التي تحلقت حولها عائلات وأطفال من مرتادي سوق البسطة التراثي الكائن في قلب الشارقة، ووسط أجواء عائلية إماراتية وعربية بامتياز، شهدها «سوق البسطة» في منصته التراثية التي تفوح منه رائحة الأصالة وعبق التاريخ مع مزيج شائق من الأنشطة والفعاليات التي اجتذبت إليها الصغار والكبار ضمن تظاهرة تقام أسبوعياً كل يوم جمعة لاستعادة حياة الأسواق القديمة، التي تربط الناس بأصالة الماضي ونكهة التسوق التقليدي ببساطته وجمالياته، وتجسد مفردة «البسطة» قصة مكان تراثي له خصوصيته ومكانته التاريخية وأجوائه الشعبية، حيث يحتضن تحت مظلته باعة مختلفين ومتجددين يعرضون بضائعهم ضمن مساحات صغيرة تتخذ أكشاكاً أنيقة تجتذب الأنظار برونق مقتنياتها وتفاعلية الناس حولها، لتشكل حدثاً اجتماعياً يرسم حكايات الماضي لاستعادة دفء الذكريات. وجهة تراثية يقع سوق البسطة ضمن سوق الشناصية، حيث يستضيفه قلب الشارقة بصفته أكبر وجهة تراثية حاضنة لبانوراما من الأنشطة والفعاليات والأسواق والفنون المختلفة. وعند زيارة «سوق البسطة» يجد الزوار فسحة للتسوق من مختلف البضائع والمقتنيات التي لها صلة بالتراث وربما تحاكي أزمنة معينة مثل التحف والهدايا والعطور والأزياء إلى جانب الأطعمة الشعبية والحلويات، ويمكن الاستمتاع بالتسوق مع العائلة من خلال العديد من البسطات التي تشكلت بأناقة حول المكان لتصنع جواً خاصاً، كما يمكن الجلوس على أحد المقاهي الشعبية لتناول الحلوى والقهوة العربية أمام مشهد جميل للعروض الترفيهية المختلفة مثل العزف على آلات الموسيقى أو أنشطة فنية أخرى يحرص القائمون على تنويعها من أسبوع لآخر لتروي قصصاً جديدة من المتعة والتشويق، بينما يأخذ الأطفال فسحتهم في زاوية مخصصة من حديقة السوق لتجربة بعض الألعاب المسلية. نفحات للذكرى الجميل في سوق البسطة أنه لا يقتصر على الموطنين فقط، فقد أصبح وجهة لكل العرب والسياح الأجانب الذي تجذبهم تلك الأجواء وتغريهم فكرة التسوق من «البسطة» ببضائعها ومقتنياتها المتنوعة، ويمكن أن يعرج الزوار إلى محالٍ أخرى ضمن سوق الشناصية تقدم خيارات عديدة وخدمات مختلفة ومنتوجات يدوية وحرفية وبضائع تراثية وحديثة تلقى إقبالاً واسعاً من الجميع، وهي فرصة للتعرف إلى الروح التراثية والأجواء التاريخية التي تغلف المكان والتقاط صور للذكرى أمام تفاصيل البناء ونفحات الماضي العريق. تسوق للنساء كما تجتذب «البسطة» طيفاً كبيراً من النساء الخليجيات والعربيات بمختلف اهتماماتهن وثقافاتهن حيث يجدن فيها دكاكين العطور بأنواعها وخلطات البخور المختلفة، وتشكيلة منوعة من الأزياء بتصاميم فريدة وتحف منزلية ومشغولات يدوية وأكسسوارات ومجوهرات بأشكال أنيقة مطعمة بالأحجار الكريمة. ويتيح السوق للأطفال ركنا خاصا يضم ألعاباً للمرح والتسلية وأنشطة مختلفة تشمل الرسم على الوجوه وصناعة الأقنعة والألعاب الشعبية والعرائس، إلى جانب الرسم والتلوين، كما تم تخصيص ركن خاص بالرسم على الأحذية الرياضية والذي تفاعل معه الأطفال والكبار، واستطاعوا من خلاله أن يضعوا شعارات أنديتهم الرياضية المفضلة وشخصيات أفلام الكرتون المحببة لديهم على أحذيتهم الرياضية. أكلات شعبية وتتوفر في السوق مطاعم تقدم أكلات شعبية مختلفة، أبرزها سوق السرود التراثي، بإطلالته على البحر، وأجوائه العائلية التي تجتذب إليه العائلات سواء إماراتية أو خليجية أو من السياح الأجانب، حيث يجدون قائمة من الأكلات الإماراتية والحلويات الشعبية والأسماك بأنواعها إلى جانب المشروبات الخاصة مثل القهوة العربية وشاي الكرك وغيرها، ويقع المطعم وسط سوق الشناصية، ويتميز بواجهته المطلة على منطقة السوق النابضة ومنظر السفن الراسية على البحر. جسر تواصل حضاري قال يوسف المطوع مدير قلب الشارقة، إن اختيار سوق الشناصية لإقامة «فعاليات سوق البسطة» لموقعه النابض في منطقة التراث التي تشهد انتعاشاً سياحياً في فصل الشتاء، ولكونه أقدم وأكثر الأسواق حيوية ومعلماً تراثياً وتجارياً، مشيراً إلى أن الهدف من تنظيم الفعالية تسليط الضوء على الحضور التاريخي والسياحي البارز للمنطقة، كما يمد جسور التواصل الحضاري والتراثي بين الأجيال.