الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميسي خارج المنصة

ميسي خارج المنصة
6 سبتمبر 2018 00:03

من يصدق أن المذهل والمدهش والاستثنائي ليونيل ميسي لا يقف اليوم على منصة الأفضل في العالم، وأنه لأول مرة منذ 2007 لن يصطف في الممر الأخير المؤدي إلى جائزة «التميز» العالمي التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
بالقطع لم يتغير شيء في إعجاز ميسي ولا في أسطوريته ولا في التوالد المطرد للخوارق التي تبدعها جيناته في كل مباراة، وأبداً لم يتوقف عن إنتاج ملايين النجمات التي تضيء دروب الدهشة، ولكن لخلو اللائحة المختصرة لـ«الفيفا» والمتنافسة على جائزة «الأفضل» في العالم، من اسم ميسي، ما يحرك النقاش، ويثير الجدل، ويطلق العنان لعشرات الأسئلة.
من يعشقون ميسي لحد الوله يستفزهم ذلك، بل إنهم لا يتورعون في استهجان مثل هذه الاستفتاءات، برغم أن نجمهم تربع على عرشها لسنوات، ومن يحتكمون لمنطق الأشياء يقولون إن ما يقود رأساً للمنافسة على جائزة «الأفضل»، ليس بالضرورة الوجه الملحمي والإبداعي للاعب، وما يحترفه من صناعة للخوارق التي تتفوق على المتخيل الإنساني، بل إن ما يتحكم في تسمية «الأفضل» أشياء أخرى.
والحقيقة أن سقوط اسم ميسي من السباق نحو أفضل لاعب أوروبي للعام، وبعده من السباق لنيل جائزة «الأفضل»، صحح ما شاع خطأ لسنوات، كان فيها ميسي ورونالدو يحتكران مشهد الاستفتاءات العالمية على اختلافها، من دون الاستجابة لكل المعايير التي تحقق مجتمعة الصدقية، لقد كان القفز على معيار الإنجازات الجماعية قبل الفردية سبباً في اتهام بعض الاستفتاءات بعدم النزاهة، وبالإذعان للمنطق التجاري، فرونالدو وميسي هما معاً وجهان لعملة واحدة، إن أطلت على أي بورصة رفعت الأسهم لعنان السماء.
وإن كان رونالدو قد برز في لائحة الثلاثة المتنافسين على جائزة «الأفضل» لهذا العام، إلى جانب الكرواتي مودريتش، ونجمنا العربي محمد صلاح، فلأنه نجح في قيادة ناديه السابق ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا، وهو لقب لا يتساوى في عرف الخبراء مع لقب محلي كيفما كانت طبيعته، لذلك ما استبعد ميسي لأول مرة، إلا لأنه صادف في سنته التي ستنقضي بعد أسابيع أشياء سيئة للغاية، لا يستطيع مجرد الفوز بلقب الليجا وكأس الملك أن يتستر على فظاعتها، لقد عجز ميسي عن منح برشلونة لقبا أوروبياً، وعن قيادة منتخب بلاده إلى ما هو أبعد من دور الستة عشر في المونديال الأخير.
ميسي أسطورة القرن، ومبدع زمانه، ومن خوارق كرة القدم، نعم كل هذا لا يعطيه لوحده الحق، في أن يحتكر كل جوائز التقدير الفردية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©